تراجع الذهب عند الإغلاق وسط ضغوط ارتفاع الدولار وتأثير بيانات الوظائف والانتخابات الأمريكية

تحولت أسعار الذهب للتراجع يوم الجمعة وسط ضغوط ناجمة عن ارتفاع الدولار الأمريكي وزيادة عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إلا أن بيانات اقتصادية أظهرت تباطؤاً في نمو الوظائف بالولايات المتحدة ساهمت في تخفيف حدة الخسائر، حيث دفعت المحللين لزيادة احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة.

أداء الذهب في الأسواق

محت أسعار الذهب مكاسبها وأغلقت على استقرار في ختام تعاملات الجمعة، بعد خسائرها الحادة بالأمس، في ظل تقييم المستثمرين السيناريوهات المحتملة لانتخابات الرئاسة في أمريكا ونتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع المقبل.

أسعار الذهب عند الإغلاق

عند تسوية يوم الجمعة، استقرت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر عند 2749.20 دولاراً للأوقية، مسجلةً خسارة أسبوعية طفيفة قدرها 0.2% وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، حققت العقود مكاسب شهرية نسبتها 3.4%، متجاوزة مستوى 2800 دولار لأول مرة، ما يعكس استمرار جاذبية المعدن الأصفر في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.

وكانت العقود قد شهدت في جلسة الخميس انخفاضاً حاداً بنسبة 1.8%، مسجلةً أكبر وتيرة هبوط منذ يوليو الماضي، ويعزى ذلك إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة وهدوء المخاوف الجيوسياسية نسبياً، ما قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وأغلق سعر الذهب في المعاملات الفورية على انخفاض بنسبة 0.32% ليصل إلى 2735 دولاراً للأونصة، بعد أن كان قد بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2790.15 دولاراً.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

إلى جانب الذهب، تراجعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.73% لتصل إلى 32.42 دولاراً للأوقية في المقابل، ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 990.45 دولاراً، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.4% ليصل إلى 1101.25 دولاراً.

أما النحاس، فقد سجل ارتفاعاً بنسبة 0.69% ليصل إلى 4.37 دولار للرطل، مما يعكس تبايناً في أداء المعادن الأخرى حسب العوامل الاقتصادية المختلفة.

أداء الدولار وتأثيره على الذهب

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعاً بنسبة 0.4% بعد تعويض خسائره السابقة، فيما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، مما قلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً.

ويعود جزء من ضعف سوق العمل إلى تأثير إعصارين متتاليين إلى جانب إضراب عاملين في شركة بوينغ، حيث أظهرت بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية إضافة 12 ألف وظيفة فقط خلال الشهر الماضي.

وأشارت توقعات أداة "فيد ووتش" إلى أن خبراء الاقتصاد يتوقعون بنسبة 100% خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، ما يعزز التوقعات باستمرار السياسة النقدية التيسيرية في الولايات المتحدة.

الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الأسواق

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر، تظهر استطلاعات الرأي تنافساً محموماً بين المرشحين الرئيسيين دونالد ترامب وكامالا هاريس وقد دفعت هذه الأجواء السياسية المستثمرين إلى مراقبة المشهد عن كثب، حيث تؤثر الانتخابات على السياسات المالية والنقدية المقبلة، مما ينعكس مباشرةً على أسواق الذهب والعملات.

الخلاصة : تستمر أسعار الذهب في التحرك بين مد وجزر في ظل توتر الأسواق العالمية، مع ارتفاع الدولار وعوائد السندات كعوامل ضاغطة، في مقابل دعم محتمل من السياسة النقدية الأمريكية التيسيرية والاضطرابات في سوق العمل وتبقى توقعات الأسواق مرهونةً بالبيانات الاقتصادية المنتظرة ونتائج الانتخابات الأمريكية، مما يخلق حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين في أسواق المعادن النفيسة.