أسعار الغاز في أوروبا ترتفع مع مخاوف تأثر الكهرباء بإضرابات فرنسا
شهدت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعًا كبيرًا، مدعومة بالمخاوف المتزايدة من تسبّب الإضرابات في فرنسا في إطالة أمد الانقطاعات التي تشهدها البنية التحتية للكهرباء هناك.
وارتفعت العقود الآجلة القياسية للغاز، الإثنين 27 مارس/آذار (2023)، بنسبة 5.5%، بالتزامن مع انخفاض توافر الكهرباء المولدة من المفاعلات النووية في البلاد إلى 57%، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة المحلية، وفق ما نشرت وكالة بلومبرغ.
وأصابت الإضرابات مصافي النفط ومحطات استيراد الغاز الطبيعي المسال، ما أسهم بارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، في وقت تمرّ فيه القارة العجوز بموجة برد قصيرة هذا الأسبوع، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن شأن موجات البرد التي تضرب القارة العجوز بشكل متكرر أن تحافظ على أسعار الغاز في أوروبا أعلى من المستويات العادية خلال هذا الوقت من العام.
تجاوز أزمة الطاقة
تمكنت القارة العجوز، في ظل الإضرابات وارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، من تجاوز أزمة الطاقة التي هددت في وقت ما بإحداث نقص كبير في الكهرباء، خاصة أن النهاية الرسمية لموسم التدفئة على بعد أيام فقط.
وبدأت مواقع تخزين الغاز في أوروبا -بالفعل- في تجديد مخزوناتها، وذلك بقيادة كل من إيطاليا وألمانيا، وفي الوقت نفسه تستمر واردات القارة من الغاز الطبيعي المسال قوية، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال محللو شركة "إنسبايرد إنرجي"، إن عقود الغاز المؤرخة تُتَداوَل بشكل أعلى، مع تزايد المخاوف بشأن تأخّر برنامج الصيانة النووية الفرنسي، وسط الإضرابات المستمرة التي تسببت في تضاؤل الثقة بأمن الطاقة.
أسعار الغاز الآن
يراقب المشترون في أوروبا عن كثب أعمال صيانة لمشروعات في النرويج، بالإضافة إلى تقدّم محطة فريبورت لتصدير الغاز الطبيعي المسال في تكساس، وهو مورد رئيس للقارة، قبل أن يتوقف العام الماضي بعد اندلاع حريق، ثم عاد للعمل، قبل أن يلغي شحنة واحدة هذا الشهر بعد خلل فني آخر.
ارتفعت العقود الآجلة الهولندية، وهي معيار أسعار الغاز في أوروبا، بنسبة 3.8% عند 42.65 يورو (46 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة، كما ارتفعت عقود التسليم خلال الصيف، في وقت شهد فيه سعر الغاز البريطاني لشهر أبريل/نيسان المقبل ارتفاعًا بنسبة 5.6%.
ومن المتوقع أن تضرّ الإضرابات بإنتاج النفط والغاز في المملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر حتى أوائل يونيو/حزيران 2023، إذ يخطط العمال لسلسلة من الإضرابات ضمن نزاع حول الأجور والشروط، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.