أسواق العملات العالمية تشهد تقلبات حادة مدفوعة بتطورات اقتصادية وسياسية وارتفاع الدولار
شهدت أسواق العملات العالمية، خلال تعاملات الثلاثاء المبكرة، تقلبات حادة مدفوعة بتطورات اقتصادية وسياسية مؤثرة صعد الدولار الأمريكي بقوة نتيجة المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد العالمي، في حين واجه اليورو ضغوطًا جراء التحديات السياسية في أوروبا. أما اليوان الصيني، فقد تأثر سلبًا بضعف البيانات الاقتصادية والتهديدات التجارية الأمريكية، بينما حافظ الين الياباني على مكاسبه مع توقعات رفع أسعار الفائدة.
الدولار الأمريكي
- تعزيز المكاسب:
ارتفع الدولار الأمريكي بشكل لافت خلال تعاملات الثلاثاء، مدعومًا بالمخاوف الاقتصادية العالمية التي زادت من الطلب على العملة كملاذ آمن وسجل مؤشر الدولار الأمريكي عند مستوى 106.42 نقطة. - الأسباب الاقتصادية:
عززت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن سياسات اقتصادية قد تُسرّع التضخم وتضغط على النمو العالمي، من قوة الدولار مقابل العملات الأخرى.
اليورو
- تراجع مستمر:
استمر اليورو في التراجع للجلسة الثانية على التوالي مقابل الدولار، حيث انخفض بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.0480 دولار، مقارنة بسعر افتتاح 1.0497 دولار. - الأزمات السياسية في فرنسا:
تعاني ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، فرنسا، من أزمة سياسية حادة، بعدما رفضت حكومة "ميشيل بارنييه" تقديم تنازلات بخصوص الميزانية العامة، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن استقرار الحكومة. - قرارات البنك المركزي الأوروبي:
ينتظر السوق إعلان البنك المركزي الأوروبي عن خفض محتمل لأسعار الفائدة بـ25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر يوم 12 ديسمبر، ما يضيف مزيدًا من الضغوط على العملة الأوروبية.
اليوان الصيني
- ضعف اقتصادي ملحوظ:
انخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2023، حيث سجل 7.2980 مقابل الدولار. هذا التراجع جاء على خلفية ضعف البيانات الاقتصادية الصينية وانخفاض عوائد السندات إلى مستويات قياسية. - تصعيد تجاري:
زادت التوترات التجارية مع تهديد الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول مجموعة البريكس، مما أثر على الثقة بالعملة الصينية وأدى إلى تراجعها لمستويات جديدة.
الين الياباني
- أداء مميز:
ارتفع الين الياباني إلى أعلى مستوياته في ستة أسابيع عند 149.09 مقابل الدولار، مستفيدًا من الرهانات المتزايدة على رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة بـ25 نقطة أساس خلال ديسمبر. - العملة الأكثر استقرارًا:
كان الين العملة الوحيدة بين العملات العشر الكبرى التي حققت مكاسب مقابل الدولار خلال الشهر الماضي، مما يعكس ثقة السوق في استقرار الاقتصاد الياباني.
الدولار الأسترالي والنيوزيلندي
- الدولار الأسترالي:
تراجع بنسبة 0.7% إلى 0.6470 دولار، متأثرًا ببيانات أظهرت عجزًا أكبر من المتوقع في ميزان المعاملات الجارية، رغم دعم النمو من قفزة في الإنفاق الحكومي. - الدولار النيوزيلندي:
انخفض بنسبة 0.2% إلى 0.5874 دولار، نتيجة استمرار التحديات الاقتصادية، وسط بيانات مختلطة.
تطورات متوقعة خلال الأيام المقبلة
- ترقب قرارات البنوك المركزية:
الأسواق تنتظر بشدة اجتماع البنك المركزي الأوروبي وما سيترتب عليه من تغييرات في السياسة النقدية، إضافة إلى احتمالات رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة. - السياسات الأمريكية وتأثيرها العالمي:
تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية قد تشعل المزيد من التوترات التجارية، مما يزيد من تقلبات الأسواق. - الوضع السياسي في أوروبا:
استمرار التوترات السياسية في فرنسا قد يضغط على اليورو بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
تواجه أسواق العملات العالمية موجة من التقلبات الحادة بسبب التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة. بينما يستمر الدولار الأمريكي في جذب المستثمرين كملاذ آمن، تعاني العملات الأخرى من تحديات كبيرة. مع اقتراب قرارات البنوك المركزية وتزايد التوترات التجارية، يبقى المستقبل مفتوحًا على مزيد من التقلبات، مما يتطلب من المستثمرين البقاء على حذر وتحليل مستمر للأسواق.