- الرئيسية
- مقالات
- مصطلحات اقتصادية
- معيار تسعير النفط الأكثر أهمية في العالم
معيار تسعير النفط الأكثر أهمية في العالم
يوشك معيار تسعير النفط الأكثر أهمية في العالم أن يشهد تغييرات جوهرية إلى الأبد، بعد سنوات من الجدال بشأنه، وفي خطوة ستجعل خام "نايمكس" لاعبًا أساسيًا في تحديد سعر ملايين البراميل يوميًا من المعاملات النفطية.
ويرجع هذا التحول إلى قرب نفاد النفط القابل للتداول في المعيار المعروف باسم "برنت المؤرخ"، والذي يعد مقياسًا هاماً لأسعار النفط وهو ما يعني حتمية التغيير لصعوبة تواجده الفعلي في السوق، ولذلك فإن شركة "إس آند بي جلوبال كوميدتي إنسيتس" التي طورت المعيار، اضطرت إلى إجراء إصلاح جذري.
وكان هذا التحول محفوفًا بالجدل وتسبب في الكثير من التوتر بين تجار النفط، لكنه كان ضروريًا، وعلقت شركة "بي بي" على الأمر قائلة: "في إحدى المراحل، أصبح خام "برنت المؤرخ" عرضة لاضطرابات منتظمة بشكل متزايد".
وفقًا لتعريف "إس آند بي" فإن خام "برنت" المؤرخ أو "بلاتس ديتيد برنت"، هو معيار قياسي لتسعير النفط الخام الخفيف في بحر الشمال، ويقصد بالمسمى الشحنات الفعلية التي تم تحديد تواريخ تسليمها، كما يلعب دورًا أساسيًا في تسعير باقي المنتجات المرتبطة بخام "برنت" بما في ذلك المشتقات المالية.
لكن مستقبل المعيار المؤرخ سيتغير بدءًا من شحنات شهر يونيو فصاعدًا، وقد يكون خام "نايمكس" واحدًا من عدد قليل من الدرجات النفطية التي تحدد هذا المعيار، وفيما يلي نظرة على التغيرات المرتقبة ومعناها.
ماذا يعني تغيير معيار تسعير النفط الرئيسي
ما أهمية الإجراء؟
- يساعد معيار "dated" أي المؤرخ، كما هو معروف لدى تجار النفط، في تحديد سعر نحو ثلثي النفط العالمي وحتى تحديد سعر بعض صفقات الغاز.
- غالبًا ما تبيع الدول المنتجة للنفط براميلها بأقساط أو خصومات صغيرة على سعر هذا المعيار، وبالتالي فإن الآليات الدقيقة لطريقة عمله مهمة بالنسبة لها.
- بالإضافة إلى ذلك، يمثل المعيار أهمية كبيرة لشبكة معقدة من المشتقات، وفي النهاية يحدد قيمة عقود نفط "برنت" الآجلة التي يجري تداولها في البورصات.
- يؤثر المعيار المؤرخ على مجموعة واسعة من أسعار النفط، لذلك حتى النفط الخام في أماكن أخرى حول العالم يمكن أن يتأثر.
ماذا يحدث بالضبط؟
- سيعرض التجار خام "نايمكس" المستخرج من منطقة ميدلاند في تكساس، للبيع عبر ساحل الخليج الأمريكي، ومن ثم شحنه إلى روتردام في هولندا، وبعد ذلك سيعاد تسعيره باستخدام عامل تعديل الشحن كما لو أنه مشحون من بحر الشمال.
- باتباع عملية دقيقة، ستقوم "إس آند بي" بتقييم ما إذا كان يتم عرض "نايمكس" بمستوى أعلى أو أقل من الدرجات الحالية التي تستخدمها في المعيار المؤرخ وهي "برنت" و"فورتيس" و"أوسبيرج" و"إيكوفيسك" و"ترول".
- إذا وجدت أن خام "نايمكس ميدلاند" هو صاحب السعر الأكثر تنافسية فيمكنه حينها تحديد أسعار المعيار المؤرخ، ولذلك قد يؤثر خام "نايمكس" في النهاية على السعر الذي يدفعه بائع برميل النفط من منطقة الأطلسي لمصفاة في الصين.
كيف سيتم التسعير؟
- نقل الشحنات من الساحل الأمريكي يستغرق وقتًا وتكلفة إضافية، وبالتالي ستحتاج "إس آند بي" إلى استخدام آلية "عامل تعديل الشحن" لتحديد ما يعرف بسعر "التسليم على ظهر السفينة"، وذلك بخصم تكلفة نقل النفط عبر بحر الشمال إلى روتردام من تكلفة نقله من الخليج الأمريكي.
- على سبيل المثال، إذا كانت خامات المعيار المؤرخ مسعرة بـ80 دولارًا للبرميل (منها دولار واحد تكلفة نقل)، وكان سعر خام "نايمكس" 79 دولارًا بالإضافة إلى دولارين تكلفة النقل.
- في هذه الحالة، فإن سعر التسليم على ظهر الباخرة لخام "نايمكس" سيعادل 80 دولارًا أيضًا، والذي يساوي السعر الأساسي (79 دولارًا) مضافًا إليه سعر الشحن المعدل (دولارين مطروحًا منهما دولار).
متى تبدأ التغييرات؟
- بعض التغييرات جارية بالفعل، وبدأت "إس آند بي" في فبراير، تقييم الأسعار الآجلة بناءً على إجراءات جديدة، وستسمح بإدراج شحنات الخام الأمريكي اعتبارًا من أوائل مايو.
- ستحدد أدوات المشتقات الرئيسية، جنبًا إلى جنب مع سوق العقود الآجلة، السعر الأساسي لخام "برنت" بتاريخ شهر يونيو.
- أحد التفاصيل المهمة في الأسابيع المقبلة هو مقدار الارتفاع في تداول عقود "برنت" الآجلة، حيث أجرى حتى الآن اثنا عشر كيانًا معاملات بناءً على الشروط الجديدة.
- في نهاية المطاف، ستحدد هذه الصفقات ما يسمى بمؤشر "برنت"، وهو سعر ينشر لمرة واحدة في الشهر من قبل "آي سي إي فيوتشرز يوروب"، والذي يستخدم للتسوية النقدية للعقود الآجلة.
هل هناك تحديات؟
- بافتراض أن التجار تقبلوا التعديلات، فسيكون ذلك تحول من حيث الحجم الأساسي للنفط الذي يمكن التعامل معه.
- في مارس فقط، تشير التقديرات إلى وصول نحو 60 ناقلة تحمل قرابة 1.8 مليون برميل من النفط يوميًا إلى أوروبا، وهو الأعلى منذ عام 2016.
- سيكون ما يقرب من مليون برميل يوميًا من خام "نايمكس" مؤهلاً (على الأقل من الناحية النظرية) للإدراج ضمن المعيار المؤرخ، على الرغم من أن أحجام التدفقات قد تظل صغيرة حتى تنتعش التداولات.
المصدر: بلومبيرغ