- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- غولدمان ساكس ترفع توقعاتها لأسعار الذهب وسط تصاعد الحرب التجارية ومخاوف الركود
غولدمان ساكس ترفع توقعاتها لأسعار الذهب وسط تصاعد الحرب التجارية ومخاوف الركود

رفعت مجموعة غولدمان ساكس توقعاتها لأسعار الذهب للمرة الثالثة هذا العام، مشيرة إلى أن التوترات الاقتصادية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تنامي المخاوف من ركود اقتصادي أمريكي، تدفع المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة وفي مقدمتها الذهب.
ورغم تسجيل المعدن الأصفر مستويات قياسية، شهدت الأسعار تراجعاً طفيفاً مع إعلان واشنطن بعض الإعفاءات المؤقتة من الرسوم الجمركية.
توقعات غولدمان ساكس لسعر الذهب
قامت مجموعة غولدمان ساكس إنك برفع توقعاتها لسعر الذهب إلى 3,700 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يُعد ثالث تعديل صعودي لتقديراتها خلال العام الجاري. ففي شهر مارس الماضي،
رفعت المجموعة الاستثمارية الشهيرة تقديرها لسعر الذهب في 2025 إلى 3,300 دولار للأونصة، قبل أن تعود وتحدثه مجدداً في ظل التطورات الاقتصادية العالمية الأخيرة.
وحذرت المجموعة من سيناريوهات أكثر تطرفاً، مشيرة إلى أنه في حالة تفاقم المخاطر القصوى، فقد يصل سعر الذهب إلى 4,500 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025.
الذهب كتحوط استراتيجي ضد الركود الأمريكي
في مذكرة تحليلية صدرت يوم الجمعة، أوضحت غولدمان ساكس أن الذهب يمثل أداة تحوط فعالة في مواجهة الاحتمالات المتزايدة لركود اقتصادي في الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن الطلب على الذهب – سواء من خلال صناديق المؤشرات المتداولة أو الطلب المادي على السبائك – قد شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسابيع القليلة الماضية.
تصاعد الحرب التجارية يدفع الذهب إلى مستويات قياسية
تزامن ذلك مع تصاعد سريع في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال الأسبوع الماضي، حيث قامت واشنطن برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145% بشكل تراكمي، ما أدى إلى انتقادات حادة من بكين وردود فعل قوية من الجانب الصيني، شملت فرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى 125% على السلع الأمريكية.
في الوقت نفسه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم "متبادلة" جديدة ضد شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين، مع تأجيل تطبيق هذه الرسوم لمدة 90 يوماً، لكنه قام فعلياً بفرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 10%، وصرح أن رسومًا جديدة على الإلكترونيات والأدوية ستُعلن قريباً.
الذهب يسجل ذروة تاريخية
وسط هذه الأجواء المتوترة، سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً إلى مستوى قياسي بلغ 3,245.69 دولار للأونصة الأسبوع الماضي، بدعم من الطلب القوي من المستثمرين وصناديق المؤشرات، واستمرار الاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن.
ولم تقتصر المشتريات على المستثمرين فحسب، إذ قامت العديد من البنوك المركزية، لا سيما في آسيا، بزيادة مشترياتها من الذهب خلال الأشهر الأخيرة، كجزء من استراتيجيتها للتحوط من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.
أداء أسعار الذهب اليوم
رغم المكاسب التاريخية، تراجعت أسعار الذهب قليلاً يوم الاثنين بعد أن أبدت الولايات المتحدة بعض المرونة بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، مما أدى إلى تحسن طفيف في شهية المخاطرة في الأسواق.
وأدى ذلك إلى انخفاض الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 3,225.79 دولار للأونصة، كما تراجعت عقود الذهب الآجلة لشهر يونيو بنسبة 0.1% إلى 3,240.87 دولار للأونصة بحلول الساعة 08:12 صباحاً بتوقيت غرينتش.
ورغم هذا التراجع، بقيت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها التاريخية، مدعومة بضعف الدولار الأمريكي واستمرار انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إضافة إلى التلميحات المتكررة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول استمرار سياسة التيسير النقدي.
تحسن الإقبال على المخاطرة يضغط على أسعار الذهب مؤقتاً
شهدت الأسواق العالمية موجة من الارتفاع في الأصول عالية المخاطر يوم الاثنين، تزامناً مع الأخبار المتعلقة بتخفيف بعض الرسوم الجمركية الأمريكية، مما شكل ضغطاً مؤقتاً على أسعار الذهب.
وارتفعت معظم الأسهم الآسيوية، كما سجلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب خلال التداولات الآسيوية.
وكان البيت الأبيض قد صرّح بأن السلع الإلكترونية لن تخضع للرسوم الجمركية المرتفعة بنسبة 145% التي أعلن عنها الرئيس ترامب مؤخراً، ما وفر بعض الراحة للشركات الأمريكية الكبرى، وخصوصاً الشركات ذات الاعتماد الكبير على واردات الصين مثل "آبل".
مع ذلك، قلل الرئيس ترامب من أهمية هذه الإعفاءات، مشيراً إلى أن الواردات الإلكترونية ستظل تواجه رسوماً بنسبة 20%، وكشف عن عزمه الإعلان عن رسوم استيراد إضافية على الإلكترونيات قريباً.
استمرار الغموض التجاري يزيد من تقلبات السوق
بقيت الأسواق في حالة ترقب حذر، حيث لم تنجح التصريحات الرسمية في تبديد القلق بشأن استمرار التصعيد التجاري بين بكين وواشنطن. فقد أعلنت الصين عن رسوم جمركية انتقامية بنسبة 125% على المنتجات الأمريكية، في رد مباشر على تحركات ترامب، وأكدت في الوقت ذاته أنها ستسعى إلى تعزيز علاقاتها التجارية الثنائية مع شركاء آخرين.
ويتوقع خبراء السوق أن تؤدي هذه الحرب التجارية المحتدمة بين أكبر اقتصادين في العالم إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، مما قد يؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، مع احتمال بنسبة 50% لحدوث ركود في الاقتصاد الأمريكي خلال العام الحالي، بحسب تقديرات المتداولين.
الذهب يواصل تلقي الدعم في مواجهة ضعف الدولار
تأتي هذه التطورات في وقت تتلقى فيه أسعار الذهب دعماً إضافياً من تراجع الدولار الأمريكي، وهو ما يوفر متنفساً لأسواق المعادن عموماً.
وقد ارتفعت عقود البلاتين الآجلة بنسبة 0.8% إلى 951.90 دولار للأونصة، في حين تراجعت عقود الفضة الآجلة بنسبة 0.3% إلى 31.827 دولار للأونصة.
أما في سوق المعادن الصناعية، فقد استقرت عقود النحاس الآجلة في بورصة لندن عند 9,152.90 دولار للطن، في إشارة إلى حالة الترقب التي تسيطر على السوق، وسط تصاعد الضغوط من الحرب التجارية وتغيرات السياسات النقدية.
خلاصة المشهد: الذهب أمام اختبار استمرار الطلب
رغم التراجع الطفيف الأخير، لا تزال المؤشرات تميل إلى استمرار الطلب القوي على الذهب، خاصة مع تصاعد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية. وتبقى توقعات غولدمان ساكس عند 3,700 دولار للأونصة – وربما 4,500 في سيناريوهات الأزمة – إشارة قوية إلى أن المستثمرين يرون في الذهب ملاذاً آمناً ووسيلة تحوط لا غنى عنها في ظل الأزمات العالمية.