استقرار أسعار الذهب وسط توترات الشرق الأوسط وتقرير الوظائف الأمريكي
شهدت أسعار الذهب استقرارًا ملحوظًا مع توازن المتداولين بين التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط والتقرير الأخير للوظائف الأميركية الذي فاق التوقعات التقرير أضعف الآمال في خفض كبير لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى تقليل الرهانات على خفض أسعار الفائدة في نوفمبر/تشرين الثاني.
التأثيرات الجيوسياسية
تداولت السبائك بالقرب من 2650 دولارًا للأونصة بعد أن أغلقت الأسواق دون تغييرات كبيرة يوم الجمعة. وارتفعت التوترات في الشرق الأوسط بعد أن أرسلت إسرائيل قواتها إلى شمال غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما تراقب الأسواق عن كثب ردود الأفعال على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، مما عزز الطلب على أصول آمنة مثل الذهب.
تأثير بيانات الوظائف الأميركية
في الجانب الآخر، يستمر المتداولون في تقييم توقعات أسعار الفائدة بعد أن جاء تقرير التوظيف الأميركي أقوى من التوقعات. هذا الأداء القوي دفع الأسواق إلى تقليل توقعاتها بشأن خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في نوفمبر، وهو ما قلل من الإقبال على المعدن الأصفر. تجدر الإشارة إلى أن انخفاض أسعار الفائدة عادةً ما يفيد الذهب لأنه لا يدفع عائدًا على حامليه، مما يجعله خيارًا أكثر جاذبية في فترات التيسير النقدي.
أداء الذهب في الأسواق
ارتفعت أسعار الذهب بنحو 30% منذ بداية العام، وسجلت مستويات قياسية مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة وعمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية. إضافة إلى ذلك، أدى الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى تعزيز الأسعار في ظل الظروف الجيوسياسية والاقتصادية غير المستقرة.
تحركات الأسعار اليومية للذهب
انخفض سعر الذهب الفوري إلى 2641 دولارًا للأونصة في الساعات الصباحية، قبل أن يرتفع مجددًا إلى 2651 دولارًا هذه الأرقام لا تزال أقل من أعلى مستوى تاريخي بلغه الذهب عند 2685.58 دولارًا في سبتمبر. في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الفضة والبلاديوم، بينما استقرت أسعار البلاتين. أما الدولار، فقد حافظ على استقراره، مما أضاف ضغوطًا على سعر الذهب.
تقرير الوظائف وتأثيره على السوق
انخفاض توقعات خفض الفائدة
أدى التقرير القوي للوظائف في سبتمبر/أيلول إلى تراجع التوقعات بشأن خفض كبير لأسعار الفائدة الأميركية. ونتيجة لذلك، عزز الدولار موقفه في الأسواق، وهو ما دفع المتداولين إلى توقع خفض محتمل بمقدار ربع نقطة مئوية فقط في الشهر المقبل، مع نسبة احتمالية تصل إلى 98%.
اقرأ أيضاً : تراجع الين الياباني في ظل فروق أسعار الفائدة بين اليابان وأمريكا وتوقعات السوق الأمريكية
الرهانات على الملاذ الآمن
وفقًا لمحلل السوق ييب جون رونغ من شركة IG، فإن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط قد تستمر في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن. هذه العوامل قد تعوض الضغوط الناتجة عن توقعات خفض الفائدة المحدودة، مما يبقي الذهب خيارًا مفضلاً للمستثمرين في الأوقات المضطربة.
التوقعات المستقبلية
اجتماع الفيدرالي وبيانات التضخم
يتوجه اهتمام السوق هذا الأسبوع إلى محضر اجتماع السياسة الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة. كما من المنتظر أن يتحدث عدد من مسؤولي الفيدرالي خلال الأيام القادمة، مما قد يوفر مؤشرات أوضح حول توجهات السياسة النقدية.
تطورات الصراع في الشرق الأوسط
على الصعيد الجيوسياسي، تظل التوترات مستمرة في الشرق الأوسط بعد أن قصفت إسرائيل أهدافًا في غزة ولبنان في ذكرى هجمات 7 أكتوبر. هذه التوترات الإقليمية قد تؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل التصاعد المستمر للعنف.
سلوك البنوك المركزية
من ناحية أخرى، أحجم البنك المركزي الصيني عن شراء الذهب لاحتياطياته للشهر الخامس على التوالي في سبتمبر. يرى المحللون أن الصين قد تتجنب المزيد من الشراء في الأمد القريب، ولكن استراتيجيتها طويلة الأمد تجاه تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأميركي قد تستمر بسبب العلاقات الحساسة مع الغرب.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم
إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة. انخفضت الفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 32.11 دولارًا للأونصة، بينما خسر البلاتين 0.4% ليصل إلى 983.67 دولارًا. في المقابل، ارتفع البلاديوم بنسبة 0.6% ليصل إلى 1017.63 دولارًا للأونصة.