التاريخ: الأربعاء, 04 كانون الأول 2024
واصل الدولار الأسترالي تراجعه في الأسواق الآسيوية يوم الأربعاء، مسجلاً أدنى مستوياته في أربعة أشهر مقابل الدولار الأمريكي. جاء هذا الانخفاض نتيجة تسارع عمليات بيع مكثفة على خلفية بيانات اقتصادية مخيبة للآمال، أبرزها تباطؤ النمو الاقتصادي الأسترالي بوتيرة هي الأضعف منذ تفشي جائحة كورونا في عام 2020.
في ظل هذه البيانات، تزايدت التوقعات بأن بنك الاحتياطي الأسترالي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، مع اقتراب الأسواق من تسعير خفض شبه مؤكد في أبريل 2025. يعكس هذا التحرك مخاوف متزايدة من تأثير التباطؤ الاقتصادي على القطاع الخاص والأسر الأسترالية، خاصة مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة والضغوط العالمية.
الأداء السعري للدولار الأسترالي
شهد الدولار الأسترالي انخفاضاً بنسبة 1.2% مقابل نظيره الأمريكي ليصل إلى 0.6408 دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس الماضي.
- سعر الافتتاح: 0.6483.
- أعلى مستوى خلال اليوم: 0.6488.
هذا التراجع جاء بعد ارتفاع طفيف بنسبة 0.2% يوم الثلاثاء، وهو الرابع في غضون خمسة أيام، مدفوعاً بعمليات التعافي من مستويات منخفضة استمرت لعدة أشهر.
الاقتصاد الأسترالي
كشف مكتب الإحصاءات الوطنية في أستراليا عن بيانات نمو أقل من المتوقع:
- الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث: نمو بنسبة 0.3% مقابل توقعات السوق البالغة 0.5%.
- النمو السنوي: تباطأ إلى 0.8% مقارنة بـ 1.0% في الربع السابق، في حين كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع طفيف إلى 1.1%.
هذا التباطؤ يمثل أبطأ وتيرة نمو منذ أواخر عام 2020، مما يضع توقعات بنك الاحتياطي الأسترالي بشأن تحقيق نمو بنسبة 1.5% بنهاية العام محل شك.
وصف وزير الخزانة "جيم تشالمرز" النمو بأنه ضعيف وأقل من المعدلات التاريخية، مشيراً إلى تأثير أسعار الفائدة المرتفعة وضغوط تكاليف المعيشة على الاقتصاد وقال:
"اقتصادنا ينمو، ولكن بوتيرة بطيئة للغاية، مع وجود تحديات كبيرة على المستويين المحلي والعالمي."
السياسة النقدية: توقعات خفض أسعار الفائدة
مع صدور البيانات الاقتصادية الضعيفة، تحركت الأسواق لتسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة بشكل شبه كامل في أبريل 2025.
- احتمالية خفض الفائدة في أبريل: ارتفعت من 73% إلى 96%.
- مقدار التخفيض المتوقع: ارتفع من 28 نقطة أساس إلى 35 نقطة أساس.
قد يهمك : دليل شامل عن الدولار الأسترالي وعن تاريخه وكيفية الاستثمار والتداول به
رؤية الخبراء
قال كبير خبراء الاقتصاد في إيه أم بي، "شين أوليفر":
"الأرقام الحالية تدعم ضرورة خفض مبكر لأسعار الفائدة، ربما في فبراير 2025، بسبب الضعف الملحوظ في الاقتصاد، خاصة القطاع الخاص."
التوقعات المستقبلية
تُظهر البيانات أن الاقتصاد الأسترالي يواجه تحديات متعددة، منها التباطؤ في نمو القطاع الخاص وارتفاع تكاليف المعيشة. ومع ذلك، فإن خفض أسعار الفائدة المتوقع قد يدعم الطلب المحلي ويعيد الزخم للاقتصاد، خاصة إذا ترافق مع سياسات تحفيزية أخرى.
ختاماً، يظل أداء الدولار الأسترالي مرتبطاً بقوة بتطورات الاقتصاد المحلي والعالمي، مما يتطلب متابعة مستمرة للمستجدات.