أسعار الذهب تسجل خسائر أسبوعية بعدما عزز المضاربون رهاناتهم على خفض الفائدة

تراجعت أسعار الذهب بعد أن عززت البيانات المتباينة في تقرير الوظائف النقاش المتواصل حول حجم خفض الفائدة المتوقع أن يجريه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعه خلال سبتمبر الجاري.

 

انخفضت أسعار الذهب، الجمعة، بعد اقترابها خلال الجلسة من أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد أن أثارت بيانات الوظائف الأميركية المتباينة شكوكا حول مدى خفض سعر الفائدة المتوقع في اجتماع مجلس الاحتياطي الأميركي هذا الشهر.


وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.8 بالمئة إلى 2495.86 دولار للأونصة بحلول الساعة 1759 بتوقيت غرينتش بعد أن سجل أعلى مستوى منذ 20 أغسطس، عندما بلغ لآخر مرة ذروة قياسية.

وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7 بالمئة لتصل عند التسوية إلى 2524.60 دولار وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 3.1 بالمئة إلى 27.92 دولار للأوقية، فيما انخفض البلاتين 0.4 بالمئة إلى 920.55 دولار وهبط البلاديوم 3.1 بالمئة إلى 913 دولارا.


كشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الجمعة أن كشوف الأجور غير الزراعية ارتفعت بمقدار 142 ألف وظيفة الشهر الماضي، ليصبح متوسط الثلاثة أشهر عند أدنى مستوياته منذ منتصف 2020. هبط معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.2%، في أول انخفاض منذ 5 شهور، ما يجسد تراجعاً لعمليات تسريح العمالة المؤقتة.

عانت عائدات سندات الخزانة الأميركية والدولار الأميركي من التذبذب، بينما تخلى المعدن الأصفر عن مكاسبه الأولية ليُتداول متراجعاً 0.6%. عزز مضاربو العقود المستقبلية رهاناتهم على خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة نصف نقطة مئوية الشهر الحالي.

من جهته، أوضح يل ستريبل، كبير الخبراء الاستراتيجيين للسوق في شركة "بلو لاين فيوتشرز" (Blue Line Futures)، أنه بالنسبة إلى متداولي الذهب: "هناك هاجس يتمثل في أن يقلص الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة 50 نقطة أساس لمرة واحدة فقط، وهو ما لن يكون في مصلحة سوق الذهب. يسعى المتعاملون لتوقع عدد مرات تقليص أسعار الفائدة على مدى أي فترة زمنية. يحتاج الذهب لإقرار تخفيضات للفائدة بصورة متتالية" حتى يواصل سعر الذهب الصعود.

أكد مسؤولو الفيدرالي أن القلق يساورهم أكثر حيال مخاطر سوق العمل بدلاً من التضخم في الولايات المتحدة. مع تراجع ضغوط التضخم بصورة كبيرة عن مستويات ذروتها خلال وباء كورونا، من المتوقع أن يبدأ صناع السياسة النقدية في تقليص أسعار الفائدة الشهر الجاري.

أشار جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، مباشرة بعد تقرير كشوف الأجور غير الزراعية إلى أن الظروف الملائمة توافرت لخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة، نظراً للتقدم المُحرز على صعيد كبح التضخم وتباطؤ سوق العمل.

أشاد وليامز بـ"التقدم الكبير" في اتجاه تحقيق هدفي الفيدرالي المزدوجين المتمثلين في الحفاظ على استقرار الأسعار وبلوغ أقصى قدر من التوظيف، ونوه إلى أن المخاطر التي تهدد تحقيق كليهما قد تحولت إلى "التعادل" أو حالة من التوازن.

وفي نقاش أداره بعد خطابه، قال وليامز إنه يرغب في دراسة البيانات بصورة أكثر دقة، لكنه أشار إلى أن أحدث الأرقام "تتفق مع ما كنا نتوقعه من تراجع اقتصادي وتباطؤ سوق العمل".

مجلس الذهب العالمي

قال مجلس الذهب العالمي أن صناديق الذهب المتداولة العالمية شهدت ارتفاع في التدفقات الواردة لمدة 4 أشهر متتالية بقيادة الصناديق الأمريكية والغربية، مما أدى إلى ارتفاع الأصول المدارة العالمية بنسبة 20% منذ بداية العام حتى الآن، لتصل إلى 257 مليار دولار.

وأوضح تقرير مجلس الذهب العالمي أن حجم التدفقات النقدية إلى صناديق الذهب في شهر أغسطس سجل صافي نحو 28.5 طن ذهب، وكانت التدفقات في شهر يوليو نحو 47.7 طن ذهب، ويرجع هذا إلى ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 3.6%، إلى جانب المزيد من التدفقات الداخلة.

وكذلك، أظهرت البيانات استمرار الحيازات الجماعية في التعافي، حيث زادت بمقدار 29 طن لتصل إلى 3182 طن بحلول نهاية الشهر، وأن الخفض الكبير في الرسوم الجمركية على الذهب في الهند (الذي حدث في أواخر يوليو)، كان بمثابة دفعة للطلب على الذهب في البلاد، وأن خفض الرسوم الجمركية تبعه اهتمام قوي بالشراء من تجار المجوهرات وكذلك المستهلكين.

يتوقع مجلس الذهب العالمي أن يظل شراء البنوك المركزية قويًا رغم موجة ارتفاع الأسعار. وعلى الرغم من أن اتجاه عمليات الشراء عالية الحجم قد هدأ مع وصول أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة جديدة، إلا أن الطلب سيستمر، كما كتب جوبول.

"إن الاتجاه طويل الأمد للشراء الصافي لا يزال سليما. وهذا يعزز النتائج التي توصلنا إليها من أحدث مسح للبنوك المركزية، والذي يسلط الضوء على العديد من الأسباب (مثل دور الذهب كمخزن للقيمة وأدائه في أوقات الأزمات) التي تجعل البنوك المركزية، على الرغم من ارتفاع سعره، لا تزال حريصة على شراء الذهب. وبناءً على هذه النتائج، نستمر في الثقة في توقعاتنا بأن المزيد من الشراء قادم"، كما جاء في التقرير.

المركزي الصيني

لم يضف البنك المركزي الصيني أي كمية من الذهب إلى احتياطياته للشهر الرابع على التوالي في أغسطس، حيث وصلت أسعار المعدن النفيس إلى مستويات قياسية. ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة اليوم السبت، فقد بلغ حجم الذهب، الذي يحتفظ به بنك الشعب الصيني، 72.8 مليون أونصة في نهاية الشهر الماضي، دون تغيير. وكان البنك أضاف إلى احتياطياته لمدة 18 شهراً متتالية حتى أبريل من هذا العام، مما ساعد في دعم قوة أسعار الذهب.

يعزز توقف شراء البنك المركزي الصيني الدلائل على أن ارتفاع الأسعار يحد من الطلب العالمي على الذهب من قبل البنوك المركزية، بعد عمليات شراء قوية في النصف الأول من العام. ومع ذلك، يرى العديد من المحللين أن شراء البنوك المركزية سيظل محركاً رئيسياً للذهب هذا العام.

تم التحديث في: السبت, 07 أيلول 2024 11:07
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول