الدولار يتداول بالقرب من أعلى مستوى منذ مايقارب ثلاثة أشهر وسط توقعات بخفض الفائدة
اقترب الدولار الأمريكي من تحقيق أعلى مستوى له منذ الثاني من أغسطس 2024، وذلك خلال تعاملات يوم الثلاثاء تأتي هذه الزيادة وسط توقعات بأن يتبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) نهجًا مدروسًا في خفض أسعار الفائدة. في الوقت نفسه، سادت حالة من التوتر بين المستثمرين نتيجة المنافسة القوية في الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إجراؤها الشهر المقبل.
أداء الدولار مقابل العملات الرئيسية
ارتفاع الدولار وعائدات الخزانة
استمر الدولار في الارتفاع بفضل ارتفاع عائدات الخزانة، مما أدى إلى الضغط على الين الياباني واليورو والجنيه الاسترليني. فقد أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا، مما قلص من توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل سريع أو بمعدلات كبيرة.
في تداولات السوق الآسيوية، وصل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 103.93، بعد أن سجل 104.02 نقطة يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ الأول من أغسطس. ومع هذا، أصبحت مؤشرات الأداء في طريقها لتحقيق مكاسب تزيد عن ثلاثة بالمئة خلال الشهر الحالي.
تراجع العملات الأخرى
عندما يعزز الدولار قوته، عادة ما تتعرض العملات الأخرى للضغط في أحدث التداولات، بلغ سعر اليورو 1.08205 دولار، ليقترب من أدنى مستوى له منذ الثاني من أغسطس، بينما وصل سعر الجنيه الاسترليني إلى 1.3006 دولار، بالقرب من أدنى مستوى له منذ 20 أغسطس هذا التراجع يعكس الضعف العام في الأسواق العالمية وتأثير الدولار القوي على العملات المنافسة.
تصريحات صانعي السياسة النقدية
دعم تخفيض الفائدة الأميركية
في يوم الاثنين، أعرب أربعة من صانعي السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي عن دعمهم لتقليل أسعار الفائدة، ولكنهم اختلفوا حول مدى سرعة أو عمق هذه التخفيضات. ثلاثة منهم، مستندين إلى قوة الاقتصاد وعدم اليقين في التوقعات، فضلوا نهجًا تدريجيًا في خفض الفائدة.
-
ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو: أكدت أنها تعتقد أن السياسة الحالية "مشددة للغاية"، وأنه يجب أن يستمر البنك المركزي في خفض الفائدة طالما يستمر التضخم في الانخفاض. هذا التصريح يعكس القلق من أن البقاء على أسعار فائدة مرتفعة قد يؤثر سلبًا على نمو الاقتصاد.
-
جيفري شميت، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي: أكد على أهمية تجنب التحركات الكبيرة، خاصة في ظل عدم اليقين بشأن الوجهة النهائية للسياسة النقدية. وأوضح أن التخفيضات يجب أن تكون تدريجية ومدروسة لضمان عدم الإضرار بالاقتصاد.
-
لوري لوغان، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس: شاركت نفس الرأي في تصريحاتها لجمعية صناعة الأوراق المالية والأسواق المالية في نيويورك، حيث قالت إن الاستراتيجية المثلى تتمثل في خفض معدل الفائدة تدريجيًا نحو مستوى طبيعي أو محايد، مما سيساعد في إدارة المخاطر وتحقيق الأهداف الاقتصادية.
تعطي هذه الآراء المتباينة لمحة عما يمكن أن نتوقعه في اجتماع السياسة النقدية المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في السادس والسابع من نوفمبر من المتوقع أن يكون هذا الاجتماع محوريًا، حيث قد يتخذ صانعو السياسة قرارات حاسمة بشأن اتجاه أسعار الفائدة في المستقبل.
اقرأ أيضاً : الذهب يواصل تألقه مع ترقب المستثمرين للتطورات السياسية والاقتصادية
التوقعات القادمة
الفرص المحتملة لخفض الفائدة
تشير الأسواق إلى فرصة بنسبة 89% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل، مقارنة بفرصة 50% في الشهر الماضي. يعكس هذا التحول في التوقعات حالة من التفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي، حيث يعتقد المستثمرون أن تخفيض الفائدة قد يكون ضروريًا لدعم النمو في ظل الظروف الحالية.
تأثير الانتخابات الرئاسية
دعم الدولار من الانتخابات
يتلقى الدولار دعمًا من الاحتمالات المتزايدة بفوز الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات 5 نوفمبر. حيث من المرجح أن تُبقي سياساته المتعلقة بالتعريفات الجمركية والضرائب على أسعار الفائدة مرتفعة، مما قد يعزز من قوة الدولار على المدى القصير.
المنافسة غير المتوقعة
ومع ذلك، تظل المنافسة متقاربة، ولا يمكن التنبؤ بنتيجة الانتخابات. يتوقع المحللون تقلبات في الأسواق مع تقييم المستثمرين للوضع قبل النتائج. وقد أشار المحللون الاستراتيجيون في (باين بريدج إنفستمنتس) إلى أن فوز ترامب يمكن أن يؤدي إلى "بيئة مضطربة إلى حد ما مع الكثير من الضبابية".
في حين يعتبرون أن فوز كمالا هاريس، نائب الرئيس، قد يمثل استمرارية للسياسات الحالية مما سيؤدي إلى عملية أبطأ في تحولات السياسات.
العوامل الاقتصادية الأخرى
ارتفاع عائدات السندات
شهدت عائدات سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات ارتفاعًا إلى أعلى مستوى لها منذ 26 يوليو، حيث تم تداولها عند 4.218% أدى هذا الارتفاع في العائدات إلى تأثيرات سلبية على العملة اليابانية، حيث سجل الين أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر تقريبًا عند 151.10 مقابل الدولار يُظهر هذا التراجع في قيمة الين حساسية العملة اليابانية لتحركات العائدات الأمريكية.
اقرأ أيضاً : سعر صرف الين الياباني يستمر في خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي
الانتخابات اليابانية وتأثيرها على الأسواق
يأتي تراجع الين في وقت تستعد فيه اليابان لإجراء انتخابات عامة في 27 أكتوبر بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تباين في عدد المقاعد التي سيحققها الحزب الديمقراطي الليبرالي، تبدي الأسواق تفاؤلها بفوز الحزب وشريكه الأصغر في الائتلاف، حزب كوميتو.
الخلاصة : تتجه الأنظار نحو القرارات القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على السوق، في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية ومن الواضح أن الدولار يستمر في فرض ضغطه على العملات الرئيسية، بينما يترقب المستثمرون نتائج الانتخابات وتأثيراتها المحتملة على السياسات النقدية في المستقبل.
تتطلب هذه الحالة المتغيرة متابعة مستمرة من قبل المستثمرين لضمان اتخاذ قرارات مستنيرة في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.