انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي متأثرًا بنتائج استطلاعات الرأي للانتخابات الأمريكية
سجل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضًا كبيرًا يوم الإثنين، متأثرًا بنتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي أضعفت توقعات الفوز الواضح للمرشح الجمهوري دونالد ترامب ومع بقاء السوق الأمريكية مغلقة بسبب عطلة في اليابان، ارتفعت العقود الآجلة للسندات الأمريكية بنسبة ملحوظة، في حين تراجع الدولار أمام أغلب العملات الرئيسية.
وشهد البيزو المكسيكي ارتفاعًا بنحو 1%، ليتصدر مكاسب عملات الأسواق الناشئة، مما يعكس تحولاً في النظرة المتفائلة سابقًا بشأن احتمالات فوز ترامب.
تأثير استطلاعات الرأي على الأسواق المالية
أظهرت نتائج الاستطلاعات الأخيرة تقدماً طفيفاً للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في بعض الولايات المتأرجحة، مما أدى إلى تقليص رهانات الأسواق على استمرار صعود الدولار في حال فوز ترامب.
وقد أبرز المحلل "توني سيكامور" من "آي جي ماركتس" في تقريره أن الأسواق بدأت في مراجعة توقعات فوز الجمهوريين، حيث انخفضت فرص سيطرة الحزب الجمهوري إلى 42%، مما دفع المتداولين إلى تخفيض ما يُعرف بـ"علاوة ترامب" على الدولار.
أداء الدولار مقابل العملات العالمية
تراجع الدولار أمام جميع عملات مجموعة العشر حيث تراجعت عقود مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% إلى 103.7 نقطة.، وارتفعت الكرونة النرويجية واليورو بأكثر من 0.5%، كما شهدت العملات الآسيوية مكاسب أيضًا.
إذ ارتفع الين الياباني بنسبة 0.7% واليوان الصيني بنسبة 0.3% في التداولات الخارجية ويعكس هذا الأداء قلق المستثمرين من عدم اليقين حول الفائز النهائي في الانتخابات الأمريكية، مما أضاف المزيد من الضغوط على الدولار الأمريكي.
الين الياباني
سجل الين الياباني مكاسب قوية في السوق الآسيوية، حيث وصل إلى أعلى مستوى له في أسبوعين أمام الدولار الأمريكي، مبتعدًا عن أدنى مستوى له خلال الثلاثة أشهر الماضية.
جاء هذا الصعود مدفوعًا بزيادة الإقبال على الشراء من مستويات منخفضة، بالتزامن مع ازدياد الشكوك حول احتمالية فوز ترامب في الانتخابات ويُعتبر هذا الأداء إشارة إلى تحول المتداولين نحو الأصول الآمنة مع اقتراب موعد الانتخابات.
سعر صرف الين الياباني
تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.9% ليصل إلى 151.59 ين، وهو أدنى مستوى منذ أواخر أكتوبر. وجاء هذا التراجع بعد أن أغلق تعاملات الجمعة عند 152.92 ين. وقد استمر الين الياباني في تحقيق مكاسب أسبوعية نتيجة تزايد المخاوف من الفجوة المتزايدة في العوائد طويلة الأجل بين اليابان والولايات المتحدة.
الانتخابات الأمريكية
تأثرت الأسواق المالية بتقلبات كبيرة مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية. وأظهرت استطلاعات "دي موين ريجستر" في ولاية أيوا تقدمًا طفيفًا للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بفارق ثلاث نقاط مئوية على ترامب، مما يرفع احتمالات أدائها الجيد في الولايات الحاسمة مثل ويسكونسن.
ورغم هذا التقدم، ما زالت بعض الاستطلاعات تشير إلى تقارب النتائج بين المرشحين، ما يعزز حالة عدم اليقين التي تدفع المتداولين نحو الأصول الآمنة.
وصرّح "بيتر دراغيسيفيتش"، المحلل الاستراتيجي في "كورباي"، بأن الأسواق قد تشهد ردود فعل متباينة بناءً على نتائج الانتخابات؛ إذ يُتوقع أن يدعم فوز ترامب الدولار بفضل سياسته المؤيدة للأعمال، بينما قد يؤثر فوز هاريس سلبًا على العملة الأمريكية.
التوقعات المستقبلية للفائدة الأمريكية
تتجه الأنظار نحو اجتماعات البنوك المركزية المرتقبة هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس ويشير محللو "ANZ" إلى أن البيانات الاقتصادية الحالية لا تدعم الحاجة الملحة لتخفيض الفائدة، إلا أن حالة عدم اليقين المرتبطة بالانتخابات والسياسات المالية المحتملة بعد الانتخابات قد تدعم اتخاذ موقف حذر من قبل البنك المركزي.
كما يُتوقع أن يخفض بنك إنجلترا أيضًا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل. ويأتي ذلك في وقت شهد فيه الجنيه الإسترليني ارتفاعًا بنسبة 0.4% مقابل الدولار ليصل إلى 1.2971 دولار، مستفيدًا من ضعف الدولار وتراجع الرهانات على فوز ترامب.
خاتمة : يواجه الدولار الأمريكي تحديات متعددة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وتزايد حالة عدم اليقين السياسي. وبينما تواصل الأسواق مراقبة استطلاعات الرأي وتوقعات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، يبدو أن عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني ستبقى محل اهتمام المستثمرين في حال تزايد التقلبات.