هل التداول في سوق الفوركس حلال أم حرام ؟
التداول في سوق الفوركس أصبح هذا النوع من التداول ذو شعبية متزايدة في السنوات الأخيرة، لأنه يوفر فرصا لكسب الأرباح من خلال التقلبات في أسعار الصرف.
وبالنسبة للمسلمين، يثير المضاربة به عددًا من الأسئلة حول مدى توافقه مع المبادئ الإسلامية.
يهتم العديد من المسلمين بتداول العملات الأجنبية ويتساءلون عما إذا كان مسموحًا به بموجب الشريعة الإسلامية تعتمد الإجابة على هذا السؤال على عدد من العوامل، بما في ذلك نوع تداول العملات الأجنبية المعني والظروف المحددة للمتداول الفردي.
في هذه المقالة قامت شركة أصول للاستشارات والتداول المالي، بمناقشة المبادئ العامة لتداول العملات الأجنبية الإسلامية واستكشاف بعض الاعتبارات الرئيسية التي يجب على المسلمين أخذها بعين الاعتبار.
ما هو حساب تداول الفوركس الإسلامي؟
يقدم العديد من الوسطاء للمتداولين إمكانية تداول الفوركس وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية من خلال فتح حساب تداول فوركس إسلامي كشركة أصول للاستشارات والتداول المالي حيث توفر حساب تداول بدون فوائد ربوية وبدون عمولات تبيت .
حساب فوركس الإسلامي
هو حساب تداول فوركس يلتزم بالشريعة الإسلامية، لأولئك الذين يسترشدون بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ويجب عليهم الالتزام بمعايير وممارسات معينة للحفاظ على الشرعية.
المنظور الإسلامي للتداول في سوق الفوركس
في الإسلام، كسب المال عن طريق التجارة أمر جائز، طالما أن التجارة تتم وفقا لمبادئ الإسلام ويذكر القرآن الكريم "وأحّل الله البيع وحّرم الربا" .
يشير الربا إلى فرض الفائدة، وهو ما يعتبر استغلاليًا وغير عادل وعلى هذا النحو، فإن أي تداول يتضمن دفع الفوائد محظور في الإسلام.
من ناحية أخرى، لا يتضمن تداول العملات الأجنبية دفع الفوائد وبدلا من ذلك، يستفيد المتداولون من التقلبات في أسعار الصرف بين العملات وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان تداول العملات الأجنبية حلالاً أم مسموحاً به في الإسلام .
مفهوم الحساب الإسلامي في سوق الفوركس
هو الحساب الذي يكون خالي من الفوائد الربوية بكل أشكالها ومهما طالت مدة فتح العقد ( الصفقة )
أهمها التبيت : تجارة العملات والمعادن في سوق الفوركس مدتها 24 ساعة ويتم تثبيت الصفقات لاكثر من 24 ساعة وتتكون عليها الفوائد بالحسابات العادية للشركة كل 24 ساعة (تقوم الشركة بدفع الفائدة او أخذها )
إذا لم تغلق الصفقة قبل مضي 24 ساعة على فتحها فتحصل تلقائياً عملية التبييت للعقود المفتوحة.
عملية التبييت هي الجزء الاكبر في الإشكال الشرعي فالبعض يرى أن عمولة التبييت مقرونة بفائدة ربوية لأن نسبة فائدة العملات تدخل في العملية الحسابية لهذه العمولة والبعض الآخر لا يرى إنها فائدة ربوية بل عمولة مقابل خدمة تمديد حياة العقد التجاري
وإليكم رأي الشيخ علي محي الدين القره داغي (أستاذ ورئيس قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة - جامعة قطر) حول شروط التعامل في المضاربة في سوق العملات (الفوركس)
لمشاهدة الفيديو إضغط هنا ومن هنا
ولكن الفقهاء المعاصرين اعتبروا تسجيل المبلغ في الحساب البنكي بمثابة القبض وبذلك صدرت القرارات والفتاوى الجماعية ولذلك إليك شروط التداول بالعملات :
أهم شروط التداول بالعملات الأجنبية
- أن يتم البيع والشراء بصورة فورية وليس فيها شرط التأجيل.
- أن تدخل العملتان وتسجلا في حسابي البائع والمشتري.
- أن يدفع ثمن الصفقة بالكامل دون أي تأخير.
- ألا يكون هناك فائدة في إجراء هذه الصفقات فإذا وجدت أي فائدة ربوية فإن العقد فاسد وباطل ومحرم
ولذلك فالسبيل الوحيد للخروج من هذا المحرم أحد الأمرين:
إما أن يشتري الإنسان بقدر ما عنده من نقود أو يأخذ قرضا بدون فائدة من الوسيط كما أنه لا يأخذ أي فائدة ربوية من نقوده
لذلك يجب أن يحرص المتداول المسلم أن يتعامل مع شركات وساطة التي توفر تعاملات وحسابات إسلامية خالية من الشبهات كما هو في شركتنا أصول للاستشارات والتداول المالي .
ما هو حكم الفوركس في الاسلام؟
أثارت قضية التداول في السوق الكثير من الجدل حيث بدأ عدد من الشيوخ الإسلاميين بتحريمها بينما رآها آخرون بأنها يجب أن تكون ضمن شروط.
ويُعتبر التداول في بعض شركات الوساطة والحسابات في الإسلام حراماً بسبب الفوائد الربوية المعروفة باسم السواب.
وقالت دار الإفتاء المصرية على لسان الشيخ الدكتور شوقي إبراهيم علام: إن انتشار معاملة بعينها يتطلب عند الإفتاء فيها قدرًا كبيرًا من الحرص والتحري في كل مراحل الإفتاء الأربع: التصوير، والتكييف، والحكم، وإصدار الفتوى؛ حيث تتناسب الحاجة للبحث والتحري طرديًّا مع انتشار المعاملة.
معاملة الفوركس
يمكن تصنيفها على أقل تقدير لحجم انتشارها أنها من الفتاوى العامة؛ وهذا يعني أنها تحتاج لمزيد من التحري والبحث؛ لعموم البلوى بها، والصورة الغالبة على هذه المعاملة: أنها تتم من خلال ما يعرف بـالهامش المارجن .
ويُقصَد بهذه الصورة: أن يدفع العميل مبلغًا من العملات الأجنبية يقوم بإيداعه لدى الوسيط في حساب الصفقة التي يريد إتمامها، ويقوم الوسيط في المقابل بإضافة مبلغ من العملات لرفع مقدار ذلك الرصيد المُودَع في حسابه، وقد يصل المقدار الذي يضعه بعض شركات الوساطة في حساب المستثمر في هذه الصفقة من 25 ضعفًا إلى 1000 ضعف مما أودعه المستثمر في حساب هذه الصفقة؛ ولذلك يُسمَّى الهامش.
وحول الفتوى يقول: الفوركس مشتملة على صورة مركَّبة منهي شرعًا عن اجتماع أفرادها. ثم إنها مشتملة أيضًا على الجمع بين عقدي البيع والسمسرة الذي هو في معنى القراض (المضاربة)، وقد منع المالكية من الجمع بينهما، وهذا كله يتجه البحثُ فيه على قول من يمنع إحداث عقود جديدة؛ بسيطة أو مركبة، من غير الفقه الموروث، ويلتزم بالعقود المسمَّاة في الفقه الموروث، والتحقيق الذي عليه العمل والفتوى: جواز ذلك، بشرط الخلو من الغرر والضرر، والحق أن معاملة الفوركس على كلا الرأيين حرام شرعًا
ويجب منعها: أما على القول بضرورة الالتزام بالعقود المسمَّاة وعدم جواز إحداث عقود جديدة: فإن معاملة الفوركس قد أصابها الخلل الذي يمنع من تركيب العقود من جهات أخرى.
مميزات الحساب الاسلامي في الفوركس
1 . حساب تداول العملات خالي من العمولات تماما وخالي من الفوائد الربوية
2. حساب خالي من عمولات تبيت الصفقات لليوم التالي
3. دون اي اتساع في السبريد مطلقا
4. رافعة مالية محددة
5. تنفيذ عملية البيع والشراء بشكل فوري غير مؤجل
6. اتمام عملية الشراء والبيع على السلع بشكل فعلي من خلال القبض المباشر
7. امكانية الاحتفاظ في العقود لفترة غير محددة مسبقا
8. دون أي رسوم او اي شروط مخفية غير مصرح عنها مسبقا
هل تداول العملات حلال ام حرام؟
روي عن عبادة إبن الصامت في حديث نبوي: "الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد" (صحيح مسلم 1587)
بحكم التعريف، يمكن اعتبار تداول العملات الأجنبية حلالاً و لا يتعارض مع أساسيات التمويل الإسلامي أصبح التداول بالعملات أكثر سهولة و جذب المزيد و المزيد من المتداولين كل يوم. للوهلة الأولى، تبدو هذه فرصة استثمارية حلال لأنك ببساطة تشتري و تبيع العملات. و مع ذلك، تحتاج بعض العناصر إلى التدقيق لمعرفة ما إذا كان هذا يتوافق مع مبادئ التجارة الإسلامية الحلال.
يسمح بالتداول في الإسلام طالما يتم "يداً بيد".
في الماضي، كانت معظم المعاملات تتم وجهاً لوجه، ولكن مع تطور التجارة الإلكترونية، ما الذي يشكل "مبدأ" يداً بيد؟
في سياق التداول، يمكن اعتبار الاتفاق بين الوسيط و المتداول بمثابة اتفاق بين طرفين مختلفين، و بالتالي فهو حلال.
بالإضافة إلى ذلك، يجب إتمام المعاملات على الفور، و هو ما يحدث عادة في تداول الفوركس، حيث يتم تنفيذ الطلبات في ثوانٍ أو أقل.
هذا يلغي على سبيل المثال من إطار تداول الحلال الخيارات الثنائية، حيث يتم تأجيل تبادل السلعة، و هو حرام.
وفقا للعلماء المسلمين، فإن جواز تداول العملات الأجنبية يعتمد على الظروف المحددة للتجارة بشكل عام، تداول العملات الأجنبية حلال طالما أنه يتم ضمن إرشادات معينة.
تتضمن هذه الإرشادات ما يلي:
لا للمعاملات القائمة على الفائدة
لا ينبغي أن يتضمن تداول العملات الأجنبية أي معاملات قائمة على الفائدة، مثل فرض رسوم أو دفع فائدة على المركز الذي يتم الاحتفاظ به طوال الليل. وذلك لأن المعاملات الربوية تعتبر من الربا، وهي محرمة في الإسلام.
عدم المضاربة
لا ينبغي أن يتضمن تداول العملات الأجنبية تداولات المضاربة، والتي هي في الأساس مقامرة ويتضمن التداول المضاربي اتخاذ مراكز في السوق دون أي سبب أساسي أو تحليل أساسي.
وهذا النوع من التجارة محرم في الإسلام، لأنه يعتبر قائما على الصدفة، وليس على نشاط اقتصادي فعلي.
التداول لغرض محدد
يجب أن يتم تداول الفوركس مع وضع غرض محدد في الاعتبار، مثل التحوط ضد مخاطر العملة، أو تسهيل التجارة والاستثمار بين البلدان المختلفة. إن التداول لغرض وحيد هو تحقيق الربح، دون أي نشاط اقتصادي أساسي، غير مسموح به في الإسلام.
الإفراط في المخاطرة
لا ينبغي أن ينطوي تداول الفوركس على الإفراط في المخاطرة، مثل التداول بالهامش، أو اتخاذ مواقف تتجاوز القدرة المالية للفرد وذلك لأن الإفراط في المخاطرة يعتبر قماراً محرماً في الإسلام.
في النهاية، الأمر متروك للفرد المسلم لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيشارك في تداول العملات الأجنبية الفوري أم لا، بناءً على فهمه الخاص للشريعة الإسلامية.