تراجع العملات الآسيوية مع ارتفاع الدولار قبيل قرار الفيدرالي وترقب لاجتماع بنك اليابان

تراجعت معظم العملات الآسيوية يوم الثلاثاء، مع صعود الدولار الأمريكي قبل صدور قرار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كما يترقب المستثمرون باهتمام اجتماع بنك اليابان، المقرر أن يبدأ في وقت لاحق اليوم.

وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% إلى 103.59 في التداولات الآسيوية محافظًا بذلك على موقعه فوق أدنى مستوى له في خمسة أشهر، والذي بلغه الأسبوع الماضي. كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر الدولار بنسبة 0.2%.

أداء الأسواق العالمية اليوم

ترقب الأسواق لاجتماع الفيدرالي وتعريفات ترامب

يترقب المشاركون في السوق اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الذي يبدأ يوم الثلاثاء، وسط توقعات قوية بأن تظل أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير.

سيراقب المستثمرون تعليقات الفيدرالي بخصوص السياسات التجارية الأخيرة، بما في ذلك التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي زادت المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.

وتسببت هذه التعريفات التجارية في زيادة الضغوط على الاقتصادات الناشئة في آسيا، من خلال تقليل الطلب على الصادرات، وتعطيل سلاسل التوريد العالمية، ودفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الدولار الأمريكي.

العملات الآسيوية تحت الضغط: الروبية الإندونيسية تتصدر التراجع

على مستوى العملات، قادت الروبية الإندونيسية الخسائر، حيث ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الروبية الإندونيسية بنسبة 0.6%.

جاء هذا الانخفاض في قيمة الروبية رغم استطلاع أجرته رويترز أظهر أن بنك إندونيسيا سيُبقي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، وذلك في محاولة لحماية الروبية من مزيد من التراجع وسط استمرار التوترات التجارية العالمية.

كما ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الوون الكوري الجنوبي بنسبة 0.3%، وزوج الدولار الأمريكي/الدولار السنغافوري بنسبة 0.2%. في الوقت نفسه، ظل زوجا الدولار الأمريكي/اليوان الصيني الداخلي والدولار الأمريكي/اليوان الصيني الخارجي دون تغيير يذكر.

وفي خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد المحلي، أعلنت الصين يوم الأحد عن "خطة عمل خاصة" لتعزيز الاستهلاك المحلي، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي في ظل التحديات المستمرة.

تحركات العملات الأخرى

• الدولار الأسترالي: تراجع زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%.

• الروبية الهندية: ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الروبية الهندية بنسبة 0.1%.

الين الياباني يواصل التراجع قبيل اجتماع بنك اليابان

واصل الين الياباني خسائره للجلسة الثالثة على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، حيث ارتفع الدولار بنسبة 0.4% إلى 149.78 ين، وهو أعلى مستوى له منذ 5 مارس الجاري، بعد أن افتتح التداول عند 149.20 ين وسجل أدنى مستوى عند 149.10 ين.

وخسر الين يوم الاثنين نسبة 0.4% أمام الدولار، مسجلًا ثاني خسارة يومية على التوالي، وسط تحسن معنويات المخاطرة في الأسواق وارتفاع الأسهم الأمريكية في وول ستريت.

اجتماع بنك اليابان وترقب الأسواق للسياسة النقدية

يبدأ اجتماع بنك اليابان في وقت لاحق اليوم، على أن تصدر قرارات السياسة النقدية غدًا الأربعاء. ومن المتوقع أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة ثابتة عند 0.50%، وهو أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

سيناقش صانعو السياسة النقدية في اليابان مدى تأثير الحرب التجارية الأمريكية المتزايدة على الاقتصاد الياباني، الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات كما ستركز الأسواق على تصريحات محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، بعد الاجتماع، بحثًا عن إشارات حول ما إذا كانت المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي ستؤثر على مسار رفع أسعار الفائدة.

تُلقي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي الناجم عن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب بظلالها على بيانات الأجور والأسعار في اليابان، والتي تشير إلى أن البلاد تحقق تقدمًا بطيئًا نحو تحقيق هدف التضخم البالغ 2%، الذي حدده بنك اليابان.

أداء الأسواق اليابانية

ارتفعت الأسهم اليابانية في تداولات الثلاثاء للجلسة الثالثة على التوالي، مدعومة بمكاسب وول ستريت القوية التي سجلتها في الجلسة السابقة، إضافة إلى انتعاش أسهم شركات التداول عقب إعلان وارن بافت عن زيادة حصته في بعض الشركات اليابانية.

وأغلق مؤشر نيكي الجلسة مرتفعًا بنسبة 1.2% عند 37,845 نقطة، مسجلًا أعلى مستوياته منذ 27 فبراير. كما صعد المؤشر الأوسع نطاقًا توبكس بنسبة 1.29% ليصل إلى 2,783 نقطة.

ومن بين أبرز الرابحين، ارتفع سهم ميتسوي أند كو بنسبة 3.08%، وسهم ميتسوبيشي كورب بنسبة 3.61%، بعد أن كشفت "بيركشاير هاثاواي"، التي يديرها المستثمر الأمريكي الشهير وارن بافت، عن تعزيز حصتها في هذه الشركات إلى جانب ثلاث شركات تداول يابانية أخرى.

على الجانب الآخر، تراجعت أسهم شركات الدفاع بعد الارتفاع القوي الذي شهدته في الأيام الماضية، إذ هبط سهم آي إتش آي بنسبة 4.65%، وسهم ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة بنسبة 2.48%، وسط تراجع التوقعات بزيادة الإنفاق الدفاعي.

الخلاصة

يستمر الدولار الأمريكي في تحقيق مكاسب قوية وسط تراجع العملات الآسيوية، بينما يترقب المستثمرون قرارات الفيدرالي وبنك اليابان. ومن المتوقع أن تظل السياسات النقدية ثابتة في كل من الولايات المتحدة واليابان، إلا أن الأسواق تراقب عن كثب أي إشارات قد تصدر عن الفيدرالي أو بنك اليابان حول التوقعات الاقتصادية العالمية وتأثير السياسات التجارية الأمريكية على الاقتصادات الآسيوية الناشئة. في الوقت نفسه، تواصل الأسهم اليابانية ارتفاعها بدعم من زخم الأسواق العالمية وزيادة استثمارات وارن بافت في الشركات اليابانية الكبرى.