- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يرتفع وسط توقعات للبنوك بمزيد من الصعود.. وأيهما أفضل للاستثمار: الذهب أم البيتكوين؟
الذهب يرتفع وسط توقعات للبنوك بمزيد من الصعود.. وأيهما أفضل للاستثمار: الذهب أم البيتكوين؟

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مسجلةً مستويات قياسية جديدة، وذلك بفعل تصاعد المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية، إلى جانب تزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
في هذا التقرير، نستعرض العوامل التي تدعم استمرار صعود الذهب، وتوقعات البنوك العالمية بشأن مستقبله، بالإضافة إلى مقارنة بين الاستثمار في الذهب والبيتكوين كأداة تحوط ضد الأزمات الاقتصادية.
الذهب يرتفع مع تزايد الطلب على الملاذات الآمنة
ارتفعت أسعار الذهب في تعاملات اليوم الاثنين، بعد أن لامست مستوى قياسيًا غير مسبوق الأسبوع الماضي. يعود هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، والمخاوف بشأن الحروب التجارية وفرض الرسوم الجمركية، إضافةً إلى تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي.
تحركات أسعار الذهب والمعادن النفيسة
- بحلول الساعة 03:07 بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 2986.53 دولار للأونصة.
- يوم الجمعة الماضي، تجاوز الذهب حاجز 3000 دولار للأوقية، مسجلًا مستوى قياسيًا عند 3004.86 دولار للأونصة.
- تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% إلى 2994.60 دولار للأونصة.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تحركات ملحوظة، حيث شهدت المعادن الأخرى تغييرات طفيفة:
- الفضة انخفضت بنسبة 0.1% لتصل إلى 33.76 دولار للأونصة.
- البلاتين ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 994.50 دولار للأونصة.
- البلاديوم تراجع بنسبة 0.1% إلى 963.83 دولار للأونصة.
تصريحات المحللين حول أسباب ارتفاع الذهب
صرّح كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى "أواندا"، كلفن وونغ، بأن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب جاء مدفوعًا بمخاوف الركود التضخمي، حيث يتوقع المستثمرون زيادة الضغوط التضخمية بالتزامن مع تباطؤ النمو الاقتصادي.
التوترات الجيوسياسية والاقتصادية تدعم مكاسب الذهب
ضعف ثقة المستهلك في الولايات المتحدة
شهدت ثقة المستهلك الأمريكي انخفاضًا حادًا في مارس، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عامين ونصف. ويرجع هذا التراجع إلى ارتفاع التوقعات بشأن التضخم، بالإضافة إلى المخاوف من أن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد تؤدي إلى تفاقم معدلات التضخم وتباطؤ الاقتصاد.
تصاعد التوترات الجيوسياسية
في ظل الأوضاع غير المستقرة عالميًا، عززت التوترات الجيوسياسية الطلب على الذهب:
- الولايات المتحدة توعدت بمواصلة مهاجمة الحوثيين في اليمن إذا لم يوقفوا هجماتهم على السفن.
- إسرائيل كثفت هجماتها على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 15 فلسطينيًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
نتيجة لذلك، زادت عمليات شراء الذهب باعتباره أداة تحوط ضد المخاطر الجيوسياسية وعدم الاستقرار العالمي.
بنوك عالمية تتوقع استمرار صعود الذهب
توقعت مجموعة "ماكواري" أن الذهب قد يشهد ارتفاعًا تاريخيًا ليصل إلى 3,500 دولار للأوقية خلال الربع الثالث من العام، وذلك بسبب تزايد الإقبال عليه كملاذ آمن.
- وفقًا لتحليلات المجموعة، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الذهب 3,150 دولار للأوقية خلال هذه الفترة.
- أحد العوامل الداعمة لهذا الارتفاع هو المخاوف المتزايدة بشأن العجز المالي الأمريكي، مما يعزز الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد الأزمات الاقتصادية.
الصناديق المتداولة والسوق الفعلي
أشار التقرير إلى أن:
- الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) قد تزيد من حيازاتها.
- الطلب الفعلي على الذهب من خلال المجوهرات والسبائك والعملات المعدنية سيظل قويًا، حتى مع ارتفاع الأسعار.
توقعات متفائلة من بنوك أخرى
- بنك جولدمان ساكس رفع مستهدفه لسعر الذهب إلى 3,100 دولار للأوقية بحلول نهاية العام.
- سيتي جروب توقع في فبراير الماضي أن يصل سعر الذهب إلى 3,000 دولار للأوقية خلال ثلاثة أشهر.
في ظل تصاعد الجدل حول جدوى البيتكوين كبديل استثماري للذهب، يستمر الخبير الاقتصادي بيتر شيف في التشكيك في قدرة البيتكوين على منافسة المعدن الأصفر.
البيتكوين مقابل الذهب: تحليل الأداء
-
في 2021: كان بإمكان المستثمر شراء 36.3 أونصة ذهب مقابل بيتكوين واحد.
-
في 2024: انخفضت هذه النسبة إلى 27.7 أونصة فقط، ما يعكس تراجعًا بنسبة 24% في قيمة البيتكوين مقارنة بالذهب.
يرى شيف أن هذا التراجع يعكس "سوقًا هبوطية خفية" لم يلحظها العديد من المستثمرين، مؤكدًا أن الذهب يظل الخيار الأفضل كملاذ آمن وعلى الرغم من أن البيتكوين يُسوَّق على أنه "ذهب رقمي"، إلا أن شيف يرى أن ارتباطه القوي بأسواق الأسهم، خاصةً مؤشر ناسداك، يجعله أكثر عرضة للتقلبات، على عكس الذهب الذي يحافظ على استقراره في أوقات الأزمات.
الفرق بين الذهب والبيتكوين كأدوات استثمارية
العامل | الذهب | البيتكوين |
---|---|---|
الاستقرار | مرتفع | منخفض |
المخاطر | منخفضة | مرتفعة |
التقلبات السعرية | محدودة | مرتفعة جدًا |
التبني الرسمي | معتمد عالميًا | محدود |
الاستخدامات الفعلية | صناعة المجوهرات، الاحتياطي النقدي | أداة استثمارية بحتة |
يؤكد شيف أن فكرة استخدام البيتكوين كاحتياطي استراتيجي للدول غير واقعية، موضحًا أن الحكومات الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين، لا تستثمر فيه على نطاق واسع.
الذهب في ارتفاع والبيتكوين في تراجع
يتزايد الطلب على الذهب مع استمرار التوترات الاقتصادية، حيث تجاوز حاجز 3000 دولار للأونصة، بينما تراجع سعر البيتكوين إلى 78,500 دولار في 10 مارس 2025.
على الرغم من المكاسب التي حققها البيتكوين منذ ظهوره، إلا أنه لم يثبت استقراره مقارنةً بالذهب، الذي ارتفع بنسبة 14% منذ بداية العام، مما يعزز مكانته كأفضل خيار استثماري خلال الأزمات.
لطالما كان الذهب رمزًا للثقة والاستقرار، حيث يتمتع بتاريخ طويل كأداة لحفظ الثروات في ظل الأزمات. في المقابل، يظل البيتكوين أكثر عرضة للتقلبات والتأثيرات الخارجية، مثل تغير السياسات الحكومية والتقلبات في الأسواق المالية.
نظرة مستقبلية: الذهب يتفوق على البيتكوين
مع استمرار عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، يظل الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان، في حين أن البيتكوين قد يحقق مكاسب على المدى القصير، لكنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة في تحقيق استقرار طويل الأمد.
في النهاية، يظل الذهب هو الأداة الاستثمارية الأكثر موثوقية، مما يجعله الخيار الأفضل في مواجهة التقلبات الاقتصادية والسياسية المستمرة.