اليوان الصيني ينخفض ويسجل أكبر خسارة أسبوعية له في 3 أشهر
تنخفض قيمة اليوان الصيني بأسرع وتيرة في 3 أشهر، فيما ينأى البنك المركزي حتى الآن، عن التدخل لوقف الهبوط.
واصل اليوان الخارجي انخفاضه ليسجل 7.075 أمام الدولار اليوم الجمعة، في أكبر خسارة أسبوعية له في 3 أشهر، وذلك بعدما حدّد بنك الشعب الصيني سعر تثبيت العملة أدنى من مستوى 7 يوان للدولار، للمرة الأولى منذ ديسمبر. جاء تثبيت اليوان اليوم الجمعة متوافقاً بشكل عام مع متوسط التقديرات في استطلاع أجرته بلومبرغ للمحللين والمتداولين.
قال خون غوه، رئيس أبحاث آسيا في "مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية": "في هذه المرحلة، تسمح السلطات للعملة بالتكيف مع قوة الدولار، من دون أن تضغط لإعادتها إلى ما كانت عليه.. هذ الأمر سيشجع السوق على دفع سعر الدولار مقابل اليوان إلى الأعلى، واختبار المدى الذي تسمح السلطات بالوصول إليه".
جاءت التعاملات على اليوان هادئة بعد سلسلة من البيانات الصينية المخيبة للآمال، والتي أثرت على آمال التعافي الاقتصادي. وأدى ارتفاع الدولار خلال الليل، مدفوعاً بالتفاؤل بشأن محادثات سقف الديون في الولايات المتحدة والتعليقات المتشددة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إلى الإضرار باليوان أيضاً. إلا أن رد فعل بنك الشعب الصيني جاء هادئاً بعد خطاب محافظ البنك "يي غانغ" في مارس، بأن مستوى 7 يوان للدولار لم يعد يشكل عقبة نفسية.
تنتظر السوق الآن لترى كيف سيدير بنك الشعب الصيني تحركات اليوان مع إعادة فتح الاقتصاد فيما يقترب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة. ذكرت صحيفة مملوكة للدولة اليوم الجمعة، أن الانخفاض الأخير في قيمة اليوان يقع ضمن "نطاق يمكن السيطرة عليه".
يتناقض ردّ فعل البنك المركزي حتى الآن بشكل صارخ مع تحركه في العام الماضي، عندما نشر بنك الشعب الصيني مجموعة متنوعة من الأدوات للمساعدة في دعم اليوان. استُخدمت كل التدابير، مثل عمليات التثبيت الأقوى من المتوقع، وخفض متطلبات الاحتياطي لودائع البنوك بالعملات الأجنبية، ودفع تكاليف التداول الآجل، وإصدار إرشادات تداول للبنوك لتحذير المضاربين.
قلص اليوان الداخلي خسائره ليُتداول دون تغيير يذكر عند 7.0387 للدولار في الساعة 2:00 من بعد ظهر يوم الجمعة بتوقيت بكين، مع ظهور عمليات بيع مكثفة للدولار في السوق الفورية، وفقاً لمتداولين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث علناً.
كتب محللون استراتيجيون في "سيتي غروب" في مذكرة: "إن بنك الشعب الصيني على استعداد للسماح بإجراء تعديلات عادية في السوق، خصوصاً أن تحركات الدولار الأميركي مقابل اليوان الصيني كانت متماشية بشكل عام مع الفروقات في أسعار الفائدة". وأضافوا: "لا يزال من الممكن تعديل أدوات، مثل متطلبات الاحتياطي لودائع البنوك بالعملات الأجنبية، وفرض سقف على الإقراض الخارجي إذا لزم الأمر".
المصدر : بلومبيرغ الشرق