يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا في قيمته وسط ترقب الأسواق لسياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، في حين ينتعش الين الياباني مع اقتراب خطاب محافظ بنك اليابان. في هذا المقال، نلقي نظرة مفصلة على أداء العملات الرئيسية وأبرز العوامل التي تؤثر على توجهاتها.
أداء الدولار الأمريكي اليوم
سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا يوم الخميس بعد فترة من الاستقرار استمرت ثلاث جلسات، حيث رفع المستثمرون مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية ليقترب من أعلى مستوى له في عام عند 107.07، وهو المستوى الذي سجله الأسبوع الماضي.
وسجل مؤشر الدولار 106.58 عند الساعة 11:45 بتوقيت تركيا مرتفعا عن أقل مستوى في أسبوع الذي سجله في الجلسة السابقة.
رهانات على سياسات ترامب وتأثيرها على التضخم
منذ الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر، ارتفع الدولار بنسبة تزيد عن 2% نتيجة التوقعات بأن سياسات ترامب الاقتصادية قد تزيد من معدلات التضخم هذا الاتجاه قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لتقليل وتيرة تخفيض أسعار الفائدة المستقبلية.
استطلاع أجرته وكالة رويترز أشار إلى أن غالبية خبراء الاقتصاد يتوقعون خفضًا في أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل، مع تقليل التخفيضات المتوقعة لعام 2025 وتأتي هذه التقديرات في ظل مخاوف من أن السياسات المالية الجديدة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.
سعر اليورو والجنيه الإسترليني
استقرار اليورو مقابل الدولار
حافظ اليورو على استقراره نسبيًا عند 1.0547 دولار، بعد انخفاضه بنسبة 0.5% يوم الأربعاء، مقتربًا من أدنى مستوى له الأسبوع الماضي عند 1.0496 دولار يُظهر هذا الأداء تأثير حالة الترقب السائدة في الأسواق وعدم وضوح الرؤية بشأن السياسات النقدية الأوروبية.
الجنيه الإسترليني يستفيد من بيانات التضخم
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.07% ليصل إلى 1.2656 دولار البيانات الصادرة يوم الأربعاء أظهرت قفزة في معدلات التضخم في بريطانيا، مما يدعم النهج الحذر الذي يتبعه بنك إنجلترا بشأن خفض أسعار الفائدة. يعكس هذا الحذر توجهات البنك في مواجهة التضخم المتزايد الذي تجاوز الهدف المحدد عند 2%.
الاقتصاد الياباني
سعر الين الياباني اليوم
شهد الين الياباني ارتفاعًا في السوق الآسيوية يوم الخميس، محققًا مكاسب مقابل الدولار الأمريكي وسلة من العملات الأخرى. يأتي هذا الارتفاع مدعومًا بتراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية، بالإضافة إلى الترقب الشديد لخطاب محافظ بنك اليابان "كازو أويدا" في منتدى مالي دولي في طوكيو.
سجل الين مكاسب بنسبة 0.61%، حيث انخفض الدولار إلى 154.45 ين مقارنة بسعر الافتتاح عند 155.38 ين وكان الين قد تعرض لضغوط يوم الأربعاء بسبب بيانات إيجابية دعمت ضعف العملة لتعزيز صادرات اليابان.
خطاب "أويدا" وتوقعات الفائدة
تتزايد التوقعات بأن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع ديسمبر وفقًا للبيانات، بلغت احتمالية هذا الرفع حوالي 54% تصريحات "أويدا" الأخيرة أكدت أن البنك المركزي سيواصل رفع الفائدة إذا تماشَت التطورات الاقتصادية مع التوقعات، دون تأكيد توقيت محدد لذلك.
الحكومة اليابانية تعلن عن حزمة تحفيز ضخمة
في سياق دعم الاقتصاد الياباني، أعلنت الحكومة عن حزمة تحفيز مالي جديدة بقيمة 21.9 تريليون ين (141.25 مليار دولار). تشمل هذه الحزمة تمويلات من القطاع الخاص ليصل الحجم الإجمالي إلى 39 تريليون ين، منها 13.9 تريليون ين من الحساب العام للحكومة.
الحزمة تهدف إلى تخفيف آثار ارتفاع الأسعار وتحفيز النمو الاقتصادي، وجاءت بعد اتفاق بين الائتلاف الحاكم وحزب معارض رئيسي على مسودة الحزمة.
خاتمة : بينما يترقب المستثمرون خطوات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، تظل الأسواق العالمية متأثرة بالتوجهات الاقتصادية المختلفة. في الوقت ذاته، يعكس أداء الين الياباني واليورو والجنيه الإسترليني تباين السياسات النقدية في مناطق العالم المختلفة. يبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى ستؤثر هذه التطورات على اتجاهات العملات في الفترة المقبلة؟
