الدولار الأمريكي قرب قاع 7 أشهر مع زيادة رهانات خفض الفائدة الأميركية

انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في سبعة أشهر تقريبا مقابل سلة من العملات خلال تعاملات الأمس الاثنين، وسط عمليات بيع حادة مقابل اليورو والين الياباني.

جاء ذلك بعد أن أججت بيانات اقتصادية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مخاوف من حدوث ركود اقتصادي وزيادة الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بوتيرة أكبر من المتوقع.

 

ربما يشكل انخفاض الأسواق العالمية أمراً إيجابياً للبنوك المركزية الآسيوية إذا منحها ضعف الدولار الأميركي المتواصل مجالاً لتيسير السياسة النقدية.

بلغت العملات الآسيوية أعلى مستوياتها خلال 5 شهور مقابل الدولار الأميركي الأسبوع الجاري، وسط تحولات كبيرة في الأسواق العالمية بسبب مجموعة مخاوف على رأسها القلق من بطء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الشديد في تيسير السياسة النقدية. وتصدر الريـنغت الماليزي موجة الصعود في الأسواق الناشئة أمس، يليه اليوان الصيني الذي عانى لمدة طويلة. فيما تراجع مؤشر بلومبرغ للعملات الآسيوية قليلاً اليوم.

كان ضعف سعر صرف العملات المحلية أحد الأسباب التي جعلت البنوك المركزية، بما فيها في الصين وكوريا الجنوبية، تتحفظ على خفض أسعار الفائدة، رغم أن الضغوط السعرية في كافة أنحاء الأسواق الناشئة في آسيا كانت أقل بشكل ملحوظ من تلك الموجودة في غالبية الاقتصادات المتقدمة الكبرى.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات أخرى، 0.7%إلى 102.39 بعد أن تراجع إلى 102.15 وهو أدنى مستوى له منذ 12 يناير /كانون الثاني ليعاود التداول اليوم الثلاثاء حول مستويات 102.71

وارتفع اليورو إلى 1.0943 دولار بعد أن صعد إلى 1.1009 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الثاني من يناير /كانون الثاني وانخفض الدولار مقابل الين إلى 141.71 قرب أدنى مستوى خلال العام ليعاود التداول اليوم حول مستويات 145.67 

وأدت بيانات الوظائف الأميركية التي جاءت أضعف من المتوقع، إلى جانب تقارير الأرباح الضعيفة من شركات التكنولوجيا الكبرى والمخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد الصيني، إلى موجة بيع عالمية في أسواق الأسهم والنفط والعملات ذات العائد المرتفع خلال الأسبوع الماضي مع بحث المستثمرين عن الأمان في النقد.


في الوقت نفسه، أدت عوائد سندات الخزانة الأميركية المرتفعة إلى تثبيط الصناديق العالمية عن الاستثمار في آسيا. وربما يتغير كل هذا مع تصاعد الرهانات على تخفيض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة، ما يجعل الميزان يميل لصالح المنطقة.


عزز المستثمرون الرهانات على حدوث تحول في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو خفض أسعار الفائدة بعد اجتماعه الأربعاء الماضي وأشار رئيس البنك المركزي الأميركي، جيروم باول، إلى أن خيار خفض الفائدة خلال سبتمبر المقبل ربما يكون مطروحاً للنقاش، وهو ما أعقبه صدور بيانات ضعيفة لسوق العمل الجمعة الماضية.

تتوقع سوق عقود المقايضات خفضاً لسعر فائدة بمقدار 50 نقطة أساس تقريباً من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في سبتمبر المقبل، بينما تكشف بيانات جمعتها بلومبرغ أن توقعات تخفيض أسعار الفائدة الأساسية خلال الأشهر المقبلة تصاعدت في كوريا الجنوبية وتايلندا وماليزيا.

وارتفع الفرنك السويسري عند 0.8431 للدولار وجاءت التداولات على الفرنك عند أعلى مستوى له منذ سبعة أشهر ليعاود التداول اليوم حول مستويات 0.85507

الين الياباني

تراجعت قيمة العملة اليابانية مقابل نظيرتها الأمريكية خلال تعاملات الثلاثاء، بعد سلسلة من المكاسب استمرت 5 أيام بعد قرار المصرف المركزي برفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع، ومع هدوء مخاوف المستثمرين تجاه سوق الأوراق المالية.

وزادت العملة الأمريكية مقابل اليابانية بنسبة 1.28% أو ما يعادل 1.84 ين إلى 146.01 ين في تمام الساعة 08:45 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة، بعدما لامست 143.63 ين خلال تعاملات اليوم.

وجاء ذلك بعدما ارتفعت قيمة الين على مدار الأيام الخمسة الماضية، وخاصة أمس الإثنين مع إقبال المستثمرين على عملات الملاذ الآمن في ظل موجة البيع الحادة التي شهدتها الأسواق العالمية إثر مخاوف تباطؤ الاقتصاد الأمريكي نتيجة التشديد النقدي.

وساعد على هذا الارتفاع الأخير في قيمة الين، رفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 0.25% من نطاق صفر و0.10% الأسبوع الماضي، تزامناً مع تصاعد توقعات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي للفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل.

الأمر الذي من شأنه تهدئة الضغوط التي كانت تواجه الين في ظل اتباع بنك اليابان سياسة نقدية شديدة التيسير، واتساع الفارق بين تكاليف الاقتراض في اليابان والاقتصادات الأخرى.

المؤشرات 

وعند إغلاق التداولات، انخفض "داو جونز" بنسبة 2.60% أو 1033 نقطة عند 38703 نقاط، ليسجل المؤشر الصناعي أسوأ أداء يومي منذ خسارة 1276 نقطة في جلسة 13 سبتمبر 2022.
 

فيما تراجع "إس آند بي 500" بنسبة 3% أو 160 نقطة عند 5186 نقطة، وهبط "ناسداك" بنسبة 3.45% أو 576 نقطة عند 16200 نقطة.
 

وبالنظر للأسواق الأوروبية، هبط مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 2.15% عند 487 نقطة، وهو أدنى مستوى للمؤشر الأوروبي منذ نهاية جلسة 14 فبراير (485.24 نقطة).

 

وتراجع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 1.8% عند 17339 نقطة، فيما انخفض "فوتسي 100" البريطاني بأكثر من 2% عند 8008 نقاط، وخسر "كاك 40" الفرنسي نحو 1.4% ليغلق عند 7148 نقطة.
 

وفي اليابان، هبط مؤشر "نيكي" بنسبة 12.4% أو ما يعادل 4451 نقطة إلى 31458 نقطة، وتعد هذه أعلى خسارة يومية في تاريخه من حيث النقاط، وفقد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 12.25% أو ما يعادل 310 نقاط، لينهي التعاملات عند 2227 نقطة.

 
تم التحديث في: الثلاثاء, 06 آب 2024 10:23
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول