ارتفاع الين الياباني وسط تدفقات الملاذ الآمن واليورو ينخفض متأثرًا بالرسوم الجمركية الأمريكية

تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة في ظل تباين أداء العملات الرئيسية، حيث يرتفع الين الياباني مدعومًا بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وارتفاع العائد على السندات، بينما يواصل اليورو خسائره تحت وطأة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

يأتي هذا التحول وسط توقعات بإجراءات نقدية جديدة من قبل بنك اليابان، في حين يواجه الاقتصاد الأوروبي ضغوطًا إضافية مع تصاعد النزاع التجاري. هذه الديناميكيات تعكس مدى تأثير السياسات الاقتصادية العالمية على حركة العملات، مما يجعل المستثمرين في حالة ترقب لقرارات البنوك المركزية القادمة.

أداء الين الياباني مقابل العملات الرئيسية

شهد الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا مقابل سلة من العملات، مستأنفًا مكاسبه التي توقفت على مدار يومين أمام الدولار الأمريكي هذا الارتفاع جعله يقترب مرة أخرى من أعلى مستوياته في خمسة أشهر، مدعومًا بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة، بالإضافة إلى ارتفاع العائد على سندات الخزانة اليابانية لأجل عشر سنوات.

في سياق متصل، صرح محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، بأن الأجور الحقيقية والاستهلاك في اليابان قد يشهدان تحسنًا في الفترة المقبلة، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية ويعزز الحاجة إلى استمرار تطبيع السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة.

سعر صرف الين الياباني اليوم

استأنف الين الياباني مكاسبه أمام سلة من العملات، ليقترب مجددًا من أعلى مستوياته في خمسة أشهر مقابل الدولار الأمريكي هذا الأداء القوي يعكس تحول المستثمرين نحو الأصول الأكثر أمانًا في ظل اضطرابات الأسواق العالمية وارتفاع عوائد السندات اليابانية.

• ارتفع الين بنسبة 0.3% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 147.80 ين، بعد أن سجل أعلى مستوى له عند 148.37 ين خلال الجلسة.
• رغم هذا الارتفاع، فقد شهد الين تراجعًا طفيفًا خلال الجلسات السابقة بفعل عمليات جني الأرباح، لكنه استعاد زخمه مجددًا وسط توقعات بزيادة الفائدة اليابانية.

ارتفاع العائد على السندات اليابانية

ارتفع العائد على سندات الخزانة اليابانية لأجل عشر سنوات يوم الخميس بنسبة 1.3%، مستأنفًا مكاسبه بعد توقف دام جلستين، ليقترب مجددًا من أعلى مستوى له في 16 عامًا عند 1.585%. هذا الارتفاع يعزز جاذبية الاستثمار في الين الياباني.

التوقعات برفع أسعار الفائدة في اليابان

وفقًا لمصادر لوكالة "رويترز"، فإن التوقعات بزيادة الأجور مع استمرار ارتفاع تكاليف الغذاء قد تضغط على بنك اليابان لمناقشة زيادة أخرى في أسعار الفائدة بحلول مايو المقبل. وأشارت المصادر إلى أن توقيت أي رفع جديد للفائدة سيعتمد على تطورات الأسعار ومدى تأثير السياسات الأمريكية على الأسواق المالية.

ساهم تقلص الفجوة بين عائدات السندات طويلة الأجل في اليابان والولايات المتحدة في تعزيز جاذبية الأصول اليابانية، مما زاد من الطلب على الين الياباني ورفع قيمته في السوق.

في حديثه أمام البرلمان، أوضح كازو أويدا أن التضخم في اليابان بدأ بالتسارع في عام 2022، لكن الأجور لم تتمكن من مجاراة الارتفاع في تكاليف الواردات، مما أدى إلى ضعف الأجور الحقيقية والاستهلاك. إلا أنه توقع أن تشهد الفترة القادمة تضخمًا معتدلًا مدفوعًا بارتفاع تكاليف الواردات، مع استمرار نمو الأجور بثبات.

تحليلات وآراء الخبراء

قال كبير الاقتصاديين في معهد شينكين للأبحاث، تاكومي تسونودا، إن الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة تراجعت مؤقتًا بسبب استقرار قيمة الين وانخفاض الضغط على أسعار الواردات. لكنه توقع أن يقوم بنك اليابان برفع الفائدة في يوليو، مع ظهور نتائج مفاوضات الأجور السنوية.

تباين أداء الأسهم اليابانية

شهدت الأسهم اليابانية أداءً متباينًا في ظل استمرار الضبابية حول السياسة النقدية المستقبلية، حيث:

• أغلق مؤشر نيكي على انخفاض طفيف عند 36,790 نقطة.
• ارتفع مؤشر توبكس بنسبة 0.13% ليصل إلى 2,698 نقطة، مدعومًا بقطاع البنوك والشركات المالية التي تستفيد من ارتفاع العائدات على السندات.

أداء اليورو اليوم

واصل اليورو خسائره يوم الخميس أمام الدولار الأمريكي، متراجعًا لليوم الثاني على التوالي بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح. كما تأثر بتصاعد التوترات التجارية بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي.

سعر صرف اليورو اليوم

في المقابل، يواصل اليورو خسائره أمام الدولار الأمريكي، متراجعًا لليوم الثاني على التوالي بسبب عمليات جني الأرباح وتصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

• انخفض اليورو بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.0878 دولار، بعد أن افتتح التعاملات عند 1.0887 دولار وسجل أعلى مستوى له عند 1.0897 دولار خلال الجلسة.
• يأتي هذا التراجع وسط ضعف البيانات الاقتصادية لمنطقة اليورو، واستمرار الضغوط التضخمية التي تؤثر على قرارات البنك المركزي الأوروبي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته تصعيد الحرب التجارية عبر فرض رسوم إضافية على السلع الأوروبية، في خطوة تأتي بعد تطبيق رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم. وردًا على ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطة لفرض رسوم انتقامية بقيمة 26 مليار يورو على السلع الأمريكية.

تصريحات كريستين لاجارد حول الاقتصاد الأوروبي

حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، من أن اقتصاد منطقة اليورو يواجه تحديات استثنائية بسبب النزاعات التجارية، والتوترات الجيوسياسية، وتغيرات المناخ، مما يزيد من التقلبات التضخمية ويفاقم مشكلة ارتفاع الأسعار.

تراجع الأسهم الأوروبية

افتتحت الأسهم الأوروبية تعاملات الخميس على انخفاض، متأثرة بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية، ما زاد من الضغوط على الأسواق المالية.

أداء المؤشرات الأوروبية

• تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.21% ليصل إلى 540 نقطة.

• استقر مؤشر فوتسي البريطاني عند 8,535 نقطة.

• انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.80% ليصل إلى 22,495 نقطة.

• تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.52% ليصل إلى 7,947 نقطة.

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ بتطبيق رسوم انتقامية على المنتجات الأمريكية اعتبارًا من 1 أبريل 2025، مما يشير إلى تصاعد النزاع التجاري بين الجانبين.

الخلاصة : يشهد الين الياباني تحسنًا في ظل ارتفاع العائدات على السندات وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة، بينما يعاني اليورو من ضغوط متزايدة بفعل التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. تظل الأسواق المالية في حالة من الترقب لمزيد من التطورات في السياسة النقدية لكل من اليابان ومنطقة اليورو، إلى جانب تأثير السياسات التجارية الأمريكية على الاستثمارات العالمية.