ارتفعت أسعار العملات المشفرة خلال تعاملات الخميس، بدعم من قرار الاحتياطي الفيدرالي بإجراء خفض كبير للفائدة، وإشارته إلى اكتساب صناع السياسة النقدية مزيداً من الثقة بشأن احتواء التضخم.
وسجل سعر عملة "بتكوين" أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بالتزامن مع ارتفاع العقود المستقبلية للأسهم الأميركية، وذلك عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، والذي انعكس بدوره على الأسواق.
ارتفعت القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى 2.150 تريليون دولار، بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة 50 نقطة أساس في أكبر تحول للسياسة النقدية الأميركي منذ 4 سنوات.
وتمثل الدفعة الجديدة للعملات المشفرة ارتفاعاً بنسبة 3.44%، بحسب بيانات "Coin Market Cap"، والتي اطلعت عليها "العربية Business".
وحققت عملة "بيتكوين" ارتفاعاً بنسبة 3.26% حتى الساعات المبكرة من صباح اليوم الخميس، لترتفع إلى مستوى 62000 دولار، بعدما لامست مستوى 63000 دولار في وقتٍ سابق من مساء الأربعاء.
وكانت عملة "سولانا" أكبر العملات المشفرة ارتفاعاً خلال الـ 24 ساعة الماضية، ضمن قائمة أكبر 10 عملات مشفرة من حيث القيمة السوقية، حيث زادت بنسبة 3.34% إلى مستوى 135.79 دولار، بينما تراوحت الارتفاعات في باقي العملات المشفرة الكبرى بين 0.5% و3.34%.
خفض البنك المركزي الأميركي تكاليف الاقتراض بمقدار 50 نقطة أساس، وهو أول خفض منذ أكثر من أربعة أعوام. مع ذلك، كان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حذراً في تجنب الالتزام بوتيرة خفض مماثلة في المستقبل، وأكد أن أي خطوات مستقبلية ستستند إلى البيانات الاقتصادية. وهذا النهج الحذر أدى إلى تهدئة ردود الفعل في الأسواق الأميركية خلال ساعات التداول يوم الأربعاء.
في هذا السياق، قالت كارولين مورون، الشريكة المؤسسة لشركة "أوربت ماركتس" (Orbit Markets) المتخصصة في توفير السيولة لتداول مشتقات الأصول الرقمية، إن "البداية القوية لدورة التيسير النقدي تُعد أخباراً جيدة للأصول ذات المخاطر العالية مثل بتكوين. فقد استغرقت السوق بضع ساعات لاستيعاب الصورة الكاملة، والتصرف وفق التوقعات المحسنة".
قبل اجتماع الفيدرالي، كانت الآراء متباينة بشأن ما إذا كان المسؤولون سيختارون خفضاً بمقدار ربع أو نصف نقطة مئوية وفي الوقت الذي يحاول فيه باول وزملاؤه الحفاظ على قوة الاقتصاد الأميركي، يتزايد التوازن بين المخاطر المرتبطة بسوق العمل والتضخم.
من جانبه، أشار ديفيد لوانت، رئيس الأبحاث في "فالكون إكس" (FalconX)، إلى أن "التركيز سيتحول بسرعة إلى حجم ومدى هذه الدورة. والعامل الرئيسي الذي يجب مراقبته من الآن فصاعداً هو مسار النشاط الاقتصادي".
وفي الآونة الأخيرة، ازدادت العلاقة بين العملات المشفرة والاستثمارات التقليدية مثل الأسهم، مما يشير إلى أن المتغيرات الاقتصادية الكلية تؤثر بشكل متزايد على أسواق الأصول الرقمية، وفقاً لما ذكره لوانت.
في الوقت نفسه، استقر مؤشر الدولار، فيما تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، وهو ما قد يعكس إشارة باول الحذرة بشأن حجم التيسير النقدي المستقبلي.
وكتب كريس ويستون، رئيس الأبحاث في "بيبرستون غروب" (Pepperstone Group)، في مذكرة: "ما زالت طريقة استجابة الفيدرالي المستقبلية غير واضحة، حيث يواصل السير في مسار غير محدد".
اقرأ أيضاً : استقرار الدولار الأمريكي بعد التقلبات التي تعرض لها عقب تخفيض الفدرالي للفائدة
وتوقع العديد من المستشارين الماليين، استفادة الأصول الخطرة من قرار الفيدرالي الأخير بخفض الفائدة، وعلى رأسها العملات المشفرة والشركات الصغيرة.
وقررت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أمس الأربعاء خفض نطاق سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس إلى ما يتراوح بين 4.75% و5%، في خطوة هي الأولى من نوعها للتيسير النقدي منذ أكثر من 4 سنوات.