عملة البتكوين تتداول عند أدنى مستوى في شهر ترقباً لصدور تقرير الوظائف الأميركي
تراجعت أسعار العملات المشفرة خلال تعاملات الأربعاء، متأثرة بالأداء السلبي للأسواق المالية في آسيا، والخسائر التي تعرضت لها وول ستريت يوم أمس، وتجدد مخاوف تباطؤ أكبر اقتصادين على مستوى العالم، الصيني والأمريكي.
تهاوت عملة بتكوين إلى أدنى مستوى خلال شهر وسط تراجع واسع النطاق للاستثمارات ذات المخاطر العالية في الأسواق العالمية، نتيجة المخاوف المتعلقة بالتوقعات الاقتصادية.
انخفض أكبر الأصول الرقمية بأكثر من 4% في مرحلة ما يوم الأربعاء قبل أن تقلص بعضاً من خسائرها لتُتداول عند 56635 دولار في تمام الساعة 12:45مساءً بتوقيت سنغافورة. كما تكبدت معظم العملات المشفرة الأخرى، بما فيها إيثريوم، خسائر مماثلة.
وانخفضت البيتكوين بنسبة 2.6% إلى 56481.88 دولار في تمام الساعة 08:30 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة، بعدما لامست أدنى مستوى منذ الثامن من أغسطس الماضي عند 55.5 ألف دولار في وقت سابق من التعاملات وهبطت الإيثريوم بنسبة 3.09% إلى 2377.99 دولار، فيما تراجعت الريبل 2.29% إلى 55.25 سنت.
وجاء ذلك مع تراجع أداء الأسهم الأمريكية يوم أمس بعد العودة من عطلة أسبوعية مطولة، والأسواق الآسيوية في تعاملات اليوم، بعدما أظهرت بيانات رسمية انكماش النشاط الصناعي للولايات المتحدة للشهر الخامس على التوالي في أغسطس.
وأدى ذلك إلى تجدد مخاوف ركود أكبر اقتصادات العالم في ظل دورة التشديد النقدي الحالية، وزاد من هذه المخاوف تباطؤ نمو النشاط الخدمي بالصين، مع خفض الشركات العاملة بالقطاع للتوظيف وسط حالة من الحذر بسبب ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، حسب بيانات صدرت عن "إس آند بي جلوبال" اليوم.
ما سبب تراجع بتكوين؟
يأتي هذا التراجع وسط قلق المستثمرين من مؤشرات التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى أسوأ موجة خسائر للأسهم العالمية منذ الانهيار الذي شهدته الأسواق في 5 أغسطس. وهذا التشاؤم امتد إلى سوق العملات المشفرة، حيث يترقب المتداولون صدور تقرير الوظائف الأميركي يوم الجمعة، لمعرفة ما إذا كان هناك تباطؤ اقتصادي أعمق يلوح في الأفق.
وفي سوق الخيارات، شهدت عقود التحوط ضد انخفاض أسعار بتكوين طلباً متزايداً، خصوصاً للعقود التي تستهدف الفترة التالية لصدور بيانات الوظائف الأميركية وأيضاً لما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، بحسب شون ماكنولتي، مدير التداول في شركة "أرابيلوس ماركتس" (Arbelos Markets) المتخصصة في توفير السيولة للاستثمارات.
قال ماكنولتي: "لاحظنا اهتماماً متجدداً بشراء خيارات توفر تحوطاً ضد انخفاض سعر بتكوين إلى ما دون 55 ألف دولار بعد صدور تقرير الوظائف الأميركية". وأضاف أن المستثمرين اشتروا أيضاً عقود خيارات تستهدف سعر 35 ألف دولار وتنتهي في 29 نوفمبر.
ربما يأتي هذا التحوط ضد خسارة مرشح الحزب الجمهوري المؤيد للعملات المشفرة، دونالد ترمب، للانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، التي لم تعلن بعد موقفها من الأصول الرقمية.
ومن بين علامات الحذر الأخرى، تراجع إجمالي الفائدة المفتوحة، أو العقود القائمة، لعقود "بتكوين" المستقبلية في بورصة "سي إم إي غروب" (CME Group) إلى أدنى مستوى منذ مايو. وفي الوقت نفسه، سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الأميركية والمرتبطة بعملة "بتكوين" أطول سلسلة من التدفقات الخارجة منذ يونيو، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ".
حذر طويل الأمد
كما أشارت كاتي ستوكتون، المحللة الفنية لدى "فيرلاند ستراتيجيز" (Fairlead Strategies LLC)، في أحدث مذكرة بحثية لها، إلى تبنيها موقفاً "محايداً على المدى الطويل" تجاه "بتكوين". فيما ذكر توني سيكامور، المحلل لدى "أي جي أستراليا" (IG Australia Pty)، أن موازنة المخاطر تشير إلى احتمالية اختبار سعر العملة مستويات تتراوح بين 52 ألف إلى 50 ألف دولار.
تلاشت موجة صعود "بتكوين" هذا العام إلى حد ما بعد بلوغ العملة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 73798 دولار في مارس. وقد تشكل التوقعات الموسمية الفورية للعملة المشفرة تحدياً إذا تكررت الأنماط التاريخية. فخلال الأعوام الخمسة الممتدة حتى 2023، شهدت العملة المشفرة انخفاضاً متوسطاً في سبتمبر تجاوز 8%، وفقاً لبيانات "بلومبرغ".