تراجع جماعي للعملات المشفرة .. والبيتكوين تتداول حول أدنى مستوى لها منذ أربعة أشهر

تشهد أسواق العملات المشفرة موجة تراجعات حادة بقيادة بيتكوين، حيث فقدت العملة الرقمية الأكبر عالميًا جزءًا كبيرًا من قيمتها وسط عزوف المستثمرين عن المخاطرة. يأتي هذا التراجع في ظل اختراق أمني ضخم وتأثيرات اقتصادية عالمية متزايدة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل السوق الرقمية.

شهدت أسواق العملات المشفرة موجة هبوط جماعي خلال تعاملات اليوم الخميس 27 فبراير 2025، متأثرة بتراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين في ظل تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي على الصعيد العالمي.

وكان على رأس المتراجعين عملة بيتكوين، التي تراجعت بشكل حاد نتيجة تداعيات اختراق منصة "بايبت"، والذي تسبب في سرقة 1.5 مليار دولار من الإيثيريوم، مما أدى إلى تصاعد المخاوف من مخاطر الأمن السيبراني في سوق العملات الرقمية.

أداء البيتكوين اليوم

سجلت البيتكوين، العملة المشفرة الأكبر عالميًا من حيث القيمة السوقية، ولامست أدنى مستوياتها خلال العام عند 82,100 دولار، قبل أن تتعافى بشكل طفيف إلى 86,217 دولارًا في تمام الساعة 10:00 صباحًا بتوقيت تركيا.

ورغم هذا الهبوط، لا تزال بيتكوين تهيمن على حوالي 60% من إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة.

أما الإيثيريوم، ثاني أكبر العملات المشفرة، فقد تراجع بنسبة 6.10% ليصل إلى 2,348 دولارًا، في حين انخفضت الريبل بنسبة 3.40% إلى 2.2224 دولار. كما انخفضت القيمة السوقية الإجمالية لبيتكوين إلى نحو 1.70 تريليون دولار، مما يعكس استمرار الضغوط البيعية على العملة.

أداء العملات المشفرة الأخرى

• بينانس كوين (BNB): انخفض بنسبة 0.95% إلى 617.70 دولار.

• كاردانو (ADA): تراجع بنسبة 1.90% إلى 0.6693 دولار.

• دوجكوين (DOGE): هبط بنسبة 0.53% ليصل إلى 0.2091 دولار.

• سولانا (SOL): بلغ سعرها 142.12 دولار.

• شيبا إينو (SHIB): استقر عند 0.00001469 دولار.

تدفقات نقدية خارجة من صناديق البيتكوين

تعرضت صناديق البيتكوين المتداولة لضغوط بيع مكثفة، حيث سحب المستثمرون أكثر من مليار دولار يوم الثلاثاء، مسجلين أكبر تدفقات خارجة يومية منذ إطلاق هذه الصناديق قبل عام. وكان أكبر المتأثرين هو صندوق "فيديليتي وايز أوريجين بيتكوين" (FBTC)، يليه "آي شيرز بيتكوين تراست" (IBIT).

وعلى مدار ست جلسات متتالية، خسرت هذه الصناديق ما يقرب من 2.1 مليار دولار من الأصول المستثمرة، في ظل تزايد تجنب المستثمرين للأصول ذات المخاطر العالية.

من المرجح أيضاً أن الانخفاض الأخير في الأسعار عائد بشكل جزئي إلى تراجع الطلب على صناديق "بتكوين" المتداولة في البورصة وكمجموعة، شهدت الصناديق المتداولة خروجاً للأموال منها بقيمة 2.1 مليار دولار على مدار الأيام الستة الماضية.

ونقلت "بلومبرغ" بأن المستثمرين سحبوا أكثر من مليار دولار من هذه الصناديق يوم الثلاثاء فقط، وهو أكبر تدفق للأموال إلى خارج هذه الصناديق منذ ظهورها في يناير من العام الماضي.

قاد الصندوق المتداول التابع لشركة "فيديليتي وايز أوريجين" (FBTC) هذه التدفقات، يليه صندوق "آي شيرز بتكوين تراست" التابع لشركة "بلاك روك" (IBIT). كما شهدت مجموعة صناديق الاستثمار المتداولة التي تحتفظ بعملة "إيثريوم" بشكل مباشر، تدفقات خارجة بدرجة أقل بلغت 130 مليون دولار.

بالتزامن مع ذلك، أفادت بيانات "ديري بيت" أكبر بورصة لعقود خيارات العملات المشفرة، بأن عدد عقود خيارات البيع التي تنفذ عند وصول سعر "بتكوين" إلى 70 ألف دولار سجل ثاني أعلى نسبة بين جميع العقود التي تنتهي في 28 فبراير، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ".

تحليل السوق وآراء الخبراء

يرى المحللون أن الأسواق تشهد اضطرابًا متزايدًا بسبب المخاوف الاقتصادية والسياسات النقدية المتبعة. وأشار جيمس كوستولياس، رئيس خدمات التداول في "تشارلز شواب"، إلى أن هناك مخاوف متنامية بشأن احتمالية تشكيل "فقاعة" في السوق، ومع ذلك، لا يزال هناك تفاؤل بين بعض المضاربين بشأن احتمالات التعافي.

من جانبه، أكد سوليتا مارسيلي، كبير مسؤولي الاستثمار في الأميركتين لدى "يو بي إس لإدارة الثروات العالمية"، أن تقلبات السوق قد تستمر في المستقبل القريب، خاصة مع متابعة المستثمرين للسياسات الاقتصادية الأمريكية. ومع ذلك، يرى مارسيلي أن الأسواق قد تعيد تركيزها على الأساسيات المالية، مما قد يدعم تعافي الأسهم في المستقبل.

التوقعات المستقبلية لسوق العملات المشفرة

مع استمرار الضغوط الاقتصادية العالمية، يبقى سوق العملات المشفرة عرضة لمزيد من التقلبات، لا سيما مع ترقب قرارات البنوك المركزية والتوجهات الاقتصادية في الولايات المتحدة. وتشير التحليلات إلى أن تعافي العملات المشفرة مرهون بمدى استقرار الأسواق المالية وتقليل المخاطر المتعلقة بالاختراقات الأمنية.

وبينما تستقر بيتكوين حاليًا دون مستوى 85,000 دولار، بعد أن سجلت ذروة قياسية عند 110,000 دولار في وقت سابق من هذا العام، يتساءل المستثمرون عما إذا كانت العملات المشفرة ستشهد موجة انتعاش جديدة أم ستواصل اتجاهها الهبوطي في ظل التحديات الراهنة.