الذهب يتداول بالقرب من أعلى مستوياته القياسية بعد فرض ترمب رسوماً جمركية على الصين

استقرت أسعار الذهب بالقرب من أعلى مستوى قياسي لها بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية بنسبة 10% على الصين، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ الآمن.

وسرعان ما ردت بكين بفرض مجموعة من الرسوم على المنتجات الأميركية، بالإضافة إلى إعلانها فتح تحقيق ضد "جوجل" في مزاعم تتعلق بانتهاكات لقوانين مكافحة الاحتكار.

تأتي هذه الحرب التجارية مع الصين بعد أن هدد ترمب بفرض رسوم بنسبة 25% على كندا والمكسيك، قبل أن يعلن تأجيلها لمدة شهر وظلت سبائك الذهب متداولة بالقرب من أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة 2830 دولاراً للأونصة يوم الإثنين.

تسود حالة من القلق في الأسواق بشأن ما سيحدث في الفترة المقبلة، مما يعزز جاذبية الذهب كمخزن للقيمة في بيئة يصعب التنبؤ بها. وسيكون من المهم معرفة ما إذا كان الدولار سيواصل الارتفاع، خاصة أن العملة الأميركية القوية تجعل السبائك أكثر كلفة بالنسبة للعديد من المشترين.

من بين أبرز التساؤلات المطروحة هو مدى قُدرة الاقتصادين الأميركي والصيني على الصمود في وجه الحرب التجارية، إضافة إلى التداعيات المترتبة على السياسة النقدية في حال أشعلت الرسوم الجمركية التضخم مجدداً. وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد أوقف خفض أسعار الفائدة الشهر الماضي، متبنياً نهج "الانتظار والترقب" تجاه سياسات الإدارة الجديدة.

مخاوف الحرب التجارية

أثارت مخاوف الحرب التجارية اضطرابات في أسواق المعادن النفيسة حتى قبل فرض ترمب للرسوم الجمركية على الصين، حيث شهدت أسعار الذهب والفضة في الولايات المتحدة ارتفاعاً تجاوز المعايير الدولية خلال الأسابيع الماضية، ما دفع التجار والمتداولين إلى ضخ كميات كبيرة من المعادن في السوق الأميركية قبل فرض أي رسوم جمركية.

كما أسفر هذا الاضطراب عن ارتفاع حاد في معدلات العائد على إقراض الذهب والفضة، وهو العائد الذي يجنيه حاملو السبائك المخزنة في خزائن لندن عند إقراض المعدن على أساس قصير الأجل.

من جانبه، قال خبير استراتيجيات السوق في (آي.جي) ييب جون رونغ، في مذكرة نقلتها رويترز، "قد تستمر أسعار الذهب في تلقي الدعم في ظل البيئة الحالية غير المستقرة للغاية، إذ من المرجح أن تهيمن تقلبات السوق والتقلبات السياسية".

يُعتبر الذهب تقليديًا وسيلة للتحوط ضد التضخم وحالة عدم اليقين الجيوسياسي.

وفي الوقت نفسه، تقوم البنوك العالمية الكبرى بنقل الذهب إلى الولايات المتحدة من مراكز التداول التي تلبي احتياجات المستهلكين الآسيويين، مثل دبي وهونغ كونغ، للاستفادة من الفارق الكبير بين العقود الآجلة الأميركية وأسعار الذهب الفورية.

كما يترقب المستثمرون هذا الأسبوع سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية، بما في ذلك بيانات فرص العمل المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم، وتقرير التوظيف الخاص بشركة ADP يوم الأربعاء، وتقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة.

أداء أسعار الذهب 

الذهب عند التسوية أمس

ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات الإثنين، بسبب الطلب على أصول الملاذ الآمن والمدفوع بعدم اليقين المحيط بالسياسات التجارية للإدارة الأمريكية الجديدة، وتداعياتها على الأسواق العالمية.

وعند تسوية التداولات، صعدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 0.8% أو 22.1 دولار عند 2857.10 دولارًا للأوقية، وهو مستوى قياسي جديد للمعدن الأصفر.

الذهب والدولار الآن

سجل الذهب الفوري 2,815 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل مستوى قياسيًا عند 2,830.49 دولار يوم الاثنين.

وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي إلى 2,840 دولارًا.

على الجانب الآخر، تتراجع عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.43% إلى 108.41

المعادن الأخرى

ارتفع سعر الفضة الفورية إلى 31.65 دولارًا للأوقية، وزاد البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 967.93 دولارًا، وسجل البلاديوم 1,032 دولارًا.

وظلت الأسواق في الصين، أكبر مستهلك للذهب، مغلقة بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، ومن المقرر أن تستأنف التداول يوم الأربعاء.