أداء الدولار وأسباب التراجع
تراجع مؤشر الدولار
انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية مثل اليورو والين، إلى مستوى 106.07 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ أسبوع. جاء هذا التراجع بعد ارتفاع المؤشر إلى أعلى مستوياته خلال عام عند 107.07 نقطة، مدفوعًا بتوقعات اقتصادية تضمنت زيادة الإنفاق المالي وتشديد السياسات التجارية والهجرة.
تصريحات روسية وتأثيرها على الأسواق
ساهمت التصريحات الروسية الأخيرة بشأن احتمالية تخفيف الاشتراطات المتعلقة بالضربات النووية في زيادة التوترات العالمية، ما أثر سلبًا على الدولار والعملات الآمنة مثل الين. هذه التطورات دفعت الأسواق إلى إعادة تقييم المخاطر السياسية، ما أدى إلى عمليات بيع في العملات التي شهدت ارتفاعات سابقة.
أداء العملات الأخرى
الين الياباني
رغم التراجع العام للدولار، ارتفع أمام الين الياباني بنسبة 0.9% ليصل إلى 154.84 ين، بعد هبوطه الحاد في اليوم السابق إلى 153.28 ين جاء هذا الانتعاش مدفوعًا بتحسن المعنويات بشكل طفيف بعد الأخبار السلبية من روسيا.
اليورو
حافظ اليورو على استقراره عند 1.0598 دولار، بعد تعافيه من انخفاض سابق إلى 1.0524 دولار يعكس هذا الأداء استقرارًا نسبيًا للعملة الأوروبية في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالدولار.
العملات الرقمية
شهدت البيتكوين استقرارًا عند مستوى 91954 دولارًا، بعد أن لامست مستوى قياسيًا بلغ 94078.22 دولار وجاء ذلك وسط تقارير تفيد بأن شركة مملوكة لترامب تخطط للاستثمار في مجال العملات المشفرة، ما قد يفتح آفاقًا جديدة لهذا السوق.
تأثير السياسة الأمريكية على الأسواق
التعيينات الوزارية والشكوك المحيطة
أدى الإعلان عن تعيينات جديدة في إدارة ترامب، بما في ذلك اختيار مرشحين مثيرين للجدل مثل هوارد لوتنيك، إلى زعزعة ثقة المستثمرين. فبينما تعزز بعض الأسماء التوقعات بسياسات مالية توسعية، أثارت أخرى مخاوف بسبب قلة الخبرة، مما ألقى بظلاله على استقرار الأسواق.
التوقعات بشأن سياسات الفيدرالي
تراجع التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ساهم أيضًا في تقليص الدعم للدولار. أشار رئيس الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يظهر إشارات تدفع لتسريع خفض الفائدة، مما يعكس التزام البنك بسياسة نقدية متأنية.
عوامل الضغط على الدولار
- التوترات الجيوسياسية: التصعيد الروسي الأوكراني يضيف ضغوطًا إضافية على الأسواق العالمية.
- التعيينات الوزارية المثيرة للجدل: تأثيرها على ثقة المستثمرين والسياسات الاقتصادية القادمة.
بحسب محللي دي.بي.إس، فإن الدعم الذي شهده الدولار قد يواجه تحديات متزايدة في ظل تباطؤ السياسات النقدية الأمريكية. ويتوقع أن يركز المستثمرون بشكل أكبر على البيانات الاقتصادية القادمة لتحديد اتجاهات الأسواق.
الخلاصة : يشير التراجع الأخير للدولار إلى أن الأسواق أصبحت أكثر حذرًا بعد الزخم القوي الذي شهدته العملة في أعقاب فوز ترامب ومع استمرار التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، تظل آفاق الدولار مرهونة بتطورات السياسات النقدية الأمريكية والأحداث الجيوسياسية. في ظل هذا المشهد المتغير، يبقى على المستثمرين مراقبة البيانات الاقتصادية والتطورات السياسية عن كثب لاتخاذ قرارات مدروسة.