- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- أسعار النفط ترتفع وتحقق مكاسب أسبوعية بنحو 2% لأول مرة في ثلاثة أسابيع
أسعار النفط ترتفع وتحقق مكاسب أسبوعية بنحو 2% لأول مرة في ثلاثة أسابيع
حققت أسعار النفط مكاسب قوية هذا الأسبوع بنسبة 6%، مدفوعة بتزايد التوترات الجيوسياسية التي تهدد بتعطيل الإمدادات العالمية يأتي ذلك في ظل تشديد العقوبات الغربية على روسيا وإيران، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يزيد من التفاؤل بشأن نمو الطلب على الوقود.
وعلى الرغم من التوقعات المستقبلية بوجود فائض في المعروض، فإن التزام "أوبك+" بخفض الإنتاج وعودة تحفيز الاقتصاد الصيني قد يدعمان الأسعار على المدى القريب.
المكاسب الأسبوعية لأسعار النفط
سجلت أسعار النفط مكاسب قوية خلال تداولات الأسبوع:
- خام غرب تكساس الوسيط ارتفع بنسبة 1.8% ليغلق عند 71.29 دولار للبرميل، محققاً مكاسب أسبوعية بلغت 6%، وهي الأعلى منذ مطلع نوفمبر.
- خام برنت العالمي صعد بنسبة 1.5% ليغلق عند 74.49 دولار للبرميل.
وجاءت هذه المكاسب وسط تزايد المخاوف الجيوسياسية بعد الضربات الجوية الروسية على أوكرانيا، التي أسهمت في رفع المخاطر المرتبطة بالإمدادات النفطية العالمية.
التوترات الجيوسياسية: عقوبات متزايدة على روسيا وإيران
أدت التوترات السياسية إلى تعزيز القلق بشأن نقص الإمدادات، خاصة في ظل:
- الحزمة الخامسة عشرة من العقوبات الأوروبية على روسيا، والتي استهدفت أسطول الناقلات الروسي المستخدم في تصدير النفط "غير المُعلن".
- دراسة الولايات المتحدة فرض مزيد من القيود على تجارة النفط الروسية، ما يزيد من الضغوط على الإمدادات العالمية.
- تحركات تجاه إيران: أكدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا استعدادها لإعادة فرض جميع العقوبات الدولية على إيران، في حال مضت قدماً في تطوير برنامجها النووي.
هذه التطورات تدفع المتداولين للتحوط من المخاطر المتزايدة، وسط رهانات على ارتفاع الأسعار.
التزام أوبك+ يدعم الأسواق
في خطوة تعزز ثقة الأسواق بالتزام "أوبك+" بخطط خفض الإنتاج:
- خفضت الإمارات مخصصات شحنات النفط لبعض عملائها في آسيا، مما يعكس التزامها القوي بحصص الإنتاج.
هذا الالتزام ساعد في تقليل المخاوف بشأن وفرة المعروض على المدى القصير، وأعطى دعماً إضافياً للأسعار.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
الطلب العالمي: الصين في مقدمة الداعمين
أعلنت الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، عن توجهات تحفيزية قوية لدعم اقتصادها:
- تعهد كبار المسؤولين في الصين برفع العجز المالي وتحفيز الاستهلاك في 2024، وهو ما يُتوقع أن يرفع الطلب على الوقود.
- تُشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع واردات الخام الصيني حتى أوائل 2025، حيث تسعى المصافي الصينية للاستفادة من انخفاض الأسعار الحالية.
على المدى الطويل، توقعت شركة "رابيدون إنرجي" حدوث طفرة في الطلب العالمي على النفط بعد عام 2035، مدفوعة بالنمو الاقتصادي الآسيوي.
التوقعات العالمية للإمدادات والطلب
رغم تحسن الأسعار، تظل التوقعات للإمدادات العالمية تُلقي بظلالها على الأسواق:
- توقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة إمدادات الدول غير الأعضاء في "أوبك+" بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً خلال 2024، تقودها الولايات المتحدة وكندا والبرازيل.
- بالمقابل، رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي إلى 1.1 مليون برميل يومياً، مدعوماً بالتحفيز الاقتصادي الآسيوي.
ومع ذلك، حذرت الوكالة من احتمالية فائض في المعروض بحلول عام 2025، مما قد يضغط على الأسعار لاحقاً.
المضاربات والتحركات في الأسواق
أظهرت بيانات التداول أن المتداولين يستعدون لارتفاع الأسعار:
- تفوقت خيارات شراء مزيج برنت (التي تحقق أرباحاً مع ارتفاع الأسعار) على نظيراتها البيعية لأول مرة منذ 3 أسابيع، مما يعكس الرهانات على استمرار الصعود.
- ارتفعت أيضاً التقلبات الضمنية للأسعار، مما يعكس حالة عدم اليقين المتزايدة في الأسواق.
تأثير السياسة النقدية الأمريكية على النفط
عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية التفاؤل في الأسواق:
- يُراهن المستثمرون على أن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض أسعار الفائدة قريباً، بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية زيادة طلبات إعانات البطالة.
- خفض الفائدة من شأنه دعم النشاط الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب على الطاقة، ما يعطي زخماً إضافياً للأسعار.
الاستراتيجية المستقبلية لـ"أوبك"
قال المحلل "بافيل مولتشانوف" من "ريموند جيمس":
"قرار أوبك بالعودة إلى زيادة الإنتاج قد يُشكل خطراً على المعروض العالمي، ولكن من المرجح أن يحدث هذا السيناريو في عام 2026 وليس 2025".
في الوقت ذاته، تُشير توقعات "غولدمان ساكس" إلى أن إنتاج النفط الصخري الأميركي قد ينمو بمقدار 600 ألف برميل يومياً في 2025، لكنه يبقى مهدداً بالتباطؤ إذا انخفضت الأسعار إلى أقل من 70 دولاراً للبرميل.
الخلاصة : في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وزيادة العقوبات الغربية على روسيا وإيران، وتوقعات بتحفيز اقتصادي قوي في الصين، تمكنت أسعار النفط من تسجيل مكاسب قوية هذا الأسبوع. ومع استمرار التزام "أوبك+" بخفض الإنتاج، سيبقى الطلب عاملاً رئيسياً لدعم الأسعار على المدى القريب، رغم توقعات بزيادة الإمدادات العالمية خلال العام المقبل.