سعر البتكوين يتجاوز 63 ألف دولار مع توقعات خفض الفائدة وتجاهل المخاوف التنظيمية

تجاوزت عملة بتكوين حاجز الـ63 ألف دولار في التعاملات المتأخرة من يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول، مع استمرار تجاهل المستثمرين للمخاوف التنظيمية التي أثارتها لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية (SEC).

 

يأتي هذا الارتفاع في ظل توقعات متزايدة بشأن إمكانية إجراء خفض إضافي في أسعار الفائدة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، خاصة بعد صدور بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة.

البتكوين تترقب الانتخابات الأمريكية

على الرغم من الأداء الجيد للبتكوين، شهدت العملة فترة هدوء غير معتادة في الأسابيع الأخيرة، حيث قلص المضاربون نشاطهم انتظارًا لما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.


خلال 34 جلسة تداول متتالية، لم تتجاوز تقلبات البتكوين نسبة 5%، وهو ما يعادل أطول فترة استقرار شهدتها العملة خلال هذا العام، وفقًا لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

 

هذا الهدوء في الأسعار خيب آمال العديد من المستثمرين الذين عادة ما يراهنون على أداء قوي للعملة خلال شهر أكتوبر، المعروف بين مجتمع العملات الرقمية باسم "أبتوبر" بسبب الارتفاعات التاريخية التي تشهدها الأسعار في هذا الشهر.

أداء البتكوين في السوق

عند كتابة هذا التقرير، بلغ سعر البتكوين 63,045 دولارًا، بارتفاع بلغ 5.8%، وهو أعلى مكسب يومي منذ أواخر أغسطس/آب.


على صعيد الاقتصاد الأمريكي، شهد التضخم الاستهلاكي الأساسي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% في شهر سبتمبر/أيلول، في حين ارتفعت طلبات البطالة الأولية للأسبوع الثاني على التوالي، مما يزيد من احتمالية إجراء خفض إضافي في أسعار الفائدة، وهو ما يُعتبر عاملًا إيجابيًا لسعر البتكوين.

تأثير أسعار الفائدة على العملات الرقمية

تؤدي التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة إلى تعزيز الزخم الإيجابي في الأسواق المالية. فعندما تنخفض أسعار الفائدة، تتأثر قيمة الدولار الأمريكي سلبًا، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول بديلة مثل البتكوين والعملات الرقمية الأخرى. على سبيل المثال، شهدت إيثريوم ارتفاعًا بنسبة 4.07% ليصل سعرها إلى 2,455.26 دولارًا.

 

رغم الأداء القوي للبتكوين في النصف الأول من العام بارتفاع نسبته 45%، إلا أن العملة شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وكان أعلى مستوى تاريخي للبتكوين قد سُجل عند 73,738 دولارًا.

سوق العملات المشفرة والانتخابات الأمريكية

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يترقب المستثمرون تأثير النتائج المحتملة على سوق العملات المشفرة.


دونالد ترمب، المرشح الجمهوري، يُعتبر داعمًا قويًا لقطاع العملات الرقمية، حيث أطلق مؤخرًا مشروعًا في التمويل اللامركزي تحت اسم "وورلد ليبرتي فاينانشال".

 

بالمقابل، موقف كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالية، أقل وضوحًا فيما يتعلق بهذا القطاع، إذ لم تُظهر أي إشارات على تخفيف الحملة التنظيمية الصارمة التي اتبعتها إدارة الرئيس جو بايدن.

المخاوف التنظيمية: هل تؤثر على سعر البتكوين؟

في تطور تنظيمي جديد، اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية شركة Cumberland DRW، المتخصصة في التداول بالعملات الرقمية، بالعمل كوسيط غير مسجل لتداول أصول مشفرة بقيمة تتجاوز ملياري دولار.

 

يأتي ذلك بعد إجراءات مشابهة اتخذتها اللجنة ضد شركات أخرى مثل بينانس وكوين بيس وتظل بتكوين والعملات الرقمية الأخرى في مركز الاهتمام مع استمرار التقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية.


بينما يُتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة على مستقبل سوق العملات المشفرة، يبقى الأمل قائمًا بين المستثمرين بأن يدفع هذا الزخم الإيجابي الأسعار نحو مستويات قياسية جديدة.

تم التحديث في: السبت, 12 تشرين الأول 2024 09:52
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول