- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- تراجع أسعار الذهب عند التسوية لكنها تحقق مكاسب أسبوعية بدعم توقعات خفض الفائدة الأميركية
تراجع أسعار الذهب عند التسوية لكنها تحقق مكاسب أسبوعية بدعم توقعات خفض الفائدة الأميركية
شهدت أسعار الذهب تحركات متباينة خلال الأسبوع الماضي، حيث تراجعت عند التسوية لكنها أنهت سلسلة خسائر امتدت لأسبوعين يأتي هذا الأداء وسط توقعات متزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال ديسمبر، مع ترقب خطاب رئيسه جيروم باول.
كما زادت التوقعات بارتفاع التضخم نتيجة سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، التي تتضمن رسومًا جمركية وقيودًا تجارية قد تؤثر على الاقتصاد العالمي في ظل هذه التطورات، يبقى الذهب مرشحًا لتحقيق مكاسب إضافية، بدعم من الطلب المتزايد عليه كملاذ آمن وارتفاع مشتريات البنوك المركزية حول العالم.
انخفضت أسعار الذهب بعد صدور بيانات متباينة في الولايات المتحدة، إذ تتوجه أنظار المستثمرين إلى اجتماع لجنة السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال 2024 والمقرر انعقاده الأسبوع المقبل.
من المقرر أن يوجه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خطابًا يوم الأربعاء، حيث ينتظر المشاركون في الأسواق تحليلات دقيقة للسياسة النقدية الأمريكية لعام 2025 ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التكهنات حول سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، والتي يرى الخبراء أنها قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.
توقعات أداء الذهب في 2025
وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، من المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب بوتيرة أبطأ في عام 2025. ويرى التقرير أن التضخم والنمو الاقتصادي في عهد الرئيس ترامب قد يحدان من المكاسب، خاصة في ظل التعقيدات المحيطة بتوقعات أسعار الفائدة الأمريكية.
ومع ذلك، شهد الذهب أداءً قويًا منذ بداية العام الجاري، حيث ارتفعت أسعاره بنسبة تقارب 30%، بدعم من السياسات النقدية التيسيرية التي ينفذها الاحتياطي الفيدرالي والطلب المتزايد عليه كملاذ آمن. كما ساهم استمرار شراء البنوك المركزية حول العالم في تعزيز زخم أسعار المعدن النفيس. ويتجه الذهب لتحقيق أكبر مكاسب سنوية له منذ عام 2007.
توقعات مجموعة ING لأسعار الذهب
أشارت التقديرات الصادرة عن مجموعة ING إلى أن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين ستلقي بظلالها على أسواق الطاقة والسلع خلال العام المقبل. في المقابل، تبدو التوقعات أكثر تفاؤلًا بالنسبة للذهب، الذي يستفيد عادة من الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية.
وأوضح التقرير أن تهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الشركاء التجاريين قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق، تشمل قطاعات النفط والمعادن والسلع الزراعية. ويُرجح أن تتبع الدول المتضررة إجراءات مضادة قد تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي.
التوقعات السعرية للذهب
توقع تقرير ING أن يبلغ متوسط سعر الذهب نحو 2760 دولارًا للأونصة في عام 2025 ويعود هذا الارتفاع إلى العوامل التالية:
-
استمرار المخاوف الجيوسياسية.
-
زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب لتعزيز وتنويع احتياطياتها النقدية.
-
الطلب المتزايد على الذهب كخيار آمن للمستثمرين في ظل الأزمات الاقتصادية.
توقعات بنك UBS
من جهته، أشار بنك الاستثمار السويسري UBS إلى توقعاته بوصول أسعار الذهب إلى 2900 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025. وأرجع البنك هذه التوقعات إلى:
-
زيادة الطلب من البنوك المركزية العالمية.
-
انخفاض أسعار الفائدة، والذي سيزيد من جاذبية الذهب كأصل غير مدر للعوائد.
-
استمرار الضغوط التضخمية وارتفاع الدين الأمريكي.
وأكد محللو البنك أن التضخم من المتوقع أن يستقر عند مستويات مرتفعة نسبيًا خلال السنوات المقبلة. وتشمل التوقعات:
-
3% في نهاية 2024.
-
2.6% في نهاية 2025.
-
2.5% حتى عام 2027.
سياسات ترامب والتضخم المستقبلي
أوضح تقرير UBS أن سياسات ترامب الحمائية، مثل فرض الرسوم الجمركية والقيود التجارية، قد تؤدي إلى ارتفاع التكاليف على المستهلكين والشركات، مما سيؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي. ويرى الخبراء أن هذه السياسات قد تدفع معدلات التضخم للارتفاع بشكل ملحوظ.
كما أن التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء، وزيادة الضرائب البيئية، وتكاليف التأمين المرتفعة ستخلق بيئة ذات تكاليف طاقة أعلى. من شأن ذلك أن يضيف مزيدًا من الضغوط التضخمية على الاقتصاد العالمي، مما يعزز مكانة الذهب كتحوط فعّال ضد التضخم.
أداء أسعار الذهب والمعادن الأخرى
بالأمس، تراجعت أسعار الذهب في السوق الفورية بنسبة 1.22% لتغلق عند مستويات 2,648 دولارًا للأوقية. كما انخفضت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.24% لتسجل 2,675 دولارًا.
وفي المقابل، شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.04% ليصل إلى 106.68 نقطة، مما ضغط على أسعار الذهب نظرًا للعلاقة العكسية بينهما.
أداء المعادن الأخرى:
-
الفضة: تراجعت بنسبة 1.36% لتصل إلى 30.56 دولارًا للأوقية.
-
البلاتين: انخفض بنسبة 1.74% مسجلًا 924 دولارًا.
-
البلاديوم: تراجع بنسبة 3.01% إلى 961.7 دولارًا.
توقعات الأسواق لأسعار الفائدة
بحسب أداة "فيد واتش" التابعة لمجموعة CME، تُظهر البيانات أن الأسواق تتوقع بنسبة 97.5% أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل، وهو ما يعد ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالتوقعات السابقة التي بلغت 86% الأسبوع الماضي.
الخلاصة : في ظل التوقعات بخفض أسعار الفائدة، وارتفاع معدلات التضخم، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، يبدو أن الذهب سيواصل تألقه كأحد أبرز الأصول الاستثمارية الآمنة. ومع زيادة الطلب من البنوك المركزية وارتفاع الدين الأمريكي، تبقى النظرة المستقبلية لأسعار الذهب إيجابية، وسط توقعات بأن يصل إلى مستويات قياسية جديدة في السنوات القادمة.