الدولار الأمريكي يواصل سلسلة مكاسبه مسجلاً أعلى مستوياته خلال شهرين

يواصل الدولار الأمريكي سلسلة مكاسبه التي بدأها منذ نهاية الشهر الماضي، مسجلاً أعلى مستوياته خلال شهرين، حيث يتلقى دعماً قوياً من البيانات الاقتصادية الأخيرة والتوقعات بتغيير في سياسة أسعار الفائدة الأمريكية.

أداء مؤشر الدولار الأمريكي

ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.33% ليصل إلى 103.14 نقطة هذا المستوى هو الأعلى الذي يسجله منذ شهر أغسطس، أي أكثر من شهرين. يُعزى هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى البيانات الاقتصادية الإيجابية الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي والتي تعزز من قوة الدولار في أسواق العملات العالمية.

البيانات الاقتصادية ودورها في دعم الدولار

استمر الدولار في الحصول على الدعم بفضل البيانات الاقتصادية الأخيرة التي أظهرت تباطؤاً أقل من المتوقع في معدلات التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر. هذه البيانات عززت التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل.

 

وفقاً لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية "فيد ووتش" التابعة لمجموعة CME، فإن هناك احتمالية تصل إلى 86% بأن يقوم البنك بخفض الفائدة، بينما يعتقد نحو 14% أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع نوفمبر.

 

اقرأ أيضاً : أسعار النفط تواصل التراجع مع تخفيف المخاوف بشأن التوترات في الشرق الأوسط

تأثير أسعار الفائدة على الدولار

عادة ما تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى دعم العملة الوطنية، وهو ما يعزز من ارتفاع الدولار الأمريكي. التوقعات الجديدة بشأن اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) دفعت الأسواق للتخلي عن فكرة خفض كبير للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما ساهم في تعزيز قوة الدولار بشكل أكبر.

ضعف اليورو وتأثيره على الدولار

إلى جانب الدعم الداخلي الذي يحظى به الدولار، استفاد أيضاً من تراجع العملات الرئيسية الأخرى. فقد انخفض اليورو أمام الدولار ليصل إلى مستوى 1.0885 دولار، وذلك قبيل قرار متوقع من البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية يوم الخميس. هذه التوقعات تأتي في ظل حالة من التشاؤم بشأن أداء الاقتصاد الألماني، الذي يُعتبر أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

تراجع الين الياباني مقابل الدولار

من ناحية أخرى، شهد الين الياباني انخفاضاً ملحوظاً في السوق الآسيوية مقابل سلة من العملات، ليواصل خسائره لليوم الثالث على التوالي أمام الدولار الأمريكي. اقتربت قيمة الين من أدنى مستوى لها خلال شهرين ونصف، حيث يتم تداوله بالقرب من حاجز 150 ين لكل دولار. هذا التراجع جاء نتيجة تجدد المخاوف بشأن الفارق الكبير بين أسعار الفائدة في اليابان والولايات المتحدة.

 

خلال التداولات، ارتفع الدولار أمام الين بنسبة أقل من 0.1% ليصل إلى 149.84 ين، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 149.75 ين، مع تسجيل أدنى مستوى عند 149.44 ين. في الوقت ذاته، خسر الين الياباني 0.45% أمام الدولار يوم الاثنين، مسجلاً أدنى مستوى له خلال شهرين ونصف عند 149.98 ين، وذلك بسبب الارتفاع المستمر في عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.

التوقعات المستقبلية

في ظل استمرار البيانات الاقتصادية الإيجابية في الولايات المتحدة والتوقعات بقرارات داعمة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، يبدو أن الدولار الأمريكي سيواصل أدائه القوي على المدى القريب. إلا أن السوق ستظل تراقب عن كثب أي تطورات جديدة في السياسة النقدية الأمريكية وأداء الاقتصاديات العالمية الأخرى، خاصة منطقة اليورو واليابان، التي تلعب دوراً هاماً في تحديد حركة الدولار أمام العملات الرئيسية.

تم التحديث في: الثلاثاء, 15 تشرين الأول 2024 10:21
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول