الذهب يتداول حول أعلى مستوياته القياسية وسط ضبابية بشأن الرسوم ودعم من بيانات التضخم

ارتفعت أسعار الذهب يوم الخميس مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، مما عزز الطلب على الملاذات الآمنة، كما دعم المعدن النفيس انخفاض معدلات التضخم في الولايات المتحدة، وهو ما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة.

تلقت أسعار الذهب دعماً من بيانات رسمية صدرت أمس وأظهرت تباطؤ التضخم السنوي في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع إلى 2.8% في فبراير فضلاً عن استمرار تصاعد التوترات التجارية العالمية بعد تهديد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالرد على الرسوم الجمركية المضادة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بعض الواردات من الولايات المتحدة.

أداء أسعار الذهب اليوم

تعزز الطلب على الذهب مع استمر القلق بشأن الرسوم الجمركية، في حين دعمت بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أقل من المتوقع أسعار المعدن النفيس من خلال تعزيز توقعات خفض أسعار الفائدة.

مع استمرار التراجع الحاد والانخفاضات الواسعة التي تضرب الأسواق، يرى بعض المستثمرين أن هذه التقلبات توفر فرصًا ذهبية للشراء عند الانخفاض، إذ تمثل أسهم شركات الذهب فرص شراء حاليًا باعتبارها تستفيد من عدم اليقين والاضطرابات كالمعدن الأصفر.

وقال المحلل في "ماركس" (Marex)، إدوارد مير، "أعتقد أن 3,000 دولار هو الهدف المنطقي التالي، ومن المحتمل الوصول إليه خلال الأشهر المقبلة"، مضيفًا: "كانت بيانات مؤشر أسعار المستهلك مشجعة، لكنني أعتقد أن تأثير زيادة الرسوم الجمركية لم يظهر بعد في بيانات التضخم".

وأظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ارتفع بأقل من المتوقع خلال الشهر الماضي، إلا أن هذا التحسن قد يكون مؤقتًا في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات، والتي من المتوقع أن تزيد تكلفة معظم السلع في الأشهر المقبلة.

يتيح انخفاض التضخم مزيدًا من الفرص أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة، فيما يستفيد الذهب، الذي لا يحقق عوائد، من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشعل حربًا تجارية في وقت سابق من هذا الشهر، حيث رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%، كما فرض رسومًا جديدة بنسبة 25% على الواردات الكندية والمكسيكية.

إلا أنه تراجع لاحقًا وقرر منح إعفاء لمدة شهر لأي سلع تفي بقواعد المنشأ ضمن اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA).

كما عدل ترامب موقفه يوم الثلاثاء وتراجع عن قراره بمضاعفة الرسوم على الصلب والألمنيوم المستورد من كندا إلى 50%، بعد ساعات من الإعلان عنها.

ويتوقع على نطاق واسع أن تؤدي سياسات ترامب الجمركية إلى ارتفاع التضخم وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي، مما دفع الذهب إلى تسجيل مستوى قياسي بلغ 2,956.15 دولار للأوقية في 24 فبراير.

وينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم، للحصول على مزيد من المؤشرات حول توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

الذهب عند التسوية أمس

تحولت أسعار الذهب للارتفاع خلال جلسة الأربعاء، مدعومةً بحالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية، وبيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي أحيت الآمال في استئناف دورة التيسير النقدي.

وعند تسوية التعاملات، صعدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 0.9% أو 25.9 دولار عند 2946.80 دولار للأوقية، بعدما لامست 2911 دولارًا.

الذهب والدولار الآن

صعد الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 2,943.03 دولار للأوقية.

بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% إلى 2,951.90 دولار.

وعلى الجانب الآخر، استقرت عقود مؤشر الدولار الأمريكي عند مستوى 103.600 نقطة.

المعادن الأخرى

تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.5% إلى 33.05 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين بنسبة 0.5% إلى 979.09 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.6% ليصل إلى 954.05 دولار.

تحليلات وآراء الخبراء

أشار تقرير صادر عن محللين بقيادة ماركوس غارفي إلى أن الذهب قد يسجل متوسط سعر يبلغ 3,150 دولارًا للأونصة خلال هذه الفترة، مدعومًا بالمخاوف المتزايدة بشأن العجز المحتمل في الميزانية الأمريكية.

وارتفع الذهب بنسبة 12% منذ بداية العام، مدفوعًا بحالة عدم اليقين الجيوسياسي وسياسات الرسوم الجمركية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووفقًا لمؤسسة "ماكواري"، فإن تدهور التوقعات بشأن الميزانية الأمريكية يشير إلى احتمال ارتفاع التضخم، مما يعزز جاذبية الذهب كأداة تحوط.

وأضاف المحللون: "نرى أن قوة سعر الذهب مستمرة حتى الآن، وتوقعاتنا ببقاء هذا الاتجاه قائمة، نظرًا لاستعداد المستثمرين والمؤسسات الرسمية لدفع المزيد مقابل تحصين أنفسهم ضد مخاطر الائتمان أو فشل الشركات في الوفاء بالتزاماتها".

كما توقع محللون في "غولدمان ساكس" ارتفاع سعر الذهب إلى 3,100 دولار للأونصة بحلول نهاية العام، بينما رجحت "سيتي غروب" أن تصل الأسعار إلى 3,000 دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

قال إدوارد مير، المحلل في "ماركس" (Marex): "أعتقد أن 3,000 دولار هو الهدف المنطقي التالي، ومن المحتمل الوصول إليه خلال الأشهر المقبلة"، مشيرًا إلى أن بيانات التضخم الأخيرة كانت مشجعة، لكن التأثير الكامل للرسوم الجمركية لم يظهر بعد في البيانات الاقتصادية.

وتتوقع الأسواق أن يؤدي انخفاض التضخم إلى تمهيد الطريق أمام الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، مما يعزز جاذبية الذهب الذي لا يحقق عوائد لكنه يستفيد من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.