الدولار يقفز لأعلى مستوى في 11 أسبوعاً مدعوماً باحتمالات فوز ترامب وسياسات نقدية عالمية
شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً في تعاملات الجمعة، حيث يقترب من تسجيل مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي جاء هذا الارتفاع مدعوماً بالسياسات النقدية للبنك المركزي الأوروبي، والتوقعات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى دعم الدولار.
بالإضافة إلى ذلك، أثرت احتمالات فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة على أسواق العملات بشكل كبير.
أداء مؤشر الدولار وأثره على الأسواق المالية
أداء اليورو في ظل تراجع الدولار
منذ بداية الأسبوع، انخفض اليورو بنسبة تقارب 1%، ليكسر حاجز المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم. ووصل اليورو إلى مستوى 1.0828 دولار في التعاملات المبكرة في آسيا يوم الجمعة. هذا التراجع جاء بعد صدور بيانات أمريكية قوية، خاصة في مبيعات التجزئة التي فاقت التوقعات.
سياسة البنك المركزي الأوروبي وتأثيرها
أعلن البنك المركزي الأوروبي عن خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما ساهم في الضغط على اليورو. وتشير مصادر مطلعة إلى أن البنك قد يواصل خفض أسعار الفائدة مجدداً في ديسمبر المقبل إذا لم تشهد البيانات الاقتصادية تحسناً ملحوظاً.
"تداولات ترامب" وتأثيرها على الأسواق
أحد العوامل الرئيسية التي دعمت الدولار كان ما يسمى بـ "تداولات ترامب"، حيث تأثرت الأسواق بزيادة احتمالات فوز ترامب في الانتخابات. سياساته الاقتصادية، التي تركز على الحماية الجمركية ورفع الضرائب، قد تساهم في الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول.
اقرأ أيضاً : ارتفاع تاريخي لأونصة الذهب مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية
أداء الدولار الأسترالي والنيوزيلندي
لم يكن الدولار الأسترالي بعيداً عن تأثيرات السوق، حيث استقر عند 0.6697 دولار، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.8% خلال الأسبوع. يُذكر أن الدولار الأسترالي يتأثر بشكل كبير بالتوقعات الاقتصادية للصين نظراً لاعتماد أستراليا على تصدير السلع الأولية وفي نفس السياق، تراجع الدولار النيوزيلندي أيضاً بنسبة 0.8% خلال الأسبوع، ليستقر عند 0.6055 دولار في التعاملات الآسيوية.
أداء الجنيه الإسترليني
شهد الجنيه الإسترليني بعض الانتعاش خلال الليل، حيث عاد إلى مستوى 1.30 دولار، لكنه لا يزال يتجه نحو تسجيل خسائر أسبوعية. جاء هذا التراجع بعد بيانات التضخم البريطاني التي كانت أقل من المتوقع، مما عزز التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يقوم بخفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام.
أداء مؤشر الدولار
وصل مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له في شهرين ونصف عند 103.76 يوم الخميس، محققاً ارتفاعاً بنسبة 0.8% خلال هذا الأسبوع ويعكس هذا الأداء القوي ثقة المستثمرين في قوة الاقتصاد الأمريكي واستمرارية دعم السياسات النقدية.
الحيازات الأجنبية من السندات الأمريكية
أظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية أن الحيازات الأجنبية من سندات الخزانة الأمريكية ارتفعت للشهر الرابع على التوالي، لتصل إلى مستوى قياسي قدره 8.5 تريليون دولار في أغسطس. كانت جزر كايمان وفرنسا من بين الدول التي عززت حيازاتها من هذه السندات، ما يعكس الثقة في الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.
يبدو أن الدولار الأمريكي يواصل تسجيل مكاسب قوية مدعوماً بعوامل اقتصادية وسياسية متعددة. مع استمرار تراجع اليورو والجنيه الإسترليني، وتعزز توقعات خفض أسعار الفائدة في أوروبا وبريطانيا، من المرجح أن يظل الدولار في موقع قوة خلال الأسابيع المقبلة.