الدولار يتراجع لأدنى مستوى في 11 أسبوعًا متأثرًا بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية

شهد الدولار الأميركي تراجعًا ملحوظًا اليوم الأربعاء، ليقترب من أدنى مستوياته في 11 أسبوعًا مقابل العملات الرئيسية، متأثرًا بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل، بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة التي أثارت مخاوف بشأن أداء الاقتصاد الأميركي حيث سجل مؤشر الدولار عند الساعة 11:40 بتوقيت تركيا 106.33

أسباب تراجع الدولار وتأثير البيانات الاقتصادية

تلقى الدولار الأميركي ضغوطًا متزايدة نتيجة ضعف البيانات الاقتصادية، حيث أظهرت المؤشرات الأخيرة تراجعًا في مستويات ثقة المستهلكين وانخفاضًا في العوائد على السندات الحكومية. وفقًا لمؤسسة "كونفرنس بورد" الأميركية، فإن مؤشر ثقة المستهلكين تراجع بسبع نقاط ليصل إلى 98.3، وهو أكبر انخفاض له منذ أغسطس/آب 2021، كما جاء دون التوقعات التي أشارت إلى 102.5 نقطة.

ضعف الاقتصاد الأميركي يرفع احتمالات خفض الفائدة

إلى جانب تراجع ثقة المستهلكين، أظهرت البيانات الاقتصادية الأميركية ضعفًا عامًا في النشاط الاقتصادي، مما عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري. تشير تقديرات السوق إلى أن الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مرتين خلال العام، مع احتمال بدء أول خفض في يوليو/تموز المقبل.

الين الياباني يرتفع إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر

في المقابل، ارتفع الين الياباني، الذي يُعتبر من الملاذات الآمنة، إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول، حيث تزايدت مخاوف المستثمرين بسبب التوترات التجارية المتصاعدة وجاء ذلك مع تهديدات إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية جديدة، مما أدى إلى تعزيز الطلب على العملات الآمنة مثل الين.

الين الياباني يتخلى عن أعلى مستوى في أربعة أشهر مقابل الدولار الأمريكي ،بسبب النشاط النسبي لعمليات التصحيح وجني الأرباح. بالإضافة إلى ذلك عزوف المستثمرون عن بناء مراكز شرائية جديدة في انتظار المزيد من الأدلة حول احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية في مارس المقبل.

ويضغط سلبًا على العملة اليابانية أيضًا انتعاش العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ،مع اقتراب تنفيذ رسوم ترامب الجمركية على كندا والمكسيك ،مما قد يؤدي إلى المزيد من الضغوط التضخمية على مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية

انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.086%، مقتربًا من أدنى مستوياته عند 4.074%، وهو أضعف مستوى له منذ الأول من نوفمبر/تشرين الثاني. وقد صرح وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، بأن "الاقتصاد أكثر هشاشة مما تعكسه المؤشرات الاقتصادية، ويرجع ذلك إلى تقلب أسعار الفائدة، والتضخم العنيد، والنمو غير المتوازن للوظائف، حيث يتركز معظم نمو الوظائف في القطاع الحكومي".

التوترات التجارية تضغط على الدولار

تسببت السياسات التجارية غير المستقرة في زيادة الضغوط على الدولار، حيث أكد ترامب يوم الإثنين أن الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس/آذار، ما يزيد من القلق في الأسواق بشأن تداعيات هذه السياسات على التجارة العالمية.

أداء العملات الرئيسية

• تراجع الدولار الأميركي بنسبة 0.1% مقابل الين الياباني ليصل إلى 148.865 ين، مقتربًا من أدنى مستوى له منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول.
• انخفض الدولار مقابل الدولار الكندي إلى 1.4302 دولار كندي.
• استقر الدولار أمام البيزو المكسيكي عند 20.46.
• ارتفع اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.0520 دولار، مقتربًا من أعلى مستوياته منذ يناير.
• استقر الجنيه الإسترليني عند 1.2669 دولار، بعد أن بلغ أعلى مستوى له في أكثر من شهرين عند 1.2690 دولار.
• تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.1% إلى 0.6339 دولار، بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية ثبات النمو السنوي في أسعار المستهلكين خلال يناير/كانون الثاني.

أداء العملات الرقمية

 انتعشت أسعار العملات الرقمية بشكل جماعي خلال تعاملات يوم الأربعاء باستثناء البيتكوين التي واصلت الهبوط، بعدما سجلت أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر خلال تعاملات أمس.

وتراجعت البيتكوين إلى ما دون 90 ألف دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ منتصف نوفمبر 2024، مع تلاشي موجة الصعود القوية عقب فوز "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية.

ورغم توقعات الصعود القوي للبيتكوين خلال فترة حكم "ترامب"، إلا أنها تراجعت منذ تنصيبه في يناير الماضي بنسبة 20% بفعل مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية بسبب الرسوم الجمركية التي تفرضها حكومته على حلفاءه التجاريين.

وهبطت العملات الرقمية بشكل عام خلال تعاملات أمس، بفعل مخاوف استمرار التضخم في الارتفاع، وبالتالي بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لأطول فترة خلال العام الجاري.

خلال تعاملات اليوم، سجلت عملة بيتكوين تراجعًا بنسبة 3.07% ليصل إلى 89.097 ألف دولار، لتصل خسائرها الأسبوعية إلى 7.16%.

وتراجعت القيمة السوقية للعملة الرقمية الأشهر في العالم إلى مستوى 1.76 تريليون دولار، بينما ارتفع حجم التداول عليها خلال الـ 24 ساعة الأخيرة إلى 83.15 مليار دولار.

وبالنسبة لأسعار العملات الرقمية الأخرى، ارتفع سعر عملة إيثريوم، ثاني أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية بعد البيتكوين، بنسبة 0.33% ليصل إلى 2500.56 دولار.

وصعد سعر عملة بينانس كوين بنسبة 4.10% ليسجل 629.77 دولار، في حين زاد سعر عملة كاردانو بحوالي 2.45% ليبلغ 0.6936 دولار.

وسجلت عملة ريبل ارتفاعًا بحوالي 3.10% ليتم تداولها عند 2.3253 دولار، كما ارتفع سعر عملة دوجكوين بنسبة 2.59% ليصل إلى 0.213682 دولار.

في أسواق العملات الرقمية، انخفضت بيتكوين، أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 0.5% إلى 88,246 دولارًا، بعد أن تراجعت بنسبة 5.6% يوم الثلاثاء، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني عند 86,003.11 دولار.

الآفاق المستقبلية للدولار والأسواق العالمية

تعكس التحركات الأخيرة في سوق العملات تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، مما قد يعزز توقعات خفض أسعار الفائدة الفيدرالية، وهو ما قد يضغط على الدولار في الفترة المقبلة، خاصة في ظل استمرار توتر الأسواق العالمية بسبب السياسات التجارية والاقتصادية غير المستقرة.

كما أن استمرار ارتفاع العملات الملاذ الآمن مثل الين والفرنك السويسري قد يشير إلى مزيد من القلق بين المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.