- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار يواصل تألقه محققًا مكاسب جديدة بعد مكاسب على مدار 2024 أمام معظم العملات
الدولار يواصل تألقه محققًا مكاسب جديدة بعد مكاسب على مدار 2024 أمام معظم العملات
مع انطلاقة عام 2025، يواصل الدولار الأميركي هيمنته على الأسواق المالية العالمية، مدعومًا بأداء قوي خلال العام الماضي وتوقعات باستمرار تفوقه على معظم العملات الرئيسية. شهد عام 2024 سلسلة من الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية التي عززت مكانة الدولار كعملة رائدة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، وازدياد التوترات الجيوسياسية، وضعف النمو في الاقتصادات العالمية الكبرى.
في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات اقتصادية متزايدة، تبدو الولايات المتحدة وكأنها في موقع استثنائي، حيث يدعم اقتصادها المتين وارتفاع عوائد سندات الخزانة الطلب على الدولار. هذا الوضع يُبرز الفجوة الواضحة بين السياسة النقدية الأميركية وسياسات البنوك المركزية الأخرى التي تواجه صعوبات في تحقيق استقرار اقتصادي.
أداء الدولار والعملات الرئيسية في بداية 2025
بدأ الدولار الأميركي العام الجديد بمكاسب ملحوظة، حيث سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، مستوى 108.53 في التعاملات المبكرة. ورغم تراجعه الطفيف عن أعلى مستوى له في عامين، إلا أن المؤشر أنهى 2024 بمكاسب بلغت 7%.
يعود هذا الأداء القوي إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية نتيجة تمسك الاحتياطي الفيدرالي بموقفه المتشدد تجاه أسعار الفائدة، بجانب الطلب المتزايد على الدولار كملاذ آمن.
في المقابل، يعاني الين الياباني من ضغوط مستمرة، حيث افتتح تداولات العام الجديد عند مستوى 157.54 مقابل الدولار، وهو قريب من أدنى مستوياته في خمسة أشهر.
هذا التراجع يأتي ضمن سلسلة خسائر استمرت لأربعة أعوام متتالية، حيث فقد الين 11.6% من قيمته مقابل الدولار خلال 2024. ورغم هذه الخسائر، شهد الدولار تراجعًا طفيفًا أمام الين بنسبة 0.2% ليصل إلى 156.99 ين في التعاملات المبكرة.
أسباب قوة الدولار وتأثيرها على الأسواق
تعزى مكاسب الدولار إلى مجموعة من العوامل، أبرزها استمرار الاحتياطي الفيدرالي في تبني سياسة نقدية متشددة، مع إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا. هذا التوجه يعزز جاذبية الدولار بين المستثمرين الذين يبحثون عن عوائد مرتفعة ومستقرة.
كما لعبت التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، دورًا كبيرًا في دعم الدولار كملاذ آمن. إضافة إلى ذلك، ساهمت توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا وآسيا في زيادة الطلب على العملة الأميركية.
أداء العملات الأوروبية في ظل التحديات
على صعيد العملات الأوروبية، شهد اليورو استقرارًا عند 1.0353 دولار، بعد أن فقد أكثر من 6% من قيمته خلال 2024. ويتوقع المحللون أن يواجه البنك المركزي الأوروبي تحديات كبيرة خلال 2025، مع استمرار الضغوط لتخفيض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من نظيره الأميركي. وتشير التوقعات إلى تخفيضات بنحو 113 نقطة أساس في أوروبا، مقارنة بـ 42 نقطة أساس في الولايات المتحدة.
أما الجنيه الإسترليني، فقد سجل 1.2519 دولار، محققًا أداءً أفضل نسبيًا مقارنة بالعملات الأخرى. رغم تراجعه بنسبة 1.7% خلال العام الماضي، إلا أن الاقتصاد البريطاني أظهر مرونة أفضل من المتوقع، مما ساهم في الحد من خسائر العملة.
الين الياباني بين التحديات والآمال
كان الين الياباني من أكثر العملات تضررًا خلال 2024، حيث استمر في الانخفاض نتيجة اتساع فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة. ورغم التوقعات بتدخل السلطات اليابانية لتحقيق الاستقرار، يبقى الين تحت ضغط كبير. وتترقب الأسواق اجتماع البنك المركزي الياباني المقبل، وسط انقسام حول إمكانية رفع أسعار الفائدة أو الإبقاء على السياسة الحالية.
توقعات السوق لعام 2025
مع استمرار الفارق الكبير بين السياسات النقدية في الولايات المتحدة وبقية العالم، من المتوقع أن يحافظ الدولار على قوته خلال العام الجديد. ومع ذلك، يبقى المستثمرون حذرين من أي تغييرات مفاجئة في السياسات النقدية قد تؤثر على التوجهات الحالية.
الدولار الأميركي يبدو في موقع جيد للاستفادة من التوترات الجيوسياسية وضعف النمو العالمي، ما يعزز مكانته كعملة رائدة. ولكن على المدى البعيد، ستعتمد ديناميكيات السوق على قدرة الاقتصادات الأخرى على التكيف مع التحديات الحالية وتبني سياسات قادرة على مواجهة هيمنة الدولار.
الخلاصة : مع استمرار التباين في السياسات النقدية بين الولايات المتحدة وبقية الاقتصادات الكبرى، من المتوقع أن يظل الدولار في موقف قوي خلال 2025 ومع ذلك، يبقى مراقبو السوق حذرين بشأن أي تحولات محتملة في سياسات البنوك المركزية قد تؤثر على اتجاهات العملات العالمية.