- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يحقق مكاسب سنوية 26% مدعوماً بعمليات التيسير النقدي الأميركي والمخاطر الجيوسياسية
الذهب يحقق مكاسب سنوية 26% مدعوماً بعمليات التيسير النقدي الأميركي والمخاطر الجيوسياسية
في عام شهد تقلبات غير مسبوقة على الساحة الاقتصادية والجيوسياسية، استطاع الذهب أن يتصدر المشهد كواحد من أفضل الأصول أداءً خلال 2024. وسط التوترات العالمية، والسياسات النقدية المتغيرة، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، حقق المعدن الأصفر مكاسب استثنائية تجاوزت التوقعات.
هذا الأداء التاريخي يثير تساؤلات عديدة حول مستقبل الذهب في العام المقبل: هل يستمر في تألقه كملاذ آمن للمستثمرين أم أن تحديات جديدة قد تقلب الموازين؟ في هذا المقال، نقدم تحليلًا شاملًا للأداء الماضي والتوقعات المستقبلية، مدعومًا بآراء خبراء الاقتصاد وأسواق المال.
يتناول المقال الأداء التاريخي للذهب في عام 2024، حيث سجل مكاسب بنسبة 26% مدعومة بالتيسير النقدي الأميركي، التوترات الجيوسياسية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية. يناقش أيضًا التوقعات المستقبلية لعام 2025 في ظل توقعات باستمرار الارتفاع، مدفوعة بعوامل مثل تخفيض الفائدة وزيادة الطلب العالمي. المقال يقدم تحليلًا شاملًا للأسباب، المقارنات مع الأسواق الأخرى، والعوامل المؤثرة في أسعار الذهب.
الذهب في عام 2024: عام المكاسب الاستثنائية
كان عام 2024 عامًا استثنائيًا للذهب، حيث تمكن المعدن الأصفر من تحقيق مكاسب بلغت 26%، وهي واحدة من أعلى النسب في هذا القرن. جاء هذا الأداء المتميز مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية:
-
التيسير النقدي الأميركي:
-
قام الفيدرالي الأميركي بخفض معدلات الفائدة بشكل ملحوظ خلال العام.
-
خفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما شجع المستثمرين على الاتجاه نحو المعدن الثمين.
-
-
التوترات الجيوسياسية:
-
تصاعدت الصراعات في الشرق الأوسط واستمر الصراع في أوكرانيا، مما زاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
-
السياسات التجارية التصعيدية للرئيس المنتخب دونالد ترامب أثرت على الأسواق العالمية وزادت من تقلباتها.
-
-
مشتريات البنوك المركزية:
-
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن 29% من البنوك المركزية تعتزم زيادة احتياطياتها من الذهب، وهو أعلى مستوى منذ عام 2018.
-
الصين لعبت دورًا بارزًا في زيادة الطلب العالمي على الذهب، حيث ضاعفت احتياطياتها الرسمية منذ عام 2008.
-
مقارنة مع الأسواق الأخرى
رغم التراجع الطفيف في أسعار الذهب بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر، إلا أن المعدن الأصفر تفوق على معظم السلع الأخرى:
-
المعادن الأساسية:
-
شهدت أداءً متباينًا خلال العام وتراجع خام الحديد بشكل ملحوظ.
-
-
مؤشرات الأسهم الأميركية:
-
تفوق الذهب بنسبة كبيرة على مكاسب مؤشر S&P 500 التي بلغت 25%.
-
اقترب أداؤه من مكاسب مؤشر ناسداك المركب للتكنولوجيا الثقيلة، التي بلغت 31%.
-
التوقعات لعام 2025: هل يستمر لمعان الذهب؟
مع دخول عام 2025، يتوقع الخبراء أن يستمر الذهب في مساره الصعودي، حيث تشير التقديرات إلى إمكانية وصول أسعاره إلى مستويات قياسية جديدة.
-
تتوقع بنوك جيه بي مورغان، غولدمان ساكس، وسيتي غروب أن يصل سعر الذهب إلى 3000 دولار للأونصة هذه التوقعات مبنية على عدة عوامل:
-
تخفيضات إضافية محتملة في معدلات الفائدة.
-
استمرار الأوضاع الجيوسياسية المتوترة.
-
زيادة الطلب من البنوك المركزية.
-
-
السياسات النقدية للفيدرالي الأميركي: أشار جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأميركي، إلى أن مزيدًا من الخفض في معدلات الفائدة يعتمد على التقدم في السيطرة على التضخم.
العوامل المؤثرة في أسعار الذهب لعام 2025
-
السياسات التجارية للرئيس ترامب:
-
تصعيد الحرب التجارية مع الصين وأوروبا وكندا قد يؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية.
-
زيادة الرسوم الجمركية من المتوقع أن تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
-
-
التوترات الجيوسياسية المستمرة:
-
استمرار الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
-
تأثير هذه الصراعات على استقرار الأسواق العالمية وزيادة الإقبال على الأصول الآمنة.
-
-
زيادة الطلب في الصين:
-
تصاعد الإقبال من قبل المستثمرين الصينيين.
-
تأثير السياسات التجارية الأميركية على تعزيز جاذبية الذهب في الأسواق الآسيوية.
-
تحليل السوق الحالي: نهاية عام 2024
مع نهاية أيام التداول في العام 2024 ، استقرت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء الساعة 10:30 بتوقيت تركيا عند 2608.09 دولار للأونصة في المعاملات الفورية و2620.60 دولار للعقود الآجلة وقد تميزت التداولات بضعف النشاط نتيجة عطلة نهاية العام وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى KCM Trade: "تمتع الذهب بعام رائع في 2024، وكان جزء كبير من هذا الأداء مدعومًا بالتحول نحو بيئة أسعار فائدة أقل".
أداء المعادن النفيسة الأخرى
الفضة: استقرت عند 28.98 دولار للأونصة وسجلت أفضل أداء سنوي منذ عام 2020.
البلاتين والبلاديوم: استقر البلاتين عند 900.71 دولار ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 908.25 دولار وكلا المعدنين يتجهان لتسجيل خسائر سنوية.
خاتمة وتوقعات مستقبلية
يبقى الذهب أحد الأصول الأكثر استقرارًا وجاذبية في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية مع استمرار المخاطر العالمية وتوجه السياسات النقدية نحو تخفيض الفائدة، من المتوقع أن يحافظ المعدن الأصفر على زخمه الصعودي في عام 2025 وبالنظر إلى التحديات المقبلة، سيكون الذهب الخيار الأمثل للمستثمرين الباحثين عن الأمان والاستثمار طويل الأجل.