اليورو يسجل أدنى مستوى له منذ 23 أبريل 2024 أمام الدولار الأمريكي

شهد زوج العملات اليورو/دولار انخفاضًا حادًا، حيث ضعف اليورو بفعل الصعود القوي للدولار الأمريكي، ما دفع الزوج إلى أدنى مستوى له منذ 23 أبريل الماضي يعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى توقعات الأسواق ببطء وتيرة خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة، بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، المعروف بتوجهاته التيسيرية لدعم الاقتصاد.

 

وتلك السياسات قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم مجددًا، ما يدفع الفيدرالي الأمريكي إلى تبني سياسات أكثر تحفظًا في خفض الفائدة.

العوامل المؤثرة على اليورو 

يتعرض اليورو لضغوط إضافية نتيجة مقترحات ترامب بفرض تعريفات جمركية على الواردات، مما قد يؤثر سلبًا على الصادرات الأوروبية، إلى جانب الاضطرابات السياسية في ألمانيا. إذ أقال المستشار الألماني أولاف شولتز وزير ماليته الأسبوع الماضي، مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة بعد أشهر من الخلافات في ائتلافه الحاكم.

مستقبل السياسة النقدية في أوروبا

تشير التقارير الأخيرة إلى احتمال إجراء تصويت بحجب الثقة في ديسمبر، مع إمكانية إجراء انتخابات مبكرة في فبراير. ويبدو أن السوق يعول على دور البنك المركزي الأوروبي في دعم اقتصاد منطقة اليورو،

 

حيث يتوقع المحللون في ING أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر ومع استمرار هذه الضغوط، فإن الفجوة المتزايدة بين سياسات الفائدة الأوروبية والأمريكية تعزز تدفق السيولة إلى الدولار على حساب اليورو.

تأثير السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي

يستهدف الاحتياطي الفيدرالي خفض التضخم إلى مستوى 2% بشكل مستدام، وليس كإجراء مؤقت. لذا، من المتوقع أن يتجنب التعجل في خفض أسعار الفائدة، بهدف الحد من خطر ارتفاع التضخم مرة أخرى وتأتي هذه التحركات في إطار سياسة استباقية من الفيدرالي لمراقبة الاقتصاد وضمان استقرار الأسعار على المدى الطويل.

أداء مؤشر الدولار الأمريكي

قفز مؤشر الدولار الأمريكي بقوة ليسجل أعلى مستوى له في أربعة أشهر، مستفيدًا من فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية وترى الأسواق أن الرئيس الأمريكي المنتخب سيعزز سياسات توسعية تهدف إلى إنعاش سوق العمل وتعزيز النشاط الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية إضافية، خاصةً في ظل استمرار التضخم الأمريكي عند مستويات مرتفعة.

سياسة الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات خفض الفائدة

في ظل هذه الظروف، قد يتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نهجًا أكثر تحفظًا في خفض الفائدة، حيث يسعى إلى تجنب إعادة إشعال التضخم بشكل كبير وضمان انخفاض التضخم إلى هدفه البالغ 2% بصورة مستدامة. هذا التوجه يعزز قوة الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، نظرًا للفروقات في أسعار الفائدة التي تشجع تدفقات الاستثمار إلى الدولار.

دعم الدولار من تصريحات الاحتياطي الفيدرالي

وجد الدولار دعمًا إضافيًا من تصريحات نيل كاشكاري، عضو الاحتياطي الفيدرالي، الذي أشار إلى أن التضخم لا يزال يشكل تحديًا، ما يدل على أن معركة الفيدرالي ضد التضخم لم تنته بعد. وفي تداولات اليوم، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 105.62 نقطة.

وجهة نظر المحللين حول مستقبل الدولار

في مذكرة تحليلية، أشار محللو ING إلى أن التعريفات الجمركية والسياسات النقدية الأمريكية الأقل تقييدًا قد تؤدي إلى انخفاض الدولار بشكل طفيف حتى نهاية العام ومع ذلك، توقع المحللون أن نتائج الانتخابات الأمريكية قد تعزز ثقة المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة، مما يدعم قوة الدولار.

سعر الجنيه الإسترليني اليوم

انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.42% ليصل إلى 1.2815، بعد أن خفض بنك إنجلترا سعر الفائدة للمرة الثانية منذ 2020 بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى 4.75% بدلاً من 5% ومن المتوقع أن يقدم محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، خطابًا مهمًا في قصر مانشن هاوس، حيث ينتظر المتداولون توجيهات حول السياسة النقدية بعد الميزانية التوسعية التي قدمتها حكومة حزب العمال.

 

صرح المحللون في ING أن الأداء الجيد للاقتصاد البريطاني والسياسات التضخمية المحتملة لترامب قد تدفع بنك إنجلترا إلى إبطاء وتيرة خفض الفائدة عن المتوقع.

سعر اليوان الصيني اليوم

ارتفع اليوان الصيني بنسبة 0.32% ليصل إلى 7.237، مستفيدًا من موافقة المجلس الوطني الصيني على خطط لزيادة الإنفاق المالي. وقد صادق المجلس على حزمة ديون تبلغ قيمتها 10 تريليونات دولار الأسبوع الماضي، بهدف تخفيف أعباء الديون الحكومية المحلية. إلا أن هذا الإجراء خيب آمال المستثمرين الذين كانوا يتطلعون إلى خطوات مالية إضافية لتحفيز النمو.

سعر الين الياباني اليوم

صعد الين الياباني بنسبة 0.8% إلى 153.72، رغم حالة عدم اليقين التي تسود بشأن سياسة بنك اليابان النقدية، والتي ظهرت بوضوح بعد اجتماع صانعي السياسة في أكتوبر. ويبدو أن هناك انقسامًا داخل البنك المركزي حول مزيد من رفع أسعار الفائدة، ما زاد من الغموض حول توجهاته المستقبلية.

التأثير السياسي في اليابان على الين

يتعرض الين لضغوط نتيجة عدم الاستقرار السياسي، بعد أن فقد الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم أغلبيته البرلمانية. هذا الغموض السياسي يلقي بظلاله على الين ويؤثر سلبًا على استقرار العملة اليابانية.

 

تشهد الأسواق تقلبات كبيرة في أسعار العملات الرئيسية، حيث يواصل الدولار الأمريكي الصعود بدعم من توقعات الفائدة المرتفعة وسياسات ترامب، بينما تتعرض العملات الأخرى لضغوط نتيجة التغيرات السياسية والاقتصادية في مناطقها.

تم التحديث في: الثلاثاء, 12 تشرين الثاني 2024 10:42
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول