سوق الفوركس أبرز العوامل الخارجية والداخلية والسياسية المؤثرة عليه

سوق الفوركس، المعروف أيضًا بسوق تبادل العملات الأجنبية، هو واحد من أكبر الأسواق المالية في العالم من حيث حجم التداول والسيولة. يتميز بتقلباته الكبيرة التي تجذب المستثمرين من مختلف الفئات، بدءًا من الأفراد وحتى المؤسسات المالية الكبرى. تتأثر حركة أسعار العملات في هذا السوق بمجموعة من العوامل المتنوعة، مما يجعل فهم هذه العوامل أمرًا حاسمًا لتحقيق النجاح في التداول. تشمل هذه العوامل الظروف الاقتصادية والسياسية المحلية والدولية، بالإضافة إلى سياسات البنوك المركزية، والأحداث الجيوسياسية، والمشاعر العامة للسوق.

على الصعيد الداخلي، تلعب البيانات الاقتصادية مثل معدلات التضخم والبطالة والنمو الاقتصادي دورًا كبيرًا في تحديد اتجاهات العملة. القرارات المالية والسياسات النقدية التي تتخذها البنوك المركزية، مثل معدلات الفائدة وبرامج التيسير الكمي، تؤثر بشكل مباشر على قيمة العملات وتحدد اتجاهاتها المستقبلية.

أما على الصعيد الخارجي، فإن التوترات الجيوسياسية والأحداث العالمية مثل الحروب والأزمات السياسية تؤدي إلى تقلبات حادة في سوق الفوركس. الاتفاقيات التجارية الدولية، والتغيرات في السياسات الاقتصادية العالمية، والأزمات المالية كلها عوامل خارجية يمكن أن تغير من مسار السوق بشكل كبير.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأخبار والشائعات والتوقعات حول الأحداث المستقبلية تلعب دورًا حاسمًا في تحديد سلوك المستثمرين وتوجيه قراراتهم. فالتجار والمستثمرون يتابعون بشكل دائم الأخبار العالمية والمحلية، ويحللون تأثيرها المحتمل على العملات من أجل اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.

في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أبرز العوامل الداخلية والخارجية والسياسية التي تؤثر على سوق الفوركس، وكيف يمكن للمستثمرين الاستفادة من فهم هذه العوامل لتحقيق أرباح مستدامة في هذا السوق المتقلب.

إحصائيات الاقتصاد الكلي

التضخم

التضخم هو ارتفاع مستمر في مستوى الأسعار العام في الاقتصاد يؤدي التضخم إلى انخفاض القوة الشرائية للعملة، مما يجعلها أقل قيمة في سوق الفوركس.

 

مثلاً إذا ارتفع التضخم في بلد ما بنسبة 10%، فإن هذا يعني أن كل عملة في ذلك البلد ستفقد 10% من قوتها الشرائية ونتيجة لذلك، يميل المستثمرون إلى تجنب العملات ذات معدلات التضخم المرتفعة، مما يؤدي إلى انخفاض قيمتها.

 

على سبيل المثال، إذا ارتفع التضخم في الولايات المتحدة بنسبة 10%، بينما ظل التضخم في اليابان ثابتًا عند 2%، فإن الدولار الأمريكي سينخفض ​​مقابل الين الياباني.

الناتج المحلي الإجمالي

يقيس الناتج المحلي الإجمالي (GDP) القيمة الإجمالية للسلع والخدمات التي ينتجها بلد ما خلال فترة زمنية محددة، عادةً سنة واحدة يُعد الناتج المحلي الإجمالي مؤشراً رئيسياً لصحة الاقتصاد، حيث يشير نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى اقتصاد قوي، بينما يشير انخفاضه إلى اقتصاد ضعيف.

 

يُستخدم الناتج المحلي الإجمالي أيضاً لمقارنة أحجام اقتصادات الدول المختلفة.

معدلات التوظيف

ترتبط معدلات التوظيف ارتباطاً وثيقًا بالنشاط الاقتصادي. عندما تكون معدلات التوظيف مرتفعة، يشير ذلك إلى أن المزيد من الناس يعملون، مما يدعم الطلب على السلع والخدمات ونتيجة لذلك، تميل العملات ذات معدلات التوظيف المرتفعة إلى أن تكون أكثر قيمة من العملات ذات معدلات التوظيف المنخفضة.

 

على سبيل المثال، تتمتع الولايات المتحدة بمعدلات توظيف مرتفعة نسبيًا، مما يساهم في قوة الدولار الأمريكي.

أسعار الفائدة

تحدد البنوك المركزية، مثل الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، أسعار الفائدة لتحقيق أهداف اقتصادية محددة، مثل التحكم في التضخم أو تحفيز النمو الاقتصادي. تؤثر أسعار الفائدة على قيمة العملات من خلال التأثير على تدفقات رأس المال.

 

عندما ترتفع أسعار الفائدة في بلد ما، يصبح هذا البلد أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب الذين يبحثون عن عوائد أعلى على أموالهم ونتيجة لذلك، يزداد الطلب على العملة، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمتها.

 

على سبيل المثال، أدت أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع قيمته.

الأداء الاقتصادي

الميزان التجاري

يُعدّ ميزان التجارة الخارجية مؤشرًا هامًا على الأداء الاقتصادي الكلي. فالميزان التجاري الإيجابي، الذي تُصدر فيه الدولة أكثر مما تستورد، يُشير إلى قوة العملة بينما قد يُؤدّي العجز في ميزان التجارة الخارجية إلى انخفاض قيمة العملة، حيث يُشير إلى ارتفاع الطلب على السلع الأجنبية.

الإنتاج الصناعي

يقيس الإنتاج الصناعي ناتج القطاع الصناعي في الدولة. ويشير نمو الإنتاج الصناعي إلى التوسع الاقتصادي، مما يدعم ارتفاع سعر صرف العملة ويقوم متداولو الفوركس بتحليل بيانات الإنتاج الصناعي للحصول على رؤى حول صحة قطاع التصنيع وتأثيره على الاقتصاد بشكل عام.

 

قد يهمك: أهم المصطلحات التي يجب عليك معرفتها عند الإنضمام لسوق الفوركس

الاختلافات في معدلات التضخم

تؤثر الاختلافات في معدلات التضخم بين البلدان على أسعار صرف العملات. حيث يُقارن المتداولون هذه الاختلافات لتوقع تحولات سعر صرف العملة المحتملة ويمكن أن يؤدي ارتفاع التضخم في بلد ما مقارنة ببلد آخر إلى انخفاض سعر صرف العملة بالنسبة للبلد الأول، حيث يُقلّل من القوة الشرائية لعملته، مما يجعلها أقل قيمة في السوق الدولي.

العوامل السياسية المؤثرة على سوق الفوركس

الاستقرار السياسي

الحكومات المستقرة ذات السياسات المتسقة تشجّع الاستثمار الأجنبي وتُعزز ثقة المستثمرين، الأمر الذي يدعم قوة عملة البلد. في المقابل، فإن عدم الاستقرار السياسي يُثير قلق المستثمرين ويُمكن أن يؤدي لتدفقات رأس المال للخارج، وبالتالي انخفاض قيمة العملة.

الدين الحكومي

يمكن أن تثير مستويات الديون الحكومية المفرطة شكوكًا حول استقرار الاقتصاد الوطني إذ قد تُسهم الديون المرتفعة بخفض التصنيف الائتماني وزيادة كراهية المخاطرة لدى المستثمرين.

 

ولذلك، يراقب متداولو الفوركس عن كثب مستويات الدين الحكومي والسياسات المالية لأن المخاوف المتعلقة باستدامة الديون قد تُحفّز عمليات بيع واسعة للعملة.

معنويات السوق المؤثرة على سوق الفوركس

تصورات المستثمرين

تُسهم الأخبار، والإعلانات، والأحداث العالمية في تشكيل انطباعات المستثمرين وثقتهم بالسوق فالأخبار الإيجابية تُحفز الثقة وتُشجع على المخاطرة، مما قد يؤدي إلى تفضيل العملات ذات العوائد المرتفعة.

 

أما الأخبار السلبية أو الأحداث غير المتوقعة فقد تخلق ميلًا لتجنب المخاطرة، مما يدفع المستثمرين نحو العملات التي تُعتبر ملاذًا آمنًا مثل الدولار الأمريكي والين الياباني.

 

المضاربة

تُعد المضاربة جزءًا من أنشطة متداولي الفوركس، حيث يعتمدون على توقعاتهم لحركة الأسعار المستقبلية تؤثر عمليات البيع والشراء التي يقومون بها على التقلبات قصيرة وطويلة الأجل في أسعار صرف العملات.

 

تتأثر المضاربة بعدة عوامل منها المؤشرات الاقتصادية، والأخبار، والثقة العامة بالسوق، مما يجعلها عاملًا محركًا وحيويًا في سوق الفوركس.

العوامل الخارجية المؤثرة على سوق الفوركس

أخبار السوق العالمية

يمكن أن تؤثر الأحداث العالمية، مثل الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية، على قيمة العملات عندما تحدث مثل هذه الأحداث، يصبح المستثمرون أكثر قلقًا بشأن المخاطر، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على العملات ذات المخاطر العالية وارتفاع الطلب على العملات الآمنة.

 

على سبيل المثال، أدت الأزمة المالية العالمية عام 2008 إلى انخفاض قيمة العديد من العملات، بينما ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي والفرنك السويسري.

الصراع الجيوسياسي

يمكن أن تؤدي التوترات السياسية أو الصراعات الجيوسياسية إلى انخفاض قيمة العملات عندما تحدث مثل هذه الأحداث، يصبح المستثمرون أكثر قلقًا بشأن الاستقرار في المنطقة، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على العملات ذات المخاطر العالية وارتفاع الطلب على العملات الآمنة.

 

على سبيل المثال، أدت الحرب في أوكرانيا إلى انخفاض قيمة الروبل الروسي.

إصدار البيانات الاقتصادية

يمكن أن تؤثر إصدارات البيانات الاقتصادية الرئيسية، مثل تقارير الناتج المحلي الإجمالي أو بيانات التوظيف، على قيمة العملات. عندما تكون البيانات أفضل من المتوقع، يصبح المستثمرون أكثر ثقة في العملة، مما يؤدي إلى زيادة الطلب عليها وارتفاع قيمتها.

 

بينما عندما تكون البيانات أسوأ من المتوقع، يصبح المستثمرون أقل ثقة في العملة، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب عليها وانخفاض قيمتها على سبيل المثال، أدى تقرير الوظائف القوي في الولايات المتحدة إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي.

العوامل الداخلية المؤثرة على سوق الفوركس

معرفة المتداول

تعد الفطنة في التحليل الفني والتحليل الأساسي، وأنماط الرسوم البيانية، وديناميكيات السوق، عناصر حاسمة لاتخاذ قرارات تداول مستنيرة.  التعلم المستمر والبقاء على اطلاع باتجاهات السوق يعزز قدرة المتداول على التعامل مع تعقيدات سوق الفوركس

رؤية العملات العالمية

البقاء على اطلاع بالظروف الاقتصادية العالمية، وتحركات الأسعار التاريخية، والعلاقة بين العملات يساعد المتداولين على استباق تحركات السوق المحتملة ويُساهم الفهم العميق لسلوك أزواج العملات الرئيسية عبر أطر زمنية مختلفة في اتخاذ قرارات فعالة.

اختيار وسيط الفوركس

يؤثر اختيار وسيط الفوركس على تجربة التداول يأخذ المتداولون في الاعتبار عوامل مثل تكنولوجيا المنصة، وخدمة العملاء، وتكاليف التداول عند اختيار وسيط وتساهم منصة التداول الموثوقة وسهلة الاستخدام، ودعم العملاء سريع الاستجابة، وهياكل الرسوم الشفافة في تجربة تداول إيجابية.

 

قد يهمك : كيفية التداول وفتح حساب في سوق الفوركس خطوة بخطوة

أمثلة عن أحداث سياسية واقتصادية أثرت على سوق الفوركس في السنوات الأخيرة

1. جائحة كورونا (2020):

أدت الجائحة إلى انخفاض حاد في النشاط الاقتصادي العالمي، مما أدى إلى انخفاض الطلب على العملات ذات المخاطر العالية وارتفاع الطلب على العملات الآمنة مثل الدولار الأمريكي والفرنك السويسري.

على سبيل المثال، انخفض اليورو بنسبة 10% مقابل الدولار الأمريكي في مارس 2020، بينما ارتفع

الفرنك السويسري بنسبة 5%.

2.الحرب في أوكرانيا (2022):

أدت الحرب إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، مما أدى إلى انخفاض قيمة الروبل بشكل كبير، حيث انخفض الروبل بنسبة 50% مقابل الدولار الأمريكي في مارس 2022.

 

3.انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (2016):

أدى انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي إلى انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني بشكل كبير.

حيث انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 15% مقابل الدولار الأمريكي في يونيو 2016.

4. الانتخابات الرئاسية الأمريكية (2016):

أدى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي بشكل مؤقت بنسبة 3% مقابل اليورو في نوفمبر 2016.

5.الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين (2018):

أدت الحرب التجارية إلى زيادة التقلبات في أسواق العملات، حيث ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي بشكل مؤقت ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 5% مقابل اليوان الصيني في يوليو 2018.

الأسئلة الشائعة

1. ما هي أهم المؤشرات الاقتصادية التي تؤثر على أسعار العملات؟

• الناتج المحلي الإجمالي (GDP): يُعد مقياسًا لصحة الاقتصاد، حيث يشير نموه إلى اقتصاد قوي، بينما يشير انخفاضه إلى اقتصاد ضعيف.
• معدلات التضخم: تؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للعملة، مما يجعلها أقل قيمة في سوق الفوركس.
• أسعار الفائدة: تؤثر على قيمة العملات من خلال التأثير على تدفقات رأس المال.
• معدلات التوظيف: تُشير إلى نشاط اقتصادي قوي، مما يدعم ارتفاع سعر صرف العملة.
• الميزان التجاري: يُعد مؤشرًا هامًا على الأداء الاقتصادي الكلي، حيث يُشير الميزان التجاري الإيجابي إلى قوة العملة.

2. كيف تؤثر معدلات التضخم المختلفة بين الدول على أسعار صرف العملات؟

• عندما تكون معدلات التضخم مرتفعة في بلد ما، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض قيمة عملته.
• عندما تكون معدلات التضخم منخفضة، فإن ذلك يجعل العملة أكثر جاذبية للمستثمرين، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمتها.
• يمكن أن تؤدي الاختلافات في معدلات التضخم بين الدول إلى تحركات كبيرة في أسعار صرف العملات.

3. ما هو تأثير أسعار الفائدة على قيمة العملة؟

• عندما ترتفع أسعار الفائدة في بلد ما، يصبح هذا البلد أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
• يزداد الطلب على العملة، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمتها.
• عندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح البلد أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب.
• ينخفض الطلب على العملة، مما يؤدي إلى انخفاض قيمتها.

• 4. كيف تؤثر مستويات الدين الحكومي على ثقة المستثمرين في العملة؟

• يمكن أن تؤثر مستويات الدين الحكومية المرتفعة على ثقة المستثمرين في العملة.
• قد يشعر المستثمرون بالقلق من قدرة الحكومة على سداد ديونها.
• يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على العملة، مما يؤدي إلى انخفاض قيمتها.

المصادر

Economic Factors That Affect the Forex Market

Factors that affect the forex market | IG US

Key factors that affect the forex markets