أسعار الذهب اليوم تهبط لأدنى مستوى في 3 أسابيع ونصف في ظل المخاوف من ركود عالمي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، لتسجل أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أسابيع، وسط موجة بيع جماعية اجتاحت الأسواق المالية العالمية.

جاء ذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، ما دفع المستثمرين إلى تصفية مراكزهم في الأصول المختلفة، بما في ذلك الذهب، لتغطية الخسائر. وعلى الرغم من اعتبار الذهب ملاذًا آمنًا تقليديًا، إلا أن حدة التوترات والذعر السائد في الأسواق أثرا بشكل كبير على أداء المعدن الأصفر.

أداء أسعار الذهب اليوم

تراجعت أسعار الذهب خلال الجلسة الآسيوية اليوم الإثنين 7 أبريل، لتسجل أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع ونصف، نتيجة عمليات بيع مكثفة من قبل المستثمرين الذين اضطروا لتصفية حيازاتهم من الذهب لتغطية خسائرهم في الأسواق الأخرى، في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات التجارية على مستوى عالمي وتتزايد فيه المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود.

وبحسب بيانات الأسواق، هبط سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,020 دولار للأونصة، بحلول الساعة 10:40 صباحًا بتوقيت تركيا، وسجل في وقت سابق من تداولات اليوم 2973 دولار للأوقية وهو أدنى مستوى له منذ 13 مارس.

في المقابل، استقرت عقود الذهب الآجلة التي تنتهي في يونيو عند 3,037 دولار للأونصة دون تغيير يُذكر مقارنة بجلسة التداول السابقة.

كان الذهب قد حقق مستويات قياسية متتالية خلال الأسبوع الماضي، في ظل تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق، إلا أن هذه المكاسب لم تصمد طويلاً، إذ سرعان ما تراجعت الأسعار بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة رسوم جمركية جديدة شاملة.

ففي يوم الجمعة السابق، هبطت أسعار الذهب بأكثر من 3%، وذلك بعد أن أعلن ترامب عن رسوم جمركية عالمية فاقت توقعات المحللين، ما أدى إلى فوضى في الأسواق ودفع المستثمرين إلى تصفية أصولهم بما فيها الذهب.

الرئيس ترامب يُشعل فتيل الحرب التجارية من جديد

في 2 أبريل، أعلن الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات، بالإضافة إلى رسوم إضافية تصل إلى 49% على السلع القادمة من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بما في ذلك الصين والاتحاد الأوروبي.

وقد تسببت هذه القرارات المفاجئة في اضطرابات عنيفة في الأسواق المالية العالمية، حيث سارعت الصين إلى الرد بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على مجموعة واسعة من السلع الأمريكية، بينما أكد الاتحاد الأوروبي استعداده للرد بإجراءات منسقة.

هذا التصعيد السريع للحرب التجارية أدى إلى تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ودفع بالمستثمرين إلى إعادة النظر في مراكزهم الاستثمارية بشكل شامل.

المخاوف من الركود تتزايد 

ومع تصاعد التوترات التجارية، رفعت المؤسسات المالية الكبرى من تقديراتها لاحتمالات حدوث ركود اقتصادي في المستقبل القريب. حيث قامت غولدمان ساكس برفع تقديراتها لاحتمال الركود في عام 2025 إلى 45%، مقارنة بـ35% قبل أسبوع فقط، فيما رفع بنك جي بي مورغان تشيس وشركاه تقديراته لاحتمال حدوث ركود عالمي هذا العام إلى 60%، ارتفاعًا من 40% في التقديرات السابقة.

وتعكس هذه التوقعات المتشائمة حجم المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي في ظل استمرار التوترات التجارية وعدم وجود مؤشرات على تهدئة قريبة.

توقعات المحللين لأسعار الذهب

قال محللو مجموعة ING في مذكرة بحثية إن الذهب، على الرغم من كونه يعتبر تقليديًا أحد أهم الأصول الآمنة في أوقات عدم اليقين، إلا أنه شهد تراجعًا حادًا من أعلى مستوياته القياسية التي سجلها في الأسبوع الماضي، حيث لجأ المستثمرون إلى بيع المعدن الأصفر إلى جانب فئات الأصول الأخرى لتغطية الخسائر في أسواق أخرى.

من جهته، قال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق لدى IG Markets، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، إن الأسواق تشهد حالة من "الارتباك الشديد وعدم اليقين"، مشيرًا إلى أنه لا تزال هناك صعوبات كبيرة في تصور حلول قريبة للأزمة التجارية الحالية، في ظل التوتر الذي بلغ ذروته مؤخرًا.

على الرغم من موجة التراجع، إلا أن استمرار ضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بشأن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة قد ساهما في الحد من خسائر الذهب مقارنةً ببقية فئات الأصول.

فقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% في التداولات الآسيوية يوم الإثنين، مما وفر دعمًا نسبيًا للذهب وبعض المعادن النفيسة الأخرى.

في سياق متصل، ارتفعت عقود الفضة الآجلة بنسبة 2% لتصل إلى 29.805 دولار للأونصة، بينما استقرت عقود البلاتين الآجلة عند 914.35 دولار للأونصة دون تغيير يُذكر.

أداء أسعار النحاس اليوم

ارتفعت أسعار النحاس بعد أسبوع من التراجعات، مستفيدة من ضعف الدولار الأمريكي، إلا أن المخاوف من التوترات التجارية حدت من هذه المكاسب.

وقال محللو ING إن الحرب التجارية العالمية تؤثر سلبًا على أداء المعادن الصناعية، خاصة في ظل التباطؤ الواضح للنمو العالمي. وأوضحوا أن الصين، كونها أكبر مستهلك للمعادن الصناعية، تُعد الطرف الأكثر تأثرًا في النزاع التجاري مع الولايات المتحدة، ما يجعل تحركات السوق في غاية الحساسية لأي تصعيد جديد.

انعكاس مسار أسعار النحاس وسط تصاعد الحرب التجارية

عكست أسعار النحاس، إلى جانب عدد من المعادن الأخرى، جزءًا من خسائرها السابقة التي جاءت نتيجة موجة بيع شاملة، وذلك في ظل استمرار الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تواصل تقويض آفاق الاقتصاد العالمي.

وجاء هذا بعد أن أعلنت الصين يوم الجمعة عن إجراءات انتقامية ردًا على الرسوم الجمركية الأمريكية الشاملة التي تم الإعلان عنها في الأسبوع السابق، مما عمّق الأزمة بين أكبر اقتصادين في العالم.

شهدت الأسواق تراجعات حادة في أسعار المعادن والنفط، ما دفع مؤشر بلومبرغ للسلع للهبوط بنسبة 5.8% خلال الأسبوع الماضي، في أسوأ أداء له منذ عام 2022.

وقد وسّع النحاس من خسائره على مدى ثلاثة أيام ليصل إلى تراجع بنسبة 16%، وهو أكبر انخفاض يشهده المعدن منذ الأزمة المالية العالمية في أكتوبر 2008.

وسجل النحاس مستوى 8,920 دولارًا للطن، في حين ارتفع النيكل بنسبة 0.6%. أما خام الحديد في سنغافورة، فقد تراجع بنسبة 4.2% ليصل إلى 96.4 دولارًا للطن، وهو أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر.

ارتفعت عقود النحاس القياسية في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1.1% لتسجل 8,846.50 دولار للطن، في حين انخفضت عقود النحاس الآجلة التي تنتهي في مايو بنسبة 0.3% لتصل إلى 4.4389 دولار للرطل.