- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار الاقتصاد العالمي
- القصة الكاملة للمشادة الحادة بين الرئيس الأمريكي ترامب والأوكراني زيلينسكي واتفاقية المعادن
القصة الكاملة للمشادة الحادة بين الرئيس الأمريكي ترامب والأوكراني زيلينسكي واتفاقية المعادن

شهد البيت الأبيض يوماً عصيباً عندما تحول اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مواجهة كلامية حادة، ما أدى إلى انهيار اتفاقية كان من المفترض توقيعها بشأن استغلال المعادن النادرة في أوكرانيا.
هذه الحادثة غير المسبوقة تسلط الضوء على الخلافات العميقة بين واشنطن وكييف، وتفتح باب التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين في ظل الحرب المستمرة بين أوكرانيا وروسيا.
خلفية الرئيس الأمريكي والأوكراني وأهدافه
كان من المقرر أن يكون هذا الاجتماع فرصة لتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في مجالات الاقتصاد والطاقة، خصوصاً فيما يتعلق بالمعادن النادرة التي تمتلك أوكرانيا احتياطات ضخمة منها.
تُستخدم هذه المعادن في مجالات استراتيجية مثل التكنولوجيا المتقدمة، الذكاء الاصطناعي، والصناعات الدفاعية. وقد كان الاتفاق يهدف إلى منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى هذه الموارد، مقابل تقديم ضمانات أمنية لكييف ضمن إطار اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار.
تصاعد التوتر بين الطرفين
بدأ الاجتماع بمناقشات دبلوماسية اعتيادية، لكن سرعان ما تطورت الأمور إلى مشادة كلامية حادة عندما عبّر الرئيس ترامب عن استيائه من موقف زيلينسكي، واصفاً إياه بأنه "غير مستعد للسلام". ووجه ترامب انتقادات مباشرة للرئيس الأوكراني، قائلاً: "لقد قدمنا لكم دعماً بقيمة 350 مليار دولار، والآن أنتم تتعاملون معنا وكأنكم غير ممتنين!".
من جهته، رفض زيلينسكي هذه التصريحات، مؤكداً أن أوكرانيا لا تستطيع تقديم تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن أي تسوية يجب أن تضمن أمن بلاده بالكامل. وقال بلهجة حازمة: "لا مساومة مع القاتل بوتين. يجب على واشنطن أن تضمن أمن أي قوة حفظ سلام مستقبلية".
تدخل نائب الرئيس وزيادة حدة التوتر
في خضم التوتر المتزايد، تدخل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، محاولاً دعم موقف ترامب، الأمر الذي زاد من تعقيد الموقف. قال فانس لزيلينسكي بنبرة حادة: "هل تعتقد أنه من الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي في الولايات المتحدة وتهاجم الإدارة التي تحاول منع تدمير بلدك؟". رد زيلينسكي بتحدٍ واضح: "هل زرت أوكرانيا؟ تعال لمرة واحدة لترى بنفسك الضغط الذي نواجهه، وقد يأتي هذا الضغط إليكم أيضاً!".
في هذه اللحظة، فقد ترامب أعصابه تماماً، وصرخ قائلاً: "أنتم تخاطرون بحياة ملايين البشر! أنتم تلعبون بالنار وتتجهون نحو حرب عالمية ثالثة!". ومع تصاعد التوتر، غادر زيلينسكي الاجتماع بشكل مفاجئ، مما أدى إلى إلغاء الاتفاقية التي كانت مقررة.
ردود الفعل الأمريكية والدولية
بعد مغادرة زيلينسكي للبيت الأبيض، كتب ترامب منشوراً على منصة "تروث سوشيال" قال فيه: "أرى أن الرئيس زيلينسكي ليس مستعداً للسلام في حالة مشاركة أميركا، لأنه يشعر أن مشاركتنا تمنحه ميزة كبيرة في المفاوضات. لا أريد ميزة، أريد السلام. لقد أهان الولايات المتحدة الأمريكية في مكتبها البيضاوي العزيز. يمكنه العودة عندما يكون مستعداً للسلام".
أثارت هذه المواجهة ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية الدولية. من موسكو، سخرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من المشهد، قائلة: "احتفاظ ترامب ونائبه جيه دي فانس بضبط النفس وعدم ضرب زيلينسكي هو معجزة". كما أضافت أن "أوكرانيا لا يمكنها الصمود بدون دعم غربي، وأي خلاف بين الحلفاء هو انتصار لروسيا".
في أوروبا، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه لأوكرانيا، قائلاً: "روسيا هي المعتدية، والأوكرانيون هم الضحية". فيما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إلى الوقوف بجانب أوكرانيا، بينما حذرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني من أن "كل شقاق في الغرب يضعفنا جميعاً ويفيد أعداءنا الذين يسعون لانهيار حضارتنا". كما طالبت ميلوني بعقد قمة طارئة بين واشنطن وأوروبا لمناقشة الوضع الحالي.
تداعيات مستقبلية على العلاقات الأمريكية الأوكرانية
لا شك أن هذه المواجهة العلنية سيكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. فمن ناحية، تعتمد كييف على الدعم العسكري والمالي الأمريكي في حربها ضد روسيا، ولكن بعد هذا الخلاف، قد تصبح شروط الدعم الأمريكي أكثر صرامة.
ومن ناحية أخرى، قد تؤدي هذه التوترات إلى تصاعد الجدل داخل الولايات المتحدة حول مدى فاعلية واستمرار دعم أوكرانيا.
في الوقت نفسه، أثارت هذه الأزمة مخاوف المستثمرين في قطاع المعادن النادرة، حيث تراجعت أسهم الشركات المعنية بعد الإعلان عن انهيار الاتفاقية، مما قد يؤثر على مستقبل الاستثمار الأمريكي في أوكرانيا.
قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لرويترز إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير مهتم في الوقت الحالي بإعادة النظر أو استئناف اتفاق المعادن مع أوكرانيا.
وأضاف المسؤول أن وفد زيلينسكي بدأ في "التوسل" لتوقيع الاتفاق فورا بعد أن طُلب منه مغادرة البيت الأبيض.
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيكون "صعبا" على بلاده أن تنتصر في الحرب أو أن تتصدى لروسيا إذا لم تتواصل المساعدات الأميركية، وذلك بعد ساعات على تهديد نظيره الأميركي بالتخلي عن كييف إذا لم تُقدّم تنازلات لتسوية النزاع مع موسكو.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "سيكون الأمر صعبا من دون دعمكم، ولكن لا يمكننا أن نخسر قيمنا وشعبنا. لا يمكننا أن نخسر حريتنا". وشدد على أن أوكرانيا "لا تريد أن تخسر" الدعم الأميركي.
أبرز بنود "اتفاق المعادن النادرة" بين أميركا وأوكرانيا
نشر موقع "أكسيوس" الأميركي، تفاصيل مسودة الاتفاق الأميركي الأوكراني حول صفقة "المعادن النادرة"، والتي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يرغب من خلالها باستعادة الأموال التي دعمت بها واشنطن كييف خلال الحرب التي تعيشها مع روسيا.
الاتفاق يقضي بإنشاء ما يعرف باسم "صندوق إعادة الإعمار"، وتديره الدولتان بشكل مشترك، ويستثمر في مشاريع داخل أوكرانيا ويجذب الاستثمارات لزيادة التنمية، بما في ذلك مجالات التعدين والموانئ.
ينص الاتفاق أيضا، وفق أكسيوس، على مساهمة أوكرانيا في الصندوق المقترح بمبلغ 500 مليار دولار، شرط أن تكون المساهمات الأوكرانية في الصندوق ضعف مساهمات الولايات المتحدة، لكن لا ينص على أن يُدفع هذا المبلغ للولايات المتحدة.
تدفع أوكرانيا بموجب المسودة 50 بالمئة من عائداتها (مع عدم احتساب نفقات التشغيل)، من المواد القابلة للاستخراج (مثل المعادن والنفط والغاز) إلى الصندوق.
كما يشير أحد البنود في مسودة الاتفاق التي اطلع عليها "أكسيوس"، إلى مشروعات في المناطق التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، حال تحريرها جدير بالذكر أن معظم الثروات المعدنية الأوكرانية تقع في مناطق شرقي البلاد، التي تمزقها الحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات.
واعتبر زيلينيسكي في مؤتمر صحفي، الأحد، أن العرض الأميركي الحالي "يفرض أعباء مالية مدمرة" على بلاده، مشددا على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق "ضمانات أمنية"، فضلا عن شروط مالية "أكثر عدالة".
وقال: "لا أريد شيئا ستضطر 10 أجيال من الأوكرانيين إلى سداده" من جانبه، صرح وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن الاتفاق المقترح "لا يشمل ضمانات عسكرية صريحة"، لكنه أشار إلى أن استثمار الولايات المتحدة في الاقتصاد الأوكراني سيخلق نوعا من الحماية الضمنية وأوضح: "نريد تشابكا اقتصاديا بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لمصلحة الطرفين. الروس يكرهون هذه الصفقة".
الفيديو كامل هنا
ختام : تُعد هذه المشادة الدبلوماسية واحدة من أبرز المواجهات العلنية بين قادة الحلفاء الغربيين في السنوات الأخيرة. ومع تصاعد التوترات بين واشنطن وكييف، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الطرفان من تجاوز هذه الأزمة وإعادة بناء الثقة، أم أن هذه المواجهة ستكون نقطة تحول سلبية في علاقاتهما؟ الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة.