ما هو تأثير الأحداث الجيوسياسية على سوق الفوركس واستراتيجيات التعامل معها

سوق العملات الأجنبية (الفوركس) يخضع لتأثير كبير من السياسة،و هو سوق عالمي غير مركزي لتداول العملات يتأثر هذا السوق بعدة عوامل، منها السياسية والاقتصادية، وكذلك يتأثر بالتوقعات والمعنويات السائدة بين المتداولين و من المهم أيضاً أن نكون على معرفة تامة بأهم الأحداث الجيوسياسية والتي بدورها تلعب دورا كبيراً في تشكيل الاقتصاد العالمي والأسواق المالية،

 

فالتوترات الجيوسياسية هي نتائج للصراعات بين الدول والتي يمكن أن تشمل الحروب، الانقلابات، لنزاعات والانتخابات وكذلك الاتفاقيات التجارية وسياسة البنوك المركزية من الممكن أن تؤدي الى حدوث تقلبات كبيرة في أسعار العملات وتحركات السوق.

 

تعد السياسة النقدية والبنوك المركزية مجالين رئيسيين للتركيز تتأثر السياسات النقدية للبنوك المركزية بالإجراءات السياسية، والتي بدورها تؤثر على أسعار الفائدة والمعروض النقدي إن البيانات التي تدلي بها البنوك المركزية، مثل التعديلات في أسعار الفائدة أو تنفيذ مبادرات التيسير الكمي، لديها القدرة على إحداث تقلبات في قيم العملات؛ بسبب تأثيرها في تصورات السوق المتعلقة بالنمو الاقتصادي والتضخم.

 

إن اكتساب فهم شامل لسوق الفوركس الأوسع وكيفية تفاعل الأسواق المختلفة مع بعضها البعض سيساعدك على التنقل بشكل أفضل في الأخبار الجيوسياسية  يعد هذا الدليل بمثابة مثال لأنواع مختلفة من المخاطر الجيوسياسية وإمكانية تأثيرها في الفوركس ، بما في ذلك أمثلة محددة واستراتيجيات التداول المحتملة.

يمكن أن تؤثر الأحداث الجيوسياسية بشكل كبير على أسواق الفوركس على المدى القصير والطويل فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها الأحداث الجيوسياسية على أسواق الفوركس:

الاستقرار السياسي هو عامل حاسم في تقييمات العملة عندما تواجه دولة ما اضطرابات سياسية أو عدم استقرار، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة عملتها.

وذلك لأن المستثمرين يميلون إلى الابتعاد عن العملات المرتبطة بعدم الاستقرار، خوفاً من المخاطر الاقتصادية المرتبطة بمثل هذه البلدان تشمل أمثلة الأحداث الجيوسياسية التي يمكن أن تؤثر في الاستقرار السياسي الانقلابات والانتخابات والاضطرابات الاجتماعية.

يمكن أن تؤدي الأحداث الجيوسياسية إلى تحولات في السياسات التجارية، مما قد يؤثر بشكل كبير على أسواق الفوركس على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الحروب التجارية بين الدول إلى فرض تعريفات جمركية، مما قد يؤثر في الطلب على العملات يمكن أن تؤثر التغييرات في السياسات التجارية أيضًا على سلسلة التوريد للشركات ، والتي يمكن أن تؤثر بدورها على قيمة عملاتها.

يمكن أن تؤثر الأحداث الجيوسياسية أيضاً على سياسات البنك المركزي، مما يؤدي إلى تغيرات في أسعار الفائدة. تلعب أسعار الفائدة دوراً حاسماً في تقييمات العملات، وأي تغييرات يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على أسواق الفوركس.

 

على سبيل المثال، إذا قام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على عملة البلاد، حيث يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد أعلى وعلى العكس من ذلك، إذا قام البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على العملة.

 

قد يهمك: ما هي أسعار الفائدة ؟ أنواعها وكيف يمكنك التنبؤ بها وما تأثيرها على الاقتصاد

يمكن أن تسبب الأحداث الجيوسياسية أيضاً تقلبات كبيرة في أسعار العملات. على سبيل المثال، خلال استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، شهد الجنيه البريطاني انخفاضا حادا، حيث انخفض بنسبة تزيد عن 10% في يوم واحد. وبالمثل، خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، شهد اليوان الصيني تقلبات كبيرة بسبب فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على البضائع الصينية.

ماهو التأثير الجيوسياسي على العملات ؟  

للأحداث الجيوسياسية تأثير عميق على سوق العملات، حيث أنها تتحكّم بشكل أو بآخر بتحرّكات العملات المختلفة مثل الدولار الأمريكي، الرنمينبي الصيني (اليوان)، والروبل الروسي تعمّق معنا بالأمور التي تربط بين الجغرافيا السياسية وقيمة هذه العملات:

• الدولار الأمريكي (USD): باعتباره عملة احتياطية عالمية، غالبًا ما يعمل الدولار الأمريكي كملاذ آمن أثناء حالات الاضطراب الجيوسياسي ويمكن أن ترتفع قيمته مع سعي المستثمرين إلى الاستقرار وسط الاضطرابات، لذلك راقب التوترات الدبلوماسية والعلاقات الدولية لتوقّع تحركات الدولار.
• الرنمينبي الصيني (اليوان): يرتبط النفوذ الاقتصادي الصيني ارتباطًا وثيقًا بالتطورات الجيوسياسية التوترات التجارية، العلاقات الدبلوماسية والتحولات الاقتصادية العالمية يمكن أن تؤثر على اليوان، لذلك على المتداولين الذين يتداولون في سوق العملات أن يبقوا على اطّلاع على التفاعلات الجيوسياسية في الصين.
• الروبل الروسي (RUB): يمكن أن يؤثر الدور الجيوسياسي لروسيا على الروبل. تلعب العقوبات والعلاقات الدبلوماسية والأحداث الجيوسياسية التي تؤثر على أسواق الطاقة دورًا مهمًا في تحديد قوة الروبل.

ننصحك أن تبقى على اطّلاع دائم وتتداول بوعي حتى تغتنم الفرص الصحيحة لأي استفسار أو لفتح حساب تداول مع شركة أصول للاستشارات والتداول المالي الشركة الرائدة في تركيا يمكنكم التواصل معنا عبر الرابط التالي: https://wa.me/905387000444

ما هو تأثير الأحداث الجيوسياسية على أسواق الأسهم ؟

يمكن أن تشكل المخاطر الجيوسياسية تحديات كبيرة لتجار الفوركس، مما يجعل من الضروري وجود استراتيجية لإدارة المخاطر. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن للمتداولين استخدامها لإدارة المخاطر الجيوسياسية :

يحتاج متداولو الفوركس إلى البقاء على اطلاع دائم بالأحداث الجيوسياسية التي يمكن أن تؤثر في تقييمات العملات ويمكنهم القيام بذلك من خلال المراقبة المنتظمة لوسائل الإعلام والتقارير الاقتصادية والأحداث السياسية البقاء على اطلاع يساعد المتداولين على اتخاذ قرارات تداول مستنيرة والتخفيف من المخاطر المرتبطة بتداول العملات الأجنبية.

يمكن لمتداولي الفوركس التخفيف من المخاطر المرتبطة بالأحداث الجيوسياسية من خلال تنويع محفظتهم الاستثمارية يتضمن ذلك توزيع استثماراتهم عبر عملات وأدوات مالية مختلفة، مما يقلل من تأثير أي أحداث سلبية على عملة أو أداة واحدة.

يمكن لمتداولي الفوركس استخدام التحليل الفني لتحديد الاتجاهات المحتملة ونقاط الدخول والخروج في السوقيتضمن ذلك تحليل بيانات السوق السابقة لتحديد الأنماط والاتجاهات التي يمكن أن تفيد قرارات التداول.

أوامر وقف الخسارة هي أداة لإدارة المخاطر يستخدمها متداولو الفوركس للحد من خسائرهم وهي تتضمن تحديد سعر محدد يتم عنده إغلاق الصفقة تلقائيًا، مما يمنع المزيد من الخسائر إذا تحرك السوق ضد المتداول.

 

قد يهمك : ماهي إدارة المخاطر وماهي القواعد المتبعة لإدارة رأس مالك بشكل صحيح ؟

تتمتع المخاطر الجيوسياسية بالقدرة على خلق تقلبات هائلة في جميع أنحاء أسواق العملات. ومع ذلك، هناك أنواع عديدة من المخاطر الجيوسياسية، وكل نوع يمكن أن يؤثر في العملات بطرق عديدة. نعرض أدناه الخطوط العريضة لبعض الأحداث الجيوسياسية الأخيرة واستراتيجيات التداول المستخدمة للتنقل في تأثيراتها على السوق.

يعد جائحة كوفيد مثالا رئيسي على الأزمة الصحية العالمية في نظامنا الاقتصادي الحديث وقد أدى الوباء إلى حدوث تقلبات كبيرة في السوق عبر جميع فئات الأصول وخلق حركة كبيرة في أزواج العملات الرئيسية.

 

على سبيل المثال، ارتفع الدولار الأمريكي، الذي يعمل كعملة ملاذ آمن، مقارنة بالعملات الأكثر اعتمادًا على تجارة السلع والأعمال الدولية مثل الجنيه الإسترليني (GBP)، والدولار النيوزيلندي (NZD)، والدولار الكندي (CAD)، البيزو المكسيكي (MXN) والوون الكوري الجنوبي (SKX). بالمقارنة مع عملات الملاذ الآمن الأخرى اليورو (EUR) والفرنك السويسري (CHF) انخفضت قيمة الدولار بنسبة 5٪ على الأقل في النصف الأول من عام 2020.

 

كما اتخذت البنوك المركزية والحكومات خطوات جذرية في محاولة لتحقيق استقرار العملات تم تحديد أسعار الفائدة عند الصفر، وتم توزيع التجارة الدولية أيضًا مع تقلبات شديدة في الطلب وقضايا حرجة ناشئة داخل البنية التحتية لسلسلة التوريد.

أثرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا بشدة على الأسواق العالمية بما في ذلك العقود الآجلة للسلع والعملات الأجنبية والأسهم الأوروبية والأمريكية. أدى ارتفاع تكاليف الطاقة نتيجة لذلك إلى تفاقم معدلات التضخم المرتفعة بالفعل بسبب السياسة المالية التحفيزية التي اعتمدتها البنوك المركزية كجزء من خطط التعافي من فيروس كورونا.

 

حدث ارتفاع كبير في أسعار الطاقة في بداية الحرب، حيث فرضت بعض الدول عقوبات على روسيا، وأوقفت واردات النفط، في حين اشترت دول أخرى كميات كبيرة من النفط مذعورة متوقعة المزيد من تقلبات السوق. وصلت أسعار برميل النفط إلى 140 دولارًا في أوائل مارس 2022، وهو أعلى مستوى منذ 14 عامًا.

 

أنتجت روسيا وأوكرانيا 30% من إمدادات القمح العالمية قبل الحرب، مما أدى إلى ارتفاع العقود الآجلة للقمح بنسبة 60% تقريبًا وارتفاع العقود الآجلة للذرة وفول الصويا بنسبة 15 إلى 20%.

وفي سوق الفوركس، تم تجميد أصول البنك المركزي الروسي وعدم إدراج عملته في معظم البورصات ما انخفضت قيمة العملات الأوروبية المجاورة مثل الزلوتي البولندي مع إعاقة التجارة.

 

كما شهدت أسواق الأسهم تقلبات مع انسحاب بعض الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات من روسيا، واستبعاد الشركات الروسية من مختلف المؤشرات. على الرغم من أن أسواق الأسهم الأوروبية ككل تعافت بسرعة من الاضطراب.

اندلعت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة والصين إلى نزاع تجاري كامل في أوائل عام 2018، مما أدى إلى زيادة الرسوم الجمركية وأجواء تجارية سلبية بين القوتين العظميين الوطنيتين. وتأثرت قيم الأسهم وأسعار السلع الأساسية والعملات الأجنبية بالتعريفات الجمركية، على الرغم من أن بعض الدول المتفرجة استفادت من سد الثغرات التي خلفتها الصين والولايات المتحدة من خلال خفض الواردات من بعضهما البعض.

 

بدأ الصراع عندما فرضت إدارة ترامب في الولايات المتحدة تعريفات جمركية على البضائع الصينية، مما أجبر الصين على دفع رسوم أعلى عند استيراد وتصدير البضائع إلى الولايات المتحدة. وردت الصين بفرض تعريفات جمركية على البضائع الأمريكية، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.

 

وشهدت قطاعات التصنيع والزراعة والتكنولوجيا المتضررة من التعريفات تقلبات في أسعار الأسهم وشهدت الشركات في كلا البلدين زيادة في تكاليف التشغيل حيث أصبحت المواد أكثر تكلفة، وتقلصت الأسواق الاستهلاكية في الدولة المقابلة.

 

كما تأثرت أسعار السلع بشكل مباشر بالتعريفات الجمركية. حدثت تقلبات الأسعار في أسواق السلع الزراعية والطاقة.

 

شهد كل من اليوان الصيني والدولار الأمريكي تقلبات متزايدة؛ بسبب تغير معنويات السوق؛ وتحولت الارتباطات بين مختلف العملات الأخرى كرد فعل للتغير في التجارة العالمية وفي الواقع، أدت التعريفات الجمركية إلى زيادة التجارة العالمية الإجمالية بنسبة 3 في المائة، حيث أتيحت لدول أخرى مثل تايوان وفيتنام والاتحاد الأوروبي الفرصة لزيادة الصادرات إلى كل من الولايات المتحدة والصين. ثم أثرت التغييرات في الناتج المحلي الإجمالي الوطني على أسعار أزواج العملات الأجنبية.

تأثيرات الأحداث الجيوسياسية على الأسواق

دعونا نتعمق في كيفية تأثير هذه الأحداث على الأسواق

1. الحروب والصراعات

• أسواق الأسهم: قد تشهد أسواق الأسهم انخفاضات حادة أثناء الصراعات، خاصة إذا أدت إلى تعطيل التجارة العالمية أو إثارة التوترات الجيوسياسية.
• السلع: أسعار النفط حساسة للصراعات في المناطق الرئيسية المنتجة للنفط. يمكن أن يؤدي انقطاع الإمدادات أو المخاوف من مثل هذه الاضطرابات إلى ارتفاع أسعار النفط.
• أصول الملاذ الآمن: غالبًا ما يبحث المستثمرون عن ملجأ في أصول الملاذ الآمن مثل الذهب أو الدولار الأمريكي. تميل هذه الأصول إلى اكتساب القيمة مع ارتفاع حالة عدم اليقين.

2. تقلب أسعار النفط

• انقطاع الإمدادات: يمكن أن تؤدي الحروب أو الصراعات في المناطق المنتجة للنفط إلى تعطيل سلاسل توريد النفط، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
• التوترات التجارية: يمكن أن تؤدي التوترات الجيوسياسية إلى نزاعات تجارية أو عقوبات تؤثر على تجارة النفط، مما يؤثر على الأسعار.
• تغيرات في الطلب: يمكن أن تؤثر الأحداث الجيوسياسية أيضًا على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي على الطلب على النفط.

• 3. العقوبات الاقتصادية

• أسواق العملات: يمكن أن تؤثر العقوبات على أسعار الصرف، خاصة إذا كانت تحد من وصول الدولة إلى الأسواق العالمية أو العملات الرئيسية.
• أسواق السلع الأساسية: يمكن للعقوبات أن تقيد تجارة سلع معينة، مما يؤدي إلى نقص العرض أو اضطرابات في الأسواق العالمية.
• أسواق الأوراق المالية: قد تواجه الشركات التي تتعرض للبلدان الخاضعة للعقوبات تحديات، مما يؤثر على أسعار أسهمها.

تشمل أمثلة المخاطر الجيوسياسية الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية والنزاعات التجارية وتغيير الأنظمة والفساد والإرهاب والكوارث الطبيعية والأوبئة وغيرها من الأزمات الصحية العالمية. تؤثر هذه الأحداث على قيمة عملة البلد

ما هي استراتيجيات التداول خلال المخاطر الجيوسياسية ؟

كيف يمكن للمستثمرين العالميين التكيف مع الأحداث الجيوسياسية لاتخاذ قرارات استثمارية صحيحة؟

هل تؤثر الأحداث الجيوسياسية على سوق الفوركس؟

ما هي بعض الاستراتيجيات المفيدة لإدارة المخاطر المرتبطة بالأحداث الجيوسياسية؟