- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- تراجع اليورو والين وسط تفاؤل الأسواق العالمية بعد تراجع ترامب عن تهديداته لرئيس الفيدرالي
تراجع اليورو والين وسط تفاؤل الأسواق العالمية بعد تراجع ترامب عن تهديداته لرئيس الفيدرالي

شهدت الأسواق المالية العالمية خلال تعاملات منتصف الأسبوع تحوّلًا ملحوظًا في المزاج الاستثماري، مدفوعًا بتراجع حدة التوترات السياسية الأمريكية المرتبطة بمستقبل السياسة النقدية، مما انعكس فورًا على أداء العملات الرئيسية وعلى رأسها اليورو والين الياباني.
وقد لعبت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دورًا محوريًا في استعادة ثقة الأسواق، بعد أن تراجع عن تهديداته العلنية بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في وقت يتسم بحساسية استثنائية تجاه السياسة النقدية الأمريكية والتوجهات الاقتصادية العالمية.
هذا التحول في الخطاب السياسي ترافق مع حركة تصحيح واسعة شهدتها العملات، وخاصة بعد الارتفاعات الأخيرة التي دفعت باليورو إلى أعلى مستوياته في أربع سنوات، والين الياباني إلى أعلى قمة له في سبعة أشهر ولكن مع استعادة الدولار الأمريكي لبعض زخمه، دخلت الأسواق في مرحلة جديدة من إعادة التسعير وإعادة تموضع المحافظ الاستثمارية.
تراجع اليورو مقابل الدولار وسط عمليات تصحيح وخسائر مستمرة
افتتح اليورو تعاملات يوم الأربعاء في السوق الأوروبية على انخفاض واضح أمام سلة من العملات العالمية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي، حيث واصل خسائره لليوم الثاني على التوالي. وسجل اليورو أدنى مستوى له في أسبوع، مبتعدًا عن أعلى مستوياته التي سجلها خلال أربع سنوات، وذلك بفعل تسارع عمليات التصحيح وجني الأرباح من قبل المستثمرين.
سعر صرف اليورو
-
سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي تراجع بنسبة 1.0% ليصل إلى 1.1307 دولار، وهو أدنى مستوى له في أسبوع، مقارنة بسعر افتتاح اليوم عند 1.1419 دولار، بينما سجل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 1.1425 دولار.
-
أنهى اليورو تعاملات يوم الثلاثاء على انخفاض بنسبة 0.8%، مسجلاً أول خسارة خلال الثلاثة أيام الأخيرة، بفعل نشاط التصحيح من مستوى القمة البالغ 1.1573 دولار، وهو أعلى مستوى لليورو في نحو أربع سنوات.
تطمينات ترامب تهدئ الأسواق
أسهمت تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الأخيرة في تهدئة التوترات التي كانت تخيم على الأسواق، خاصة بعد أن نفى وجود أي نية لديه لإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، "جيروم باول"، رغم ما أبداه سابقًا من إحباط إزاء بطء التحرك في خفض أسعار الفائدة قال ترامب في حديثه للصحفيين من المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء:
"لم أسع أبدًا لإقالته، الإعلام يبالغ في الأمور، ليست لدي أي نية لذلك، لكنني أود أن أراه أكثر نشاطًا بشأن فكرة خفض أسعار الفائدة".
أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات حول حالة العلاقات التجارية مع الصين ودول أخرى يوم الثلاثاء، مؤكداً على التأثير الإيجابي للتعريفات الجمركية على الاقتصاد الأمريكي وموضحاً نهج إدارته تجاه الصفقات التجارية الدولية. وأبرز ترامب انخفاض العجز التجاري والإيرادات الناتجة عن التعريفات الجمركية على السيارات المستوردة والصلب والألمنيوم.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة "بخير مع الصين" والدول الأخرى، مقارناً الوضع الحالي بالإدارة السابقة، التي ادعى أنها شهدت خسارة الولايات المتحدة "5 مليار دولار يومياً" في التجارة. وأرجع الفضل إلى فرض إدارته تعريفة جمركية بنسبة 25% على صناعة السيارات وتعريفات مماثلة على الصلب والألمنيوم لتقليص العجز التجاري إلى "رقم منخفض جداً".
كما صرح الرئيس أنه ليس لديه نية لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. تأتي هذه التعليقات حول باول بعد أيام من قوله على وسائل التواصل الاجتماعي إنه يجب إقالته لعدم خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع.
وذكر ترامب أن الولايات المتحدة تعرضت "للسرقة" من قبل العديد من الدول حول العالم بسبب نقص القيادة وسياسات تجارية غير فعالة في الماضي. وكرر التزامه بـ "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" من خلال التركيز على إعادة التفاوض بشأن الصفقات التجارية وضمان معاملة عادلة للولايات المتحدة في السوق العالمية.
وعلق ترامب أيضاً على أداء سوق الأسهم، مشيراً إلى أنه ارتفع اليوم ولكن البلاد تمر حالياً بـ "فترة انتقالية". وصرح بأن الولايات المتحدة تمتلك شيئاً قيماً ترغب فيه دول أخرى، وسيتم استخدام هذه الميزة للتفاوض على صفقات تجارية أكثر فائدة للولايات المتحدة.
وكان مدير المجلس الاقتصادي الوطني "كيفن هاسيت" قد صرّح في وقت سابق بأن البيت الأبيض يدرس إمكانية إقالة باول، ما أثار موجة من القلق في الأسواق، خاصة مع تكرار هجمات ترامب على باول عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا امتلاكه السلطة لإقالته.
قال "براشانت نيوناها"، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة لدى TD للأوراق المالية في آسيا والمحيط الهادئ:
"احتمالات أن يُقيل ترامب باول تبقى ضعيفة، لكن تصريحاته بشأن رئيس الاحتياطي الفيدرالي والصين شكلت موسيقى تطرب الأسواق".
وأضاف نيوناها:
"تعرف الأسواق أن الإدارة الأمريكية لا تستطيع تحمل انهيار في أسعار الأصول، وهو ما يجذب المشترين عند انخفاض الأسعار. في الوقت الحالي، يعي ترامب أن دعم الأسواق يمنحه نفوذًا سياسيًا إضافيًا".
تصريحات رئيسة المركزي الأوروبي لاجارد
في السياق الأوروبي، صرحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" يوم الثلاثاء بأن صانعي السياسة النقدية في البنك قد يتجهون إلى خفض أسعار الفائدة أو التوقف المؤقت، حسب ما تمليه البيانات الاقتصادية قالت لاجارد:
"يجب أن يكون البنك المركزي الأوروبي مرنًا ومستعدًا للتحرك بحسب المستجدات. نحن متفائلون بمسار التضخم، إذ يظهر إشارات استقرار قرب هدفنا البالغ 2%، مما قد يتيح لنا الاستمرار في التيسير النقدي إذا اقتضت الحاجة".
كما يترقب المستثمرون اليوم صدور بيانات مؤشرات القطاعات الرئيسية في أوروبا لشهر أبريل، والتي من المتوقع أن تقدم دلالات مهمة حول وتيرة النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني من العام، ما سيؤثر مباشرة على توقعات خفض أسعار الفائدة الأوروبية خلال اجتماع يونيو المقبل.
تراجع الين الياباني مقابل الدولار وسط تحسن شهية المخاطرة
في الأسواق الآسيوية، واصل الين الياباني خسائره أمام الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي، مسجلاً أدنى مستوى له في أسبوع، مبتعدًا عن أعلى مستوياته في سبعة أشهر. هذا التراجع جاء وسط موجة انتعاش تسيطر على الأسواق العالمية، مدفوعة بتراجع ترامب عن تهديداته السابقة وتزايد الآمال بشأن التوصل إلى اتفاقيات تجارية.
سعر صرف الين الياباني
-
سعر صرف الدولار مقابل الين ارتفع بنسبة 1.2% إلى 143.22 ينًا، وهو الأعلى في أسبوع، مقارنة بسعر الافتتاح عند 141.58 ينًا، وسجل أعلى مستوى عند 141.45 ينًا.
-
سجل الين يوم الثلاثاء خسارة بنسبة 0.5% مقابل الدولار، في أول تراجع خلال ثلاثة أيام، عقب عمليات تصحيح من أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 139.88 ينًا.
توقعات إيجابية بشأن الاتفاقات التجارية الأمريكية
شهدت الأسواق العالمية دفعة قوية بعد التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقيات تجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، خاصة الصين. وساهمت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" في دعم هذا الاتجاه، حيث قال:
"نتوقع تهدئة في الحرب التجارية مع الصين خلال المستقبل القريب جدًا"، مضيفًا أن "الصراع التجاري مع بكين غير قابل للاستمرار، وأي اتفاق قد يؤدي إلى خفض كبير في الرسوم الجمركية".
تحركات العملات الآسيوية والمؤشرات الأمريكية
-
ارتفعت معظم العملات الآسيوية بشكل طفيف يوم الأربعاء، مدعومة بتصريحات ترامب وتراجع التوترات.
-
اليوان الصيني الداخلي (USD/CNY) تراجع بنسبة 0.2%، فيما فقد اليوان الخارجي (USD/CNH) نسبة 0.3%.
-
ارتفع الدولار الأسترالي (AUD/USD) بنسبة 0.4%.
-
انخفض الوون الكوري الجنوبي (USD/KRW) بنسبة 0.3%.
-
استقر الدولار السنغافوري (USD/SGD)، وكذلك الروبية الهندية (USD/INR).
-
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3%، بعدما استعاد بعض الزخم من أدنى مستوى في ثلاث سنوات تم تسجيله يوم الثلاثاء.