الين يسجل أعلى مستوى له في 3 أسابيع مدعومًا بتزايد الطلب على العملة اليابانية كملاذ آمن

واصل الين الياباني صعوده في الأسواق الآسيوية يوم الخميس، محققًا مكاسب قوية لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، ليصل إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع. وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بتزايد الطلب على العملة اليابانية كملاذ آمن وسط اضطرابات الأسواق المالية العالمية، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن فرض رسوم جمركية أكثر صرامة من المتوقع على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

سعر صرف الين الياباني اليوم

سجل الدولار انخفاضًا بنسبة 1.64% مقابل الين ليصل إلى 146.82 ين عند الساعة 12:00 بتوقيت تركيا، وهو أدنى مستوى له منذ 11 مارس الماضي، مقارنة بسعر افتتاح التعاملات عند 149.21ين، بينما بلغ أعلى مستوى له خلال اليوم 149.24 ين وكان الين قد ارتفع يوم الأربعاء بنسبة 0.25% مقابل الدولار، محققًا ثاني مكسب يومي على التوالي، بفضل زيادة الإقبال على العملة اليابانية كملاذ آمن.

الأسباب الداعمة لصعود الين الياباني

يدعم ارتفاع مستويات الين الياباني أيضًا التراجع الحاد في العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، حيث شهدت الأسواق موجة كبيرة من عمليات شراء الديون الأمريكية وسط مخاوف من تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم.

تتزايد عمليات شراء الين الياباني مع تزايد القلق بشأن مستقبل التجارة العالمية، خصوصًا بعد تصريحات "ترامب" الأخيرة التي أثارت مخاوف المستثمرين بشأن تأثير السياسات الحمائية على الاقتصاد العالمي يأتي هذا في وقت يشهد فيه الاقتصاد الياباني تحديات متزايدة، حيث يحاول بنك اليابان الموازنة بين دعم النمو الاقتصادي والتحكم في التضخم.

تراجع الأسهم اليابانية بفعل التوترات التجارية

أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض حاد يوم الخميس، متأثرة بإعلان "ترامب" عن رسوم جمركية تبادلية فاقت التوقعات، وشملت كافة الدول، بما في ذلك الشركاء الاقتصاديين والحلفاء السياسيين لواشنطن.

• مؤشر نيكي: تراجع بنسبة 2.77% أو ما يعادل 990 نقطة ليصل إلى 34,735 نقطة.

• مؤشر توبكس: انخفض بحوالي 3.10% إلى 2,568 نقطة.

وقد فرض "ترامب" رسومًا جمركية جديدة بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، بينما استهدفت اليابان بتعريفة أعلى بلغت 24%، مما زاد من الضغوط على الأسواق المالية في طوكيو. كما بدأ سريان رسوم جمركية منفصلة بنسبة 25% على واردات السيارات، وهو ما زاد من تعقيد المشهد الاقتصادي.

انخفاض العائد على السندات الأمريكية

تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة 1.85% يوم الخميس، ليعمق خسائره للجلسة الخامسة على التوالي، مسجلًا أدنى مستوى في ستة أشهر عند 4.051%. ويأتي هذا الانخفاض مع تزايد عمليات شراء الديون الأمريكية بسبب المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، مما قد يجبر الاحتياطي الفيدرالي على تخفيض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.

الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي

أدت سياسة ترامب التجارية الجديدة إلى موجة من عمليات البيع الواسعة في الأسواق، حيث جاءت خطته لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي أكثر عدوانية من المتوقع وتضمنت الإجراءات فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسوم أعلى على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين، مثل الصين واليابان والاتحاد الأوروبي، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 9 أبريل، مستهدفة حوالي 60 دولة.

رسوم عدوانية على اليابان وتأثيرها على الأسواق

جاءت الرسوم الأمريكية على المنتجات اليابانية أكثر صرامة من المتوقع، حيث فرضت تعريفة قدرها 24% على جميع السلع اليابانية الواردة إلى الولايات المتحدة. وقد انعكس ذلك بوضوح على الأسواق اليابانية:

• تراجع مؤشر نيكي إلى أدنى مستوى له منذ ثمانية أشهر.

• هبوط العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات بأكبر نسبة منذ أغسطس 2024.

وفي ظل هذه التطورات، تواجه اليابان تحديات إضافية في الحفاظ على استقرار عملتها واقتصادها، خاصة أن الأسواق تترقب رد فعل الحكومة اليابانية على هذه السياسات.

آراء وتحليلات الخبراء حول الوضع الراهن

علق الخبراء على التطورات الأخيرة مؤكدين تأثيرها السلبي على الأسواق العالمية:

• كايل رودا، محلل الأسواق في كابيتال دوت كوم: "هزت رسوم ترامب ثقة الأسواق مجددًا، مما أدى إلى تجدد العزوف عن المخاطرة وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي."

• جون هاردي، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في ساكسو بنك: "تتمثل التداولات الرئيسية في هذه المرحلة في الملاذات الآمنة، بما في ذلك الين الياباني والفرنك السويسري، بالإضافة إلى سندات الخزانة الأمريكية، خاصة عند الطرف القصير من منحنى العائد."

• خبراء الاقتصاد في إس آند بي جلوبال: "الرسوم الجمركية الجديدة ستؤثر على النشاط التجاري العالمي، حيث أظهر استطلاعنا الأخير انخفاض مؤشر "أو جيبون بنك" لنشاط القطاع الخدمي في اليابان إلى 50 نقطة في مارس، مقارنة بـ 53.7 نقطة في فبراير، مما يلامس المستوى الفاصل بين النمو والانكماش."

مستقبل الأسواق في ظل التصعيد التجاري

مع استمرار التوترات التجارية وفرض الرسوم الجمركية الجديدة، يترقب المستثمرون الخطوات التالية من قبل الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وتبقى المسألة الرئيسية في الأيام القادمة هي مدى إمكانية إعادة التفاوض على هذه التعريفات وما إذا كان هناك خطر من فرض مزيد من القيود التجارية.

في ظل هذه المعطيات، يتجه المستثمرون نحو الأصول الأكثر أمانًا، مما يفسر الارتفاع المستمر للين الياباني وانخفاض الدولار، مع احتمالات متزايدة لمزيد من التقلبات في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة الأسواق ستظل في حالة من الترقب الحذر، حيث سيتحدد اتجاه الأسواق بناءً على القرارات المقبلة للولايات المتحدة وردود الفعل من الدول المتضررة.