- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- لماذا تراجعت الليرة التركية رغم رفع أسعار الفائدة؟.. خبراء الاقتصاد يجيبون
لماذا تراجعت الليرة التركية رغم رفع أسعار الفائدة؟.. خبراء الاقتصاد يجيبون
فاجأ البنك المركزي التركي الأسواق برفع سعر الفائدة إلى 15%، مما أدى إلى تراجع قيمة الليرة بنحو 5%، وأشار بيان صادر عن البنك إلى أن لجنة السياسات النقدية قررت البدء بسياسة التشدد النقدي، متعهدا بالعمل على خفض التضخم إلى 5% على المدى المتوسط.
لقي قرار المركزي ارتياحا داخليا من قبل المسؤولين في الفريق الاقتصادي وقطاع الأعمال، إذ أكد البنك أن مكافحة التضخم واستقرار الأسعار في البلاد ضمن أولوياته.
وأشار بيان البنك المركزي التركي إلى مراقبة مؤشرات التضخم، واستخدام جميع الأدوات المتاحة لتحقيق الهدف الرئيسي في استقرار الأسعار.
وبدت الأسواق الدولية غير مرحبة برفع معدلات الفائدة في تركيا إلى 15%، واعتبرتها "غير كافية"، فرأى معلقون أن رفع الفائدة دون التوقعات بكثير قد يكون مؤشرا على عدم استقلال المركزي التركي والفريق الاقتصادي.
كما سجل مؤشر التخلف عن سداد الديون في تركيا زيادة بنحو 40 نقطة ليبلغ 540 نقطة، ووصل سعر الليرة في العقود الآجلة بنهاية سبتمبر/أيلول المقبل 30 ليرة مقابل الدولار الواحد، مما يعكس مخاوف المستثمرين والأسواق من عدم كفاية الخطوات والقرارات المتخذة من قبل الفريق الاقتصادي التركي حتى الآن.
لماذا استمر هبوط الليرة رغم رفع سعر الفائدة؟
يقول أستاذ الاقتصاد الزائر في عدد من الجامعات التركية مخلص الناظر للجزيرة نت إن استمرار هبوط الليرة جاء نتيجة عدد من الأسباب، ومنها:
أن الأسواق استقبلت القرار باعتباره لا يلبي معايير الاقتصاد القابل للتنبؤ الذي تحدث عنه محمد شيمشك عند توليه وزارة المالية.
أن مكافحة التضخم قد تفرض زيادة في سعر الفائدة في تركيا إلى ما يزيد على 40%، وذلك لتجاوز معدل التضخم البالغ 39%، وبينما كان متوسط توقعات الأسواق أن يرتفع سعر الفائدة إلى نحو 20%، فقد جاء القرار دون التوقعات.
زيادة الأجور التي أُعلن عنها مؤخرا والتي أسهمت في تراجع تقييم السوق لسعر الليرة العادل، إذ تؤدي هذه الخطوة عادة إلى زيادة التضخم بما يعادل خمس قيمة الزيادة في الأجور.
أن المركزي التركي يتبع سياسة الرفع التدريجي للفائدة، لكي لا يدخل الاقتصاد -وتحديدا النظام المصرفي- في أزمة كنتيجة طبيعية لعدم وضوح السياسة النقدية التي سبقت هذا التحول.
ما مستقبل الليرة التركية ؟
يرى أستاذ الاقتصاد في جامعة غازي عنتاب التركية إبراهيم أرسلان أن رفع سعر الفائدة دون التوقعات سببه اعتماد المركزي التركي سياسة الرفع التدريجي بدل الرفع السريع والصارم، تجنبا لتأثير ذلك على الأسواق قبل الانتخابات البلدية المقررة في مارس/آذار 2024.
ويعتبر أرسلان -في حديث للجزيرة نت- أن رفع الفائدة بمقدار أقل من المتوقع أدى إلى زيادة توقعات بحدوث أزمة في الاقتصاد، وهو ما أدى إلى زيادة الضغط على الليرة، لكنه رجح أن يؤدي رفع سعر الفائدة إلى زيادة تدفق العملات الأجنبية؛ مما سينعكس إيجابيا على قيمة العملة المحلية واستقرارها.
استمرار رفع الفائدة
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد الخبير الاقتصادي دنيز استقبال أن قرار المركزي التركي رفع سعر الفائدة خطوة صحيحة، وأضاف أنه يتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى استقطاب رؤوس أموال أجنبية تعزز من قوة و استقرار الليرة التركية.
وتوقع الخبير الاقتصادي تواصل ارتفاع الفائدة خلال الشهور المقبلة، إذ إن التضخم يمثل "المشكلة الأكبر" في تركيا ويحتل الأولوية على جدول أعمال الحكومة.
وأكد أن محاربة التضخم تتطلب تقليص الطلب في السوق على السلع والخدمات، كما أنه من المتوقع أن يقتفي المركزي التركي أثر البنوك المركزية الكبرى، مثل الفدرالي الأميركي وبنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي، التي يبدو أنها ستواصل رفع سعر الفائدة.
المصدر : الجزيرة