النحاس يقفز لأعلى مستوى في 10 سنوات متجاوزاً 9 آلاف دولار
قفزت أسعار المعادن الأساسية، اليوم الإثنين ، مع ارتفاع سعر النحاس فوق 9 آلاف دولار للطن بسبب الرهانات على أنَّ زيادة الطلب المدفوع بالتعافي من وباء كورونا سيدفع باتجاه مستوى نقصٍ تاريخي في المعروض، مما يضع المؤشر الاقتصادي المهم في مساره لتحقيق سلسلة قياسية من المكاسب الشهرية، وارتفع سعر النيكل متجاوزاً 20 ألف دولار للطن.
كما صعد النحاس بأكثر من 3 % يوم الإثنين، ويتجه نحو ارتفاع غير مسبوق للشهر الحادي عشر خلال شهر فبراير، وانتعشت المعادن وسط توقُّعات بأنَّ الطلب بعد الأزمة سيفوق العرض على المدى القريب. وقد يعزز كلاهما التكهُّنات حول دورة صعود جديدة فائقة للسلع الأساسية، ويزيد من القلق بشأن ارتفاع ضغوط الأسعار مع تعافي الاقتصاد العالمي من وباء كورونا.
تراجع الطلب الصيني
ويمثِّل انتعاش المعدن تحولاً بالمقارنة مع فترة بداية الشهر، عندما تعرَّض النحاس لاضطراب، فقد أعطى المستثمرون علامة على الحاجة إلى مزيد من التفاصيل حول إجراءات التحفيز الاقتصادي إلى جانب المخاوف بشأن تراجع الطلب الصيني، لكنَّ الأسعار ارتفعت خلال العام القمري الصيني الجديد، إذ كان إنتاج المصنع أكثر انتعاشاً بما يفوق المستوى المعتاد.
وساعدت أيضاً التوقُّعات في حدوث انتعاش في التضخُّم على تحسُّن قيمة المعدن الأحمر، وقال " جيا تشنغ " ، المحلل في شركة " جولدتراست فيوتشرز كو "
( Goldtrust Futures Co. )، من شنغهاي: " معنويات السوق مرتفعة في الوقت الحالي تحسباً لدورة جديدة من التضخُّم العالمي ".
وينتظر المستثمرون الصينيون العائدون من عطلة رأس السنة القمرية الجديدة المزيد من برامج التحفيز الاقتصادي من الولايات المتحدة وأوروبا. وبشكل أساسي، تجاوز الطلب الصيني التوقُّعات، فقد عزَّزت قيود السفر الاستهلاك.
أدى خطر حدوث التضخم بمعدَّل أسرع إلى عمليات بيع في السندات على مستوى العالم، إذ قفز عائد سندات الخزانة الأمريكية فئة استحقاق 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في حوالي عام يوم الإثنين.
ويشير المقياس المستمد من تسعير سوق السندات إلى توقُّعات لمتوسط تضخُّم يبلغ حوالي 2.2 % في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل.
وجهة نظر غولدمان ساكس
وأكَّد بنك " غولدمان ساكس غروب إنك " على موقفه من التوقُّعات الصاعدة لمعدن النحاس الأسبوع الماضي ، قائلاً إنَّ عودة الصين من فترة انقطاع لمدة أسبوع (إجازة السنة القمرية) قد أدَّت إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى، ويواجه السوق أكبر عجز في المعروض بالنسبة للطلب خلال عقد هذا العام، مع ارتفاع مخاطر الندرة على مدى الأشهر المقبلة، وفقاً للبنك.
هناك بالفعل علامات على تزايد النقص في المعروض في بورصة لندن للمعادن، إذ يجري تداول العقود الفورية بزيادة في الأسعار على العقود الآجلة. كان هذا النمط، المعروف باسم " غرامة تأخير" سمة من سمات السوق خلال طفرة قياسية في الطلب الصيني العام الماضي، ويدل على أنَّ الطلب الفوري يفوق العرض مرة أخرى، إذ تنخفض المخزونات المتداولة بالبورصة.
وجرى تداول النحاس لمدة ثلاثة أشهر عند 9141.50 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن في الساعة 11:02 صباحاً في سنغافورة بعد أن وصل إلى 9187 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ 2011. وفي الصين، وصلت عقد بورصة شنغهاي للمعاملات الآجلة ( SHFE) إلى الحدِّ اليومي (الحد الأدنى والأعلى لهبوط أو صعود سعر التداول في البورصة). كما ارتفعت معادن أخرى؛ إذ وصل سعر النيكل في بورصة لندن للمعادن إلى 20010 دولارات للطن، وحقَّق القصدير أعلى مستوى منذ 2011.
وكان صعود النحاس منحة للموردين، فقد حقَّقت أسهم شركة " جيانغشى كوبر كو "( Jiangxi Copper Co. )، أكبر منتج في الصين، مكاسب وصلت إلى 13 % في بورصة هونغ كونغ، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2013. وفي أستراليا، تضاعفت قيمة أسهم شركة " أو زد مينيرالس ليمتد "( OZ Minerals Ltd) خلال 12 شهراً الماضية، وارتفعت أسهم شركة " بي إتش بي غروب " ( BHP Group )، وشركة " ريو تينتو غروب" (Rio Tinto Group ) يوم الإثنين.
المصدر: بلومبرغ