- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- تراجع اليورو في الأسواق الأوروبية وسط ترقب لقرار المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة
تراجع اليورو في الأسواق الأوروبية وسط ترقب لقرار المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة

شهد اليورو انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس مقابل سلة من العملات العالمية، في ظل عمليات تصحيح وجني أرباح، بينما تتجه أنظار الأسواق نحو اجتماع البنك المركزي الأوروبي المنتظر، والذي من المتوقع أن يسفر عن خفض جديد في أسعار الفائدة للمرة السادسة على التوالي.
أداء اليورو أمام الدولار
تراجع اليورو خلال جلسة اليوم الخميس في السوق الأوروبية، ليتحرك في المنطقة السلبية مقابل الدولار الأمريكي، متأثرًا بعمليات تصحيح وجني أرباح نشطة بعد المكاسب القوية التي سجلها مؤخرًا. جاء هذا التراجع بعد أن لامس اليورو أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات، ما دفع العديد من المتداولين إلى إغلاق مراكزهم لجني الأرباح.
وسجل اليورو انخفاضًا بنسبة 0.4% أمام الدولار الأمريكي، ليصل إلى مستوى 1.1355 دولارًا، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 1.1398 دولارًا، بينما بلغ أعلى مستوى له خلال اليوم 1.1409 دولارًا.
أنهى اليورو تعاملات يوم الأربعاء على ارتفاع بنسبة 1.1% مقابل الدولار الأمريكي، مستأنفًا بذلك موجة المكاسب التي توقفت لمدة يومين بسبب ضغوط التصحيح وجني الأرباح. وكان الزوج قد سجل في وقت سابق أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات عند 1.1474 دولارًا، ما عكس قوة الزخم الشرائي قبل أن يتراجع نسبيًا بفعل الترقب والحذر قبيل اجتماع المركزي الأوروبي.
اجتماع البنك المركزي الأوروبي
تتجه الأنظار اليوم نحو اجتماع البنك المركزي الأوروبي، وهو الاجتماع الثالث للسياسة النقدية خلال عام 2025. من المقرر أن يصدر البنك قراره بشأن أسعار الفائدة في تمام الساعة 12:15 ظهرًا بتوقيت غرينتش، وسط توقعات شبه مؤكدة بأن يتجه المجلس التنفيذي إلى خفض الفائدة مجددًا.
ويُتوقع أن يقوم البنك بخفض أسعار الفائدة الأوروبية بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل سعر الفائدة على تسهيلات الإيداع إلى 2.25%، مقارنة بـ 2.5% حاليًا، ما يعني تسجيل الخفض السادس على التوالي منذ بدء دورة التيسير النقدي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2022.
هذا الخفض المنتظر يأتي في ظل استمرار مساعي البنك المركزي لمواجهة التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو، ودعم جهود استقرار التضخم ضمن النطاق المستهدف.
توضيحات حول مستقبل السياسة النقدية
بعد دقائق من الإعلان عن القرار، ستعقد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، مؤتمرًا صحفيًا في الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش، حيث من المتوقع أن تقدم شرحًا مفصلًا لقرار المجلس وتوقعاته المستقبلية بشأن السياسة النقدية.
ومن المتوقع أن يتضمن المؤتمر تلميحات هامة حول وتيرة تخفيف السياسة النقدية خلال ما تبقى من عام 2025، بالإضافة إلى موقف المركزي الأوروبي من التحديات الاقتصادية الراهنة، خصوصًا في ظل استمرار التوترات التجارية العالمية، وحالة عدم اليقين الاقتصادي التي تلقي بظلالها على الأسواق.
التحليل الفني لزوج اليورو/دولار
على الصعيد الفني، لا تزال النظرة العامة لزوج يورو/دولار EUR/USD إيجابية، حيث يستمر الزوج في التداول فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ 100 يوم، ما يشير إلى وجود دعم فني قوي عند هذه المستويات.
في المقابل، يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) بإعداد 14 يومًا حالة تشبع شرائي واضحة، حيث يستقر فوق خط المنتصف بالقرب من مستوى 71.50. هذه الإشارة قد تدل على احتمال دخول الزوج في مرحلة تماسك سعري مؤقت قبل أن يُستأنف الاتجاه الصاعد.
مستويات المقاومة والدعم الحاسمة على المدى القصير
-
المقاومة الأولى: تقع عند الحد العلوي لنطاق بولينجر بالقرب من 1.1455، وتُعد هذه المنطقة مستوى مقاومة فوري، حيث من المرجح أن يواجه الزوج بعض الضغوط البيعية عند الاقتراب منها.
-
المقاومة التالية: في حال اختراق مستوى 1.1455، من المتوقع أن يتجه السعر نحو منطقة 1.1481، وهي أعلى مستويات تم تسجيلها منذ 13 يناير 2022.
-
المقاومة الثالثة: في حال استمرار الارتفاع، قد يستهدف الزوج مستوى 1.1608، وهو أعلى مستوى تم تسجيله في 9 نوفمبر 2021.
أما على الجانب الهابط:
-
الدعم الأول: يقع عند مستوى 1.1264، والذي يمثل أدنى مستوى تم تسجيله في 15 أبريل 2025.
-
الدعم الثاني: في حال كسر هذا المستوى، فإن الحاجز النفسي عند 1.1100 سيكون هو الهدف التالي للمضاربين على الهبوط.
-
الدعم الثالث: استمرار الهبوط دون ذلك قد يدفع الزوج إلى اختبار منطقة 1.0780، وهي أدنى مستوياته منذ 2 أبريل 2025.
رغم التحركات الحالية في السوق، إلا أن الكثير من المتداولين يفضلون الانتظار والترقب وعدم اتخاذ قرارات استثمارية حاسمة حتى صدور قرار البنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق اليوم. ويُرجح أن يتسبب الإعلان المنتظر، بالإضافة إلى تصريحات لاجارد، في تحفيز تحركات قوية في سوق العملات، خاصةً على زوج يورو/دولار EUR/USD.
خلاصة:
يتحرك اليورو في بيئة مليئة بالتقلبات والحذر، مدفوعًا بعوامل فنية واقتصادية معقدة، أبرزها ترقب الأسواق لقرار البنك المركزي الأوروبي حول أسعار الفائدة. في حال جاءت التوجهات والسياسات النقدية القادمة متوافقة مع التوقعات، فقد نشهد تحركات حادة في السوق، مع إمكانية إعادة اختبار المستويات التاريخية الرئيسية.