انخفاض أسعار النفط عند التسوية مسجلة خسائر أسبوعية وسط مؤشرات ضعف الطلب

أداء أسعار النفط خلال الأسبوع

اختتمت أسعار النفط تعاملاتها يوم الجمعة بانخفاض ملموس، متأثرةً بتوقعات السوق السلبية تجاه الطلب والمعروض.

• خام برنت القياسي:
  انخفضت العقود الآجلة تسليم فبراير 2025 بنسبة 1.35% أو 97 سنتًا لتستقر عند 71.12 دولار للبرميل. وعلى صعيد الأداء الأسبوعي، سجل الخام خسائر بلغت 1%.
• خام نايمكس الأمريكي:
  تراجعت العقود الآجلة تسليم يناير 2025 بنسبة 1.6% أو 1.1 دولار، لتغلق عند 67.2 دولار للبرميل، مسجلة خسائر أسبوعية بنسبة 1.2%.

هذا التراجع يأتي في سياق توقعات بتراجع الطلب العالمي، لا سيما من الصين، التي تُعد أحد أكبر المستهلكين للطاقة عالميًا.

"أوبك+" وتأجيل خطط زيادة الإنتاج

في خطوة تهدف إلى مواجهة تقلبات السوق، قررت "أوبك+"، التي تضخ نحو نصف الإنتاج العالمي من النفط، تمديد فترة تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا حتى سبتمبر 2026. هذا القرار جاء بعد تأجيل خطة سابقة لزيادة الإنتاج تدريجيًا بدءًا من أكتوبر 2024.

• أرجعت المجموعة هذا القرار إلى تباطؤ الطلب العالمي وزيادة الإنتاج من خارج أوبك+.
• بحسب محللين، فإن التمديد يعكس مخاوف التحالف من فائض محتمل في المعروض، بجانب تراجع الالتزام ببعض الحصص الإنتاجية بين الدول الأعضاء.

وأشار موكيش ساهديف، رئيس التحليلات في "ريستاد إنرجي"، إلى أن هذا الإعلان يُظهر مدى قلق "أوبك+" من التحديات التي تواجه السوق، بما في ذلك التوازن بين العرض والطلب.

قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها

التوقعات المستقبلية لأسعار النفط

في مذكرة حديثة، رفع بنك مورجان ستانلي توقعاته لمتوسط سعر خام برنت إلى 70 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من عام 2025، مقارنةً بتقديرات سابقة تراوحت بين 66 و68 دولارًا.

• هذه التوقعات تشير إلى استمرار الضغوط على السوق، حيث تؤدي زيادة الإمدادات من خارج أوبك وضعف الطلب العالمي إلى تعقيد الجهود لتحقيق استقرار الأسعار.
• يرى المحللون أن السوق قد يبقى تحت ضغط خلال الأشهر المقبلة، خاصة إذا استمر التباطؤ في الاقتصادات الرئيسية مثل الصين وأوروبا.

العوامل الفنية وضغوط البيع

تعرضت أسعار النفط لضغوط إضافية بسبب تحركات المستثمرين واستراتيجيات التداول:

• ضغوط البيع:
  أوضح دانييل غالي، استراتيجي السلع في "تي دي سيكيوريتيز"، أن تراجع الإشارات الفنية دفع المستثمرين نحو البيع المكثف لخام برنت، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التراجع خلال الأيام المقبلة، حتى لو ظلت الأسعار مستقرة نسبيًا.
• مستويات الدعم الفني:
  أشار فؤاد رزاقزادة، محلل السوق في "سيتي إندكس"، إلى أن خام غرب تكساس الوسيط وجد دعمًا عند مستوى 67 دولارًا، لكنه حذر من احتمالية كسر هذا المستوى قريبًا، مما قد يزيد من الضغوط الهبوطية على الأسعار.

عوامل أخرى تضغط على السوق

إلى جانب القرارات الإنتاجية والسياسات السوقية، هناك عوامل إضافية تُعزز حالة عدم اليقين في سوق النفط:

1. زيادة أنشطة التنقيب:
   أظهرت بيانات شركة "بيكرهيوز" ارتفاع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار 5 منصات ليصل إلى 482 منصة. كما زادت منصات التنقيب عن الغاز بمقدار منصتين لتصل إلى 102 منصة.
   هذا الارتفاع يعكس زيادة محتملة في المعروض من النفط والغاز، مما يزيد الضغط على الأسعار.
2. التطورات الجيوسياسية:
   • الأزمات في الشرق الأوسط وأوكرانيا تدعم الأسعار على المدى القصير، لكنها لا تزال تتأثر بالتوقعات طويلة الأجل بحدوث فائض في المعروض.
   • المخاطر المرتبطة بالعقوبات الأمريكية المحتملة على إيران تضيف طبقة من التعقيد إلى السوق.

الخلاصة : رغم تحركات "أوبك+" لضبط التوازن في السوق، إلا أن أسعار النفط تواجه تحديات كبيرة بفعل ضعف الطلب وتوقعات الفائض في المعروض. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية وزيادة أنشطة التنقيب في الولايات المتحدة، تبقى الأسواق تحت ضغط، في انتظار مستجدات قد تغير مسار الأسعار خلال الأشهر المقبلة.