ارتفاع أسعار الذهب وسط تراجع الدولار الأمريكي وترقب رسوم جمركية أميركية جديدة

ارتفعت أسعار الذهب العالمية بينما يترقب المستثمرون مزيدًا من التفاصيل بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية متبادلة، والتي قد تؤجج التوترات التجارية العالمية.

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين مدعومة بانخفاض الدولار الأميركي، فيما يترقب المستثمرون المزيد من التفاصيل حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية قد تزيد من حدة التوتر العالمي.

في الوقت نفسه، يحوم مؤشر الدولار بالقرب من أدنى مستوى له في شهرين، نتيجة تقييم المستثمرين لبيانات اقتصادية أميركية جاءت أضعف من المتوقع، مما يجعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأجنبية.

وفي تصريح له، أشار كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى شركة أواندا، إلى أن ضعف الدولار والضبابية حول كيفية تعامل ترامب مع شركاء تجاريين رئيسيين في تطبيق سياسته الجمركية يعززان من جاذبية الذهب، بحسب رويترز.

كما واصل ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الرسوم على السيارات ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل.

ومن المقرر أن تبدأ إدارة ترامب خلال الأيام المقبلة محادثات سلام مع مفاوضين روس وأوكرانيين في المملكة العربية السعودية.

وتسببت سياسات "ترامب" الحمائية أيضاً في رفع علاوة المخاطر التجارية في أسواق السلع الأساسية والمعادن، ما دفع المستثمرين للإقبال على حيازة الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.

ومن ناحية أخرى، تقلصت علاوة مخاطر التوترات الجيوسياسية في أوروبا وسط احتمالات توصل روسيا وأوكرانيا لاتفاق سلام برعاية أمريكية، بعدما أجرت واشنطن اتصالات مع موسكو وكييف الأسبوع الماضي أعرب خلالها الطرفان عن رغبتهما في إنهاء الحرب.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى شركة كيه.سي.إم تريد: "إذا أدت المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والروس إلى تحسين فرص التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب، فقد يتضاءل الطلب على شراء الملاذ الآمن، مما قد يفقد الذهب بعض زخمه".

وأضاف: "مع استمرار الحديث عن الرسوم الجمركية والتضخم الذي يثير قلق المستثمرين، قد يرتفع الذهب حتى وإن انخفضت تدفقات الملاذ الآمن".

وينظر إلى الذهب على أنه تحوط ضد ارتفاع الأسعار والاضطرابات الجيوسياسية.

أداء أسعار الذهب

الذهب عند التسوية أمس

تحولت أسعار الذهب للانخفاض خلال تعاملات الجمعة، مع عمليات جني المستثمرين للأرباح، لكن المعدن الأصفر حقق مكاسب للأسبوع السابع على التوالي ىوعند تسوية التداولات، تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 1.5% أو 44.7 دولار عند 2900.7 دولار للأوقية، لكنها حققت مكاسب أسبوعية بنسبة 0.45%.

الذهب والدولار الآن

ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 2,910.7 دولار للأوقية فيما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% إلى 2,912.00 دولار وعلى الجانب الآخر، استقرت عقود مؤشر الدولار الأمريكي عند مستوى 106.65 نقطة.

المعادن الأخرى

ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.7% إلى 32.36 دولار للأوقية، بعد أن سجلت يوم الجمعة أعلى مستوى لها منذ 31 أكتوبر، مستفيدة من العوامل التي دفعت الذهب إلى تحقيق ارتفاعات قياسية متتالية. وأشار بعض المحللين إلى أن المستثمرين في الفضة قد يستهدفون اختبار أعلى مستوى للمعادن خلال 10 سنوات.

وصعد البلاتين بنسبة 0.6% إلى 984.98 دولار، بينما قفز البلاديوم بنسبة 1.7% إلى 977.99 دولار.

عودة الرهانات على خفض الفائدة الأميركية

كان المتداولون يدققون أيضاً في أحدث البيانات الاقتصادية الأميركية، بحثاً عن أدلة حول المسار المحتمل لبنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، بعد أن أظهر تقرير يوم الجمعة أن مبيعات التجزئة انخفضت بأكبر قدر في ما يقرب من عامين.

دفعت الأرقام المتداولين إلى إعادة الرهانات على أن الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر. عادة ما تستفيد أسعار الذهب من انخفاض تكاليف الاقتراض، لأنه لا يدر فائدة.

خفض مديرو الأموال رهاناتهم الصعودية على الذهب إلى أدنى مستوى في أربعة أسابيع في الأسبوع المنتهي في 11 فبراير، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن لجنة تداول السلع الآجلة يوم الجمعة.

وعلى الرغم من هبوط يوم الجمعة، لا تزال الأسعار تحقق تقدمها الأسبوعي السابع على التوالي، وهي أطول سلسلة مكاسب منذ عام 2020.

ساعد استمرار البنوك المركزية بما في ذلك في الصين، في شراء الذهب، إلى جانب ارتفاع الحيازات في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالسبائك، في دعم الأسعار وسجلت السبائك أعلى مستوى على الإطلاق عند 2942.68 دولار للأونصة يوم الثلاثاء.