الشركة التي تدير وتحكم العالم سراً وهي ثالث أكبر اقتصاد في العالم
الصين وأمريكا هما أغنى دولتَين في العالم، فماذا عن الدولة الثالثة؟ ربما تكون دولة أوروبية أو آسيوية، لكن ثالث أغنى دولة ليست كذلك بالفعل، في الواقع ليست دولة من الأساس، بل شركة، ولو كانت دولة لاحتلت المرتبة الثالثة عالميًّا هي :
من هي شركة بلاك روك Black Rock
شركة بلاك روك BlackRock هي شركة حديثة لم يتجاوز عمرها 35 عامًا، تأسست عام 1988، ويقع مقرّها في نيويورك، وتمَّ تأسيسها بواسطة روب كابيتو، وهو رئيس الشركة، و“لاري فينك”، يهودي الأصل الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة وكان سببًا رئيسيًّا في الأزمة المالية العالمية عام 2008، فقد ابتكر نظامًا خلفيًّا أدّى إلى انهيار الأسواق المالية.
- هي أكبر شركة لإدارة الأصول والاستثمار في العالم، حيث تبلغ الأصول الخاضعة للإدارة 10 تريليون أمريكي وهو رقم يعادل ميزانية قارّة بأكملها، وتتوقع الشركة نمو سوق الصناديق المتداولة في البورصة بأكثر من الضعف بحلول نهاية عام 2023، ليبلغ 12 تريليون دولار.
- لا توجد حدود لمجالات استثمارات وأصول الشركات التي تمتلكها وهي من كبار المساهمين قطاعات الطيران، النفط، شركات التعدين، صناعة الصلب، الطاقة المتجددة، التبغ، مواقع التجارة الإلكترونية، صناعات السيارات والسلاح وكبار شركات التأمين وسوق الأدوية في الولايات المتحدة، وحصص كبيرة في كوكاكولا وبيبسي كولا وتسلا وايرباص وبوينغ وتعتبر من كبار المساهمين في آبل، فيسبوك، مايكروسوفت وأمازون. وتمتلك حصصا مؤثرة في "سي إن إن"، "نيويورك تايمز"، "سي بي إس"، "فوكس نيوز" و"إن بي سي".
كيف تجني بلاك روك Black Rock أموالها؟
في عام 2010، حصلت “بلاك روك” على لقب المؤسسة المالية الأكثر نفوذًا في العالم، وفي عام 2014 كانت هذه الشركة تدير أصولًا بـ 5 تريليونات دولار، ما جعلها أكبر مدير للأصول في العالم، وعلى سبيل المقارنة كان لدى البنك الصناعي والتجاري الصيني “ICBC”، أكبر بنك في العالم، أصول بقيمة 3 تريليونات دولار فقط في ذلك الوقت.
تقدم الشركة مجموعة متنوعة من الصناديق والمحافظ الاستثمارية التي تستثمَر في أدوات مثل الأسهم وأدوات سوق المال والدخل الثابت، ويتطلع العملاء إلى “بلاك روك” للوصول إلى الصناديق المشتركة، والاستثمارات التي تركز على الأهداف المتعلقة بدخل التقاعد ومدخرات الكلية، والصناديق المتداولة في البورصة.
ما يقارب الـ 60% من إجمالي أصولها الخاضعة للإدارة مخصصة للمستثمرين المؤسّسين، ومعظمها منتجات مرتبطة بأسواق الأوراق المالية، ليكون مجموع ما تشرف عليه
وتديره الشركة من أصول يعادل 10 تريليونات دولار، اعتبارًا من 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021، وما زالت في ارتفاع مستمر، حيث تتوقع الشركة نمو سوق الصناديق المتداولة
في البورصة بأكثر من الضعف بحلول نهاية عام 2023، ليبلغ 12 تريليون دولار.
هذا الرقم أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة في العالم باستثناء الولايات المتحدة والصين، وهو رقم يعادل ميزانية قارّة بأكملها، ولو كانت دولة لكانت صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ما يجعلها أغنى شركة على الإطلاق وأكبر شركة لإدارة الاستثمار في جميع أنحاء العالم، ما دعا وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، للتساؤل في جلسة استماع في مارس/ آذار 2021: “إذا فشلت هذه الشركة، فهل من المحتمل أن يكون لذلك تأثير كبير على اقتصادنا؟”.
بصفتها شركة رئيسية مدرجة في البورصة برأسمال سوقي يبلغ حوالي 112.3 مليار دولار، توفّر “بلاك روك” خدمات الاستثمار والتكنولوجيا للعملاء من المؤسسات والأفراد في جميع أنحاء العالم، وتقدم المشورة للبنوك المركزية ووزراء المالية في العالم، ولديها اتصالات مع الكثير من رؤساء الدول، ويُستقبل رئيسها التنفيذي من رؤساء الدول الراغبين في تطوير سياستهم الاقتصادية والاستماع إلى تحليلاته.
كيف تدير بلاك روك Black Rock العالم سرًّا؟
بالبحث عمّا تملكه هذه الشركة من أصول وشركات حول العالم، نجدُ أنها في الحقيقة تملك معظم العالم، وهي من كبار المساهمين في أفضل الشركات حول العالم في قطاعات مثل الطيران والنفط وشركات التعدين ومصانع الصلب وشركات بطاقات الائتمان والتأمين، وأيضًا الطاقة المتجددة والتبغ ومواقع التجارة الإلكترونية وعمالقة السيارات ومصنّعي الأسلحة، ولها شركات كبرى في جميع أنحاء العالم.
تسيطر “بلاك روك” أيضًا بشكل كامل على سوق الأدوية في الولايات المتحدة، فقد استحوذ المستثمرون فيها على غالبية الأسهم في أكبر 3 شركات أدوية: فايزر وجونسون أن جونسون وميرك، وتجني كل عام مليارات الدولارات من استثماراتها الصيدلانية، وهذا ما يفسّر سبب أسعار الأدوية الآخذة بالارتفاع.
تملك “بلاك روك” شركات كثيرة، هذه الشركات تملك بدورها أكبر حصة في الأسهم في الشركات العملاقة مثل تسلا وماكدونالدز وكوكاكولا وبيبسي وأيرباص وبوينغ، وتعتبر من المشاركين في حركة الدمار المستعرة في الكثير من دول العالم من خلال تجارة الأسلحة.
الشركة التي تدير العالم سراً
ببساطة، توصف “بلاك روك” بأنها الشركة التي تدير العالم سرًّا بعيدًا عن أعين الصحافة والإعلام، فهي تملك حصصًا في كل شيء تقريبًا، على سبيل المثال تعتبَر من كبار المساهمين في كل من آبل وفيسبوك ومايكروسوفت وأمازون، وفي العديد من البنوك حول العالم مثل دويتشه بنك (Deutsche Bank) الذي تستحوذ على قرابة 5% من أسهمه.
لذلك إذا كنت تملك حسابًا مصرفيًّا أو تتعامل مع أي مؤسسة مالية كيفما كانت، فإن أموالك تشق طريقها بالتأكيد نحو “بلاك روك” بطريقة أو بأخرى، على سبيل المثال إذا كنت تعمل في وظيفة معينة، وخصصت جزءًا من راتبك لصندوق تقاعدك، فإن صندوق التقاعد الخاص بك يأخذ الأموال من أجل استثمارها في قطاعات أخرى لتحقيق الأرباح، وتستثمر شركات التأمين هي الأخرى أموالها في “بلاك روك”.
ليس هناك شك في أن هؤلاء الرجال موجودون في كل مكان، ومن الممكن أن نقول إنهم يحكمون العالم، وفي ظل امتلاكهم للعديد من الشراكات في مجالات الطاقة والنفط والغذاء والنقل والتمويل، هناك العديد من الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عنها حول هذه الشركة، لكن هناك شيء واحد يجب الإشارة إليه، وهو أن الشركة تتبع نهج التحكم من كلا الجانبَين.
الأصول والشركات التي تملكها بلاك روك Black Rock
رغم سيطرة الكثير من المؤسسات المالية والبنوك، مثل “جي بي مورغان” و”سيتي غروب” و”ولز فارغو”، على أموال أقل، إلا أنها تشغل حيزًا من الأخبار يتجاوز بكثير بلاك روك التي لم يسمع عنها الكثير، ويعود ذلك في جزء منه إلى امتلاكها استثمارات ضخمة في المؤسسات الإعلامية الكبرى التي يُفترض أن تبلغك بأسرارها، فهي تمتلك -مع مجموعة “فانغارد”- ما بين 10% و18% من التكتلات الإعلامية الدولية التي تمتلك منافذ إعلامية عديدة تعمل تحتها، مثل “سي إن إن” و”نيويورك تايمز” و”سي بي إس” و”فوكس نيوز” و”إن بي سي”.
كما تمتلك حصصًا كبيرة في مجموعات مثل “كامكاست سكاي” و”غراهام ميديا غروب” التي تمتلك مجلتَي “سلايت” و”فورين بوليسي”، وتملك أيضًا أسهمًا في الشبكات الاجتماعية الكبرى مثل فيسبوك وتويتر وسناب شات.
إضافة إلى، ديزني وتايم وارنر وكومكاست ونيوز كورب، مع العلم أن هذه الشركات الأربع تعتبر من ضمن الشركات الستة الكبرى التي تهيمن على نحو 90% من قطاع الإعلام في الولايات المتحدة، وبالتالي يتيح هذا النفوذ لهذه الشركة نقل أي رسالة في العالم في أي وقت تريده.