أونصة الذهب تسجل مستوى قياسياً جديداً مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد بعد أن فرض الرئيس دونالد ترمب تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم الأمريكية، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، وهو ما يعزز الطلب على الملاذات الآمنة.

وصلت أسعار الذهب إلى ذروتها التاريخية فوق 2942 دولارا للأونصة قبل أن تتراجع بشكل طفيف، وذلك بعدما قفزت بنسبة 1.7% في الجلسة السابقة.

وتفوق المعدن الأصفر بشكل كبير على المعادن الأخرى، متجاهلاً قوة الدولار بعد أن وقع ترامب أوامر بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة كما أثار ترامب أيضًا احتمال فرض المزيد من الرسوم التجارية هذا الأسبوع .

كما أدت زيادة التوترات الجيوسياسية إلى زيادة الطلب على الذهب، بعد أن طالب ترامب حركة حماس بإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول نهاية هذا الأسبوع، محذراً من عواقب وخيمة .

صعد ترامب أيضًا من المخاوف بشأن العلاقات في الشرق الأوسط، بعد أن هدد بأن "كل الجحيم سيفتح" ضد حماس إذا لم تقم الجماعة المسلحة بإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين لديها بحلول يوم السبت.

وقال ترامب إنه إذا لم تتم إعادة الرهائن، فإنه سيقترح إلغاء وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه مؤخرًا بين إسرائيل وحماس. وجاء ذلك بعد أن علّقت حماس إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين بدعوى أن إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار.

وقد عزز خطاب ترامب بشأن إسرائيل وحماس المخاوف من تصعيد أوسع في الصراع في الشرق الأوسط. وكان قد اقترح في وقت سابق تهجير الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة إلى الدول العربية المجاورة، وهي خطوة رفضتها دول الشرق الأوسط بشكل قاطع.

وقال ترمب يوم الاثنين إن الرسوم الجمركية، التي ستدخل حيز التنفيذ في 4 مارس، ستساعد في تعزيز الإنتاج المحلي وجلب المزيد من الوظائف إلى الولايات المتحدة، محذراً من أن التعريفات "قد ترتفع أكثر"، مما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن.

أسعار الذهب اليوم

استقرت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم أبريل عند 2934.60 دولار للأوقية في تمام الساعة 10:54 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة، بعدما سجلت مستوى قياسيًا في نهاية جلسة الإثنين عند 2934.40 دولار للأوقية.

وارتفع السعر الفوري للذهب 0.17% إلى 2912.40 دولار للأوقية، بعدما لامس مستوى قياسياً خلال تعاملات اليوم عند 2942.70 دولار للأوقية.

في حين انخفضت عقود الفضة تسليم مارس 0.96% إلى 31.18 دولار للأوقية، وكذلك السعر الفوري للبلاتين بنسبة 0.70% إلى 984.49 دولار للأوقية.

شهد المعدن الثمين زيادة بنسبة 11% هذا العام، مسجلًا سلسلة من الأرقام القياسية، حيث تعزز تحركات ترمب المزعزعة في ملف التجارة والجانب الجيوسياسي من دوره كوسيلة لحفظ القيمة في الأوقات غير المستقرة.

كما تحاول الأسواق تقييم التأثيرات المحتملة على الاقتصاد الأميركي والسياسة النقدية إذا أعادت سياسات البيت الأبيض إشعال التضخم وكبح النمو.

سيتركز اهتمام المستثمرين على شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس يومي الثلاثاء والأربعاء للحصول على مؤشرات حول اتجاه السياسة النقدية.

وارتفعت توقعات التضخم على المدى القصير عن توقعات المدى الطويل لتشكل أكبر فجوة منذ عام 2023، مع وصول معدل التعادل (وهو مقياس يستخدم في الأسواق المالية لقياس توقعات التضخم) لمدة خمس سنوات إلى 2.64% يوم الإثنين. قد يدعم ذلك الفكرة بضرورة إبطاء وتيرة التيسير النقدي، وهو سيناريو قد يكون سلبياً بالنسبة للذهب نظراً لأنه لا يدر فوائد.

في مكان آخر، وسع بنك الصين المركزي احتياطياته من الذهب للشهر الثالث في يناير، مما يشير إلى التزام مستمر بتنويع الاحتياطيات حتى مع وصول الأسعار إلى مستويات تاريخية عالية.

كما أعلنت أكبر اقتصادات آسيا عن برنامج تجريبي يسمح لـ10 شركات تأمين كبرى بالاستثمار بما يصل إلى 1% من أصولها في الذهب للمرة الأولى. قد يترجم ذلك إلى حوالي 200 مليار يوان (27.4 مليار دولار) من الأموال، وفقا لما ذكرته شركة "مينشنغ سيكيوريتيز" في مذكرة.

وقال كايل رودا محلل الأسواق المالية في كابيتال دوت كوم "خطر اندلاع حرب تجارية عالمية يفرض ضغوطا على تداول الذهب... يبدو أن المشترين غير حساسين إلى حد ما تجاه الأسعار لأن التجار يفعلون ما في وسعهم لشحن الذهب إلى الولايات المتحدة لتجنب أي رسوم جمركية محتملة تفرض على المعدن".

وقد تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى تفاقم التضخم في الولايات المتحدة، فيما ينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين غدا الأربعاء ومؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس.