الذهب يحقق مكاسب أسبوعية وشهرية ونصائح من جولدمان ساكس حول الاستثمار في الذهب
شهدت أسعار الذهب تذبذبًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة، حيث بدأت مرتفعة قبل أن تتحول إلى الانخفاض، وذلك نتيجة تقييم الأسواق لبيانات اقتصادية جديدة عززت المخاوف بشأن استمرار التضخم في الولايات المتحدة.
هذه التطورات أثارت تساؤلات حول إمكانية تأجيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خططه لخفض أسعار الفائدة خلال هذا العام، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على أداء الذهب باعتباره أحد الأصول الاستثمارية الآمنة.
تحليل بيانات التضخم وأثرها على الذهب
جاءت بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت يوم الخميس لتعكس استمرار الضغوط السعرية على الاقتصاد، وهو ما قد يدفع الفيدرالي إلى تبني سياسة نقدية أكثر تشددًا لفترة أطول. وأظهرت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المؤشر المفضل للفيدرالي لقياس التضخم، النتائج التالية:
-
ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي السنوي بنسبة 2.6%، مقارنة بـ 2.4% في نوفمبر، ما يشير إلى تسارع طفيف في معدلات التضخم.
-
نمو شهري بنسبة 0.3%، مما يعكس استمرار الضغوط السعرية على المدى القصير.
-
ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 2.8% سنويًا و0.2% شهريًا، ما يعزز احتمالية بقاء التضخم عند مستويات مرتفعة نسبيًا.
تحركات أسعار الذهب
بعد صدور البيانات الاقتصادية، شهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة، حيث ارتفع الذهب الفوري فوق مستوى 2800 دولار للأوقية لكن مع نهاية الجلسة، سجلت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل تراجعًا بنسبة 0.35%، أي ما يعادل 10.2 دولارًا، لتستقر عند 2835 دولارًا للأوقية ورغم هذا التراجع الطفيف، حققت العقود مكاسب أسبوعية بنسبة 1% وشهرية قوية بلغت 6.35%، كما سجلت أعلى مستوى لها عند 2862 دولارًا للأوقية.
أما الذهب الفوري، فقد أنهى التداولات عند 2801 دولار، بعدما سجل خلال الجلسة أعلى مستوى عند 2817 دولارًا للأوقية.
أداء الدولار وتأثيره على أسعار الذهب
كان ارتفاع مؤشر الدولار أحد العوامل المؤثرة في الضغط على أسعار الذهب خلال جلسة الجمعة حيث صعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.55% ليصل إلى 108.22 نقطة وبما أن الدولار القوي يجعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، فإن هذا الارتفاع ساهم في تراجع المعدن النفيس في نهاية الجلسة.
تحركات المعادن النفيسة الأخرى
شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة خلال جلسة الجمعة، على النحو التالي:
-
البلاديوم: قفز بأكثر من 6% ليصل إلى 1,077 دولارًا، محققًا أعلى مستوى له عند 1,014 دولارًا، مدفوعًا بإعلان الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" فرض تعريفات جمركية جديدة.
-
البلاتين: ارتفعت عقوده بنسبة 1.63% لتسجل 1,043 دولارًا للأونصة.
-
الفضة: انخفضت بنسبة 0.71% إلى 32.26 دولارًا للأونصة.
توصيات ونصائح للاستثمار في الذهب
مع تصاعد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، نصح استراتيجيو "جولدمان ساكس" المستثمرين بتوجيه استثماراتهم نحو السلع الأساسية مثل الذهب والنفط، بهدف التحوط من المخاطر المتزايدة. وجاءت هذه التوصيات استنادًا إلى توقعات استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب
نصح استراتيجيو "جولدمان ساكس" المستثمرين بأن يضعوا ثقتهم في السلع الأساسية الرئيسية مثل الذهب والنفط إذا أرادوا حماية محافظهم من سيناريوهات المخاطر القصوى للتصعيد المحتمل للتعريفات الجمركية.
وأكد المحللون في مذكرة، الجمعة، توقعاتهم لسعر الذهب عند 3 آلاف دولار للأوقية بحلول الربع الثاني من عام 2026، في تقديرات تأتي بعد تجاوز العقود الآجلة للمعدن النفيس مستوى 2850 دولارًا للأوقية لأول مرة، الخميس.
أكد محللو "جولدمان ساكس" في مذكرة بحثية أن أسعار الذهب قد تصل إلى 3,000 دولار للأوقية بحلول الربع الثاني من عام 2026، وهو توقع يعكس استمرار الطلب القوي على المعدن النفيس في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية.
ويعزو المحللون هذه التوقعات إلى:
-
تزايد المخاوف بشأن ارتفاع مستويات الديون الحكومية.
-
الطلب المتزايد على الذهب كأداة تحوط ضد التضخم المستمر.
-
تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي تؤثر على الأسواق العالمية.
التوترات التجارية وتأثيرها على الأسواق
مع تهديد إدارة ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على واردات المكسيك وكندا والصين، تزايدت المخاوف بشأن انعكاسات هذه القرارات على الأسواق المالية. ويرى المحللون أن تصعيد الحرب التجارية قد يؤدي إلى:
-
دعم إضافي لارتفاع أسعار الذهب بسبب زيادة الطلب عليه كملاذ آمن.
-
زيادة تقلبات أسواق الطاقة، حيث تشير التقديرات إلى أن سوق النفط تسعّر احتمالات بنسبة 30% لفرض تعريفات أمريكية على واردات النفط الكندية.
-
احتمالية فرض تعريفات أمريكية على واردات الألمنيوم والنحاس، وهي خطوة قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج الصناعي عالميًا.
ختاماً : رغم التراجعات الأخيرة، لا يزال الذهب يحظى بزخم قوي بفضل استمرار المخاوف الاقتصادية العالمية. ومع استمرار الأسواق في مراقبة قرارات الفيدرالي والتطورات الجيوسياسية، يبقى الذهب أحد أهم الملاذات الآمنة في مواجهة التقلبات الاقتصادية ومن المتوقع أن تظل الأسعار متقلبة في المدى القريب، مع ترقب المستثمرين لأي إشارات جديدة حول توجهات الفيدرالي بخصوص السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة.