الدولار الأسترالي ينخفض لأدنى مستوى في شهرين ونصف عقب صدور بيانات التضخم
شهد الدولار الأسترالي تراجعًا ملحوظًا في الأسواق الآسيوية يوم الأربعاء، حيث انخفض إلى أدنى مستوى له منذ شهرين ونصف مقابل الدولار الأمريكي، مواصلًا خسائره لليوم الرابع على التوالي يأتي هذا التراجع على خلفية انخفاض معدل التضخم في أستراليا إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، مما قلل من الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الأسترالي.
توقعات الفائدة الأسترالية
أدى تباطؤ التضخم إلى زيادة التكهنات بأن بنك الاحتياطي الأسترالي قد يلجأ إلى تخفيف سياسته النقدية عن طريق خفض أسعار الفائدة، مع احتمال بدء هذه الخطوة في اجتماعه المرتقب في ديسمبر. ينتظر المستثمرون المزيد من المؤشرات خلال الأسابيع المقبلة لتأكيد هذا التوجه.
التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأسترالية
يعتقد عدد من الاقتصاديين والمحللين أن الخطوة التالية لبنك الاحتياطي الأسترالي ستكون تخفيف السياسة النقدية عبر خفض أسعار الفائدة، إلا أن هناك انقسامًا حول توقيت اتخاذ هذه الخطوة في ظل البيانات الأخيرة، زادت الرهانات على أن يخفض البنك أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر القادم.
أداء الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي
تراجع الدولار الأسترالي يوم الأربعاء بنسبة 0.4% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 0.6537 دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى له منذ 8 أغسطس وكان قد افتتح التداول عند 0.6561 دولار أمريكي، وبلغ أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 0.6571 دولار أمريكي.
وتأتي هذه الخسائر بعد هبوط يومي بنسبة 0.35% يوم الثلاثاء، في ثالث تراجع يومي على التوالي، مدفوعًا بارتفاع العوائد طويلة الأجل في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً : أسعار الذهب تسجل مستويات قياسية مع تزايد قلق المستثمرين بشأن الانتخابات الأمريكية
التضخم في أستراليا
أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في أستراليا أن معدل التضخم السنوي لمؤشر أسعار المستهلكين تباطأ بشكل أكبر من المتوقع في سبتمبر. إذ سجل المؤشر نموًا بنسبة 2.1% فقط على أساس سنوي، وهو أقل من توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى تباطؤ بنسبة 2.3%. ويأتي هذا التراجع بعد أن كان التضخم قد سجل ارتفاعًا بنسبة 2.7% في أغسطس.
أهمية بيانات التضخم وتأثيرها على السوق
تعد بيانات التضخم في أستراليا مؤشرًا حيويًا يعكس حالة الاقتصاد ويؤثر مباشرةً على الأسواق وتحركات الدولار الأسترالي. حيث يؤدي ارتفاع الأسعار عادةً إلى دفع البنك المركزي لرفع الفائدة من أجل احتواء التضخم، مما يدعم عادةً قوة العملة. إلا أن تراجع التضخم قد يشير إلى احتمالية تيسير السياسة النقدية وخفض الفائدة.
أداء التضخم على أساس فصلي
وعلى صعيد الأداء الفصلي، تباطأ معدل نمو مؤشر أسعار المستهلكين خلال الربع الثالث من العام الجاري إلى 0.2%، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى تباطؤ بنسبة 0.3%. أما خلال الربع الثاني من العام، فقد استقر التضخم عند 1%.
كما سجل معدل التضخم الأساسي، الذي يعد مقياسًا أكثر استقرارًا لأسعار المستهلكين، تباطؤًا إلى 3.5% على أساس سنوي خلال الربع الثالث، متماشيًا مع توقعات الأسواق، وذلك بعد أن كانت القراءة السابقة قد عدلت إلى 4% للربع الثاني.
خاتمة : يتوقع أن يستمر التأثير السلبي على الدولار الأسترالي ما لم تظهر بيانات إيجابية قوية خلال الفترة المقبلة، في وقت تترقب فيه الأسواق خطوات بنك الاحتياطي الأسترالي تجاه السياسة النقدية ومدى تأثرها بتباطؤ التضخم.