- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- ارتفاع سعر البيتكوين وسط توتر بين ترامب والفيدرالي وتزايد مشتريات مايكروستراتيجي
ارتفاع سعر البيتكوين وسط توتر بين ترامب والفيدرالي وتزايد مشتريات مايكروستراتيجي

سجّل سعر البيتكوين ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مدعومًا بعمليات شراء واسعة من شركة "مايكرواستراتيجي" التي يقودها مايكل سايلور، رغم تراجع شهية المخاطرة العالمية ويأتي هذا التحرك وسط مناخ اقتصادي مضطرب، يتأثر بالحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، وتصاعد التوترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وفي حين تمكن البيتكوين من تحقيق بعض المكاسب، شهدت معظم العملات الرقمية الأخرى تراجعات ملحوظة، ما يعكس حالة الحذر المسيطرة على الأسواق العالمية.
أداء البيتكوين اليوم
سجّلت عملة البيتكوين ارتفاعًا بنسبة 0.7% لتصل إلى 88,194.9 دولار بحلول الساعة 08:33 صباحًا بتوقيت السعودية وجاء هذا الارتفاع بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة تخللتها مناسبتا الجمعة العظيمة وعيد الفصح، حيث شهد السوق تقلبًا محدودًا في ظل انخفاض أحجام التداول.
ورغم أن المكاسب تعتبر طفيفة مقارنة بمستويات بداية العام، فإنها تأتي في وقت حساس تحيط فيه الشكوك بسوق العملات المشفرة، وتستمر فيه الضغوط السياسية والاقتصادية.
مايكرواستراتيجي تعزز رهانها على البيتكوين
أظهر إفصاح رسمي صدر يوم الاثنين أن شركة مايكرواستراتيجي المدرجة في بورصة ناسداك (رمز السهم: MSTR)، وهي أكبر شركة مالكة للبيتكوين على مستوى العالم، قامت بشراء 6,556 وحدة من البيتكوين بقيمة إجمالية تُقدّر بـ 555.8 مليون دولار.
بهذا الشراء الجديد، ارتفع إجمالي حيازات الشركة إلى 538,200 وحدة من البيتكوين، ما يعزز مكانتها كأكبر مالك مؤسسي للعملة الرقمية الأولى. وقد موّلت الشركة هذه الصفقة عبر إصدار أسهم جديدة، وهو نهج تم اعتماده في العديد من عمليات الشراء السابقة.
وتُظهر هذه الاستراتيجية استمرار رهانات مايكل سايلور، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، على البيتكوين كمخزن طويل الأجل للقيمة، رغم التقلبات الكبيرة في السوق.
على الرغم من هذا الدعم المؤسسي، لا تزال عملة البيتكوين منخفضة بنسبة 5.6% منذ بداية عام 2025، متأثرة بحالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، وعلى رأسها التوترات الناشئة من مواقف ترامب تجاه الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب مخاوف المستثمرين بشأن احتمالات تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن مايكرواستراتيجي كانت قد كشفت في وقت سابق من أبريل عن خسارة غير محققة بقيمة تقترب من 6 مليارات دولار في حيازاتها من الأصول الرقمية، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين حيال قدرة الشركة على الصمود في حال استمرار تراجع الأسعار.
أسعار العملات الرقمية الأخرى
رغم ارتفاع البيتكوين، إلا أن باقي العملات الرقمية لم تحذُ حذوه. فقد سجلت معظم الأصول الرقمية تراجعات في تداولات الثلاثاء، متأثرة بعوامل متعددة أبرزها تصاعد الحرب التجارية، وتدهور العلاقة بين ترامب والاحتياطي الفيدرالي.
أبرز تحركات العملات الرقمية
-
إيثر (Ethereum): تراجعت بنسبة 4% إلى 1,584.52 دولار.
-
الريبيلXRP: هبطت بنسبة 2.4% إلى 2.0790 دولار.
-
سولانا (SOL): انخفضت بنسبة 1%.
-
كاردانو (ADA): فقدت 2.6% من قيمتها.
-
بوليجون (MATIC): خالفت الاتجاه العام وارتفعت بنسبة 7%.
-
شيبا إينو (SHIB): تراجعت بنسبة 3.08%.
-
دوج كوين (DOGE): هبطت بنسبة 0.8%.
-
ترامب ($TRUMP): تراجعت بنسبة 0.4%.
تعكس هذه التراجعات الواسعة حالة القلق التي تهيمن على المستثمرين في السوق الرقمي، في ظل ضغوط سياسية وجيوسياسية متصاعدة.
ترامب يصعّد هجماته ضد الفيدرالي
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دائرة التأثير على السياسة الاقتصادية الأمريكية من خلال تصريحات نارية وجّه فيها انتقادات حادة إلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، داعيًا إلى خفض أسعار الفائدة "استباقيًا" لمنع تباطؤ الاقتصاد.
تهديد لاستقلالية الفيدرالي؟
أشارت تقارير صحفية إلى أن ترامب يدرس إمكانيات قانونية لعزل باول من منصبه قبل انتهاء فترة ولايته في مايو 2026، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين من إمكانية تسييس سياسات البنك المركزي.
من جانبه، أكد باول على نية الاحتياطي الفيدرالي إكمال فترة ولايته، مشيرًا إلى أنه لا توجد نية حالية لخفض الفائدة، مما يزيد من احتمالات استمرار حالة التوتر بين الطرفين.
الدولار يتداول بشكل جانبي وسط انقسام في الرهانات العالمية
افتتح مؤشر الدولار الأمريكي تداولات الثلاثاء عند 98.080 نقطة مقابل سلة من العملات الأجنبية، وسط تداولات جانبية محدودة تعكس حالة عدم اليقين المسيطرة على المستثمرين تجاه مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
ويُلاحظ في الأسواق زيادة الإقبال على شراء البيتكوين واليورو مقابل الدولار، وهو ما يشير إلى توقعات باستمرار دوران رأس المال بعيدًا عن الأصول الأمريكية نحو خيارات بديلة أكثر جاذبية في بيئة تضخمية أو ضبابية.
إشارات السوق وتوقعات المستثمرين
يعكس تزايد الإقبال على خيارات شراء البيتكوين واليورو مقابل الدولار ميلاً صعوديًا لدى المستثمرين تجاه هذه الأصول، حيث توفر عقود الشراء تعرضًا غير متماثل نحو الارتفاع، بينما يستخدم المستثمرون خيارات البيع كتحوط ضد التراجعات المحتملة.
تحليل استراتيجي :
-
مشتري خيار الشراء (Call): يعبر عن التفاؤل، ويتوقع ارتفاع سعر الأصل الأساسي.
-
مشتري خيار البيع (Put): يعبر عن التشاؤم، ويسعى للتحوط أو الربح من انخفاض الأسعار.
هذا التوجه في أسواق الخيارات يشير إلى احتمالات تزايد الرغبة في التحوط من تقلبات الدولار الأمريكي، مع توجه السيولة نحو البيتكوين، اليورو، وأصول ملاذ آمن مثل الذهب.
خلاصة: هل تستعيد البيتكوين قوتها؟
رغم الدعم المؤسسي الذي تلقته البيتكوين من "مايكرواستراتيجي"، إلا أن استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية العالمية، إلى جانب تراجع العملات البديلة، يشير إلى أن الطريق ما زال محفوفًا بالتقلبات.
ويبقى السؤال الأهم للمستثمرين:
هل سيبقى البيتكوين ملاذًا رقميًا آمنًا في ظل هذه العواصف الاقتصادية، أم أن موجة التراجع لا تزال في بدايتها؟