الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية .. والفضة عند أعلى مستوى لها منذ 12 عام
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا خلال تعاملات يوم الاثنين، مدعومة بحالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط كما زادت التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، خاصة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
ارتفاع أسعار الذهب
واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية خلال تعاملات يوم الاثنين، حيث ارتفع بنسبة 0.4% ليصل إلى 2731.79 دولار للأوقية، بعد أن لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2732.86 دولار في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.6% لتصل إلى 2746.80 دولار.
في المقابل، بقي مؤشر الدولار الأمريكي مستقرًا عند مستوى 103.31 نقطة، مما يعكس تراجع الطلب على الدولار لصالح الأصول الآمنة مثل الذهب.
أداء المعادن الأخرى
لم يقتصر الصعود على الذهب فقط، بل ارتفعت أسعار المعادن الثمينة الأخرى كذلك. سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.7% ليصل إلى 1020.95 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له منذ منتصف يوليو كما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 1087.87 دولار.
أما الفضة الفورية، فقد شهدت صعودًا قويًا بنسبة 1.3% لتصل إلى 34.08 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ أواخر عام 2012، مستفيدة من ارتفاع أسعار الذهب والطلب المتزايد على المعادن الصناعية.
تأثيرات الأسواق العالمية على الذهب
أوضح تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade، أن السوق العالمية حاليًا تشهد بيئة مهيأة لارتفاع أسعار الذهب بسبب انخفاض أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، مما يجعل الذهب استثمارًا جذابًا وأضاف ووترر: "السيناريو الحالي يقدم دعمًا مزدوجًا لارتفاع أسعار الذهب من الناحية الاقتصادية والجيوسياسية".
كما تأثرت الأسواق بأخبار تخفيض الصين لأسعار الفائدة الأساسية للإقراض، كجزء من جهودها لتحفيز اقتصادها المتباطئ. ورغم أن الطلب على الذهب في الصين، أكبر مستهلك عالمي، تراجع بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أن هذه الإجراءات قد تدعم استقرار السوق.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
يتوقع المتداولون أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في نوفمبر المقبل، بنسبة 99% وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية يأتي هذا في الوقت الذي خفض فيه البنك المركزي الأوروبي بالفعل أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في الأسبوع الماضي، ما يعزز توقعات ببيئة مستدامة لانخفاض الفائدة عالميًا.
عمومًا، تعتبر أسعار الفائدة المنخفضة عاملًا إيجابيًا لأسعار الذهب، حيث أن الذهب لا يوفر عائدات من الفوائد، مما يجعله خيارًا مفضلًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
وفي ختام تحليله، أكد ووترر أن "مستوى 2800 دولار للأوقية قد يكون هدفًا واقعيًا لأسعار الذهب بحلول نهاية العام، لكن عمليات جني الأرباح قد تبطئ من وتيرة الارتفاع في الأجل القريب".
الخلاصة: تعكس الارتفاعات القياسية التي سجلتها أسعار الذهب توجهات المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط حالة عدم اليقين السياسي والتوترات الجيوسياسية ومع توقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة العالمية، يبدو أن الذهب سيستمر في تسجيل المزيد من المكاسب، ليظل ملاذًا آمنًا في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.