أسباب ارتفاع الين الياباني
- عمليات شراء من مستويات رخيصة: اجتذب تراجع الين نشاط المستثمرين الذين يسعون إلى الاستفادة من شراء العملة اليابانية بأسعار منخفضة.
- موقف وزارة المالية اليابانية: تعهد وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو بمراقبة تطورات سوق العملات عن كثب، وتوخي الحذر تجاه تقلبات السوق، مما أعطى نوعًا من الثقة للمستثمرين.
تأثير العوائد الأمريكية
يدعم ارتفاع الين أيضًا استقرار العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، ما يقلل من جاذبية الدولار أمام العملات الأخرى ويحد من تراجع الين بشكل كبير. يأتي ذلك مع انتظار المستثمرين لصدور بيانات اقتصادية مهمة في الولايات المتحدة، والتي قد توفر إشارات حول توجهات السياسة النقدية الأمريكية.
سياسة البنك المركزي الأمريكي
ظل الدولار الأمريكي قرب مستوياته المرتفعة في الآونة الأخيرة، مع ترقب صدور بيانات أمريكية حاسمة هذا الأسبوع. ستلعب هذه البيانات دورًا في تحديد مسار السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي، ومن شأنها التأثير على الدولار وعلاقته بالين الياباني وتراجع الدولار قليلاً في نطاق محدود، مع تردد المتعاملين في اتخاذ قرارات جديدة بانتظار صدور البيانات الأمريكية.
واستقر مؤشر الدولار عند مستوى 104.29، متجهًا لتحقيق مكاسب شهرية بنسبة 3.6%، ما يعد أفضل أداء له منذ عامين ونصف.
تصريحات وزير المالية الياباني
أكد وزير المالية الياباني "كاتسونوبو كاتو" في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، أن الحكومة تراقب تحركات السوق عن كثب وتستعد لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة تقلبات سعر الصرف كما أعلن عن خطط لوضع حزمة دعم اقتصادي جديدة وموازنة تكميلية، تستهدف تعزيز الاقتصاد وتجنب أي آثار سلبية على النمو.
وقال كاتو سنواصل مراقبة تحركات سوق الصرف الأجنبي عن كثب، بما في ذلك التحركات التي يقوم بها المضاربون، بقدر أكبر من اليقظة.
اقرأ أيضاً : البيتكوين تسجل أعلى مستوى في 4 أشهر مدفوعة بتدفقات استثمارية
معدل البطالة في اليابان
أعلنت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية أن معدل البطالة في اليابان تراجع في شهر سبتمبر الماضي إلى 2.4%، بعد تعديل البيانات لأخذ التغيرات الموسمية في الاعتبار هذا الانخفاض جاء مخالفًا لتوقعات المحللين التي أشارت إلى استقرار البطالة عند مستوى 2.5% المسجل في أغسطس.
وفي سياق متصل، ارتفع معدل توافر الوظائف ليصل إلى 1.24 وظيفة لكل باحث عن عمل خلال شهر سبتمبر، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى بقائه عند مستوى 1.23 وظيفة، وهو ما يعكس تحسنًا طفيفًا في سوق العمل الياباني.
على الجانب الآخر، شهد معدل المساهمة في قوة العمل انخفاضًا طفيفًا ليصل إلى 63.5% في سبتمبر مقارنة بـ63.6% في أغسطس، بينما كانت التوقعات تشير إلى استقرار المعدل دون تغيير.
سعر الين الياباني اليوم
في أحدث تعاملات، ارتفع الين بنسبة 0.28% ليصل إلى 152.86 مقابل الدولار، بعد أن سجل أدنى مستوى له عند 153.885 في اليوم السابق تعكس هذه التحركات استمرار الضغوط على الين بفعل نتائج الانتخابات الأخيرة، إلى جانب الأداء القوي للدولار الأمريكي ومقابل اليورو بلغ الين 165.24 ومقابل الجنيه الإسترليني سجل 198.12، مما يعكس تراجعه الكبير أمام العملات الأوروبية.
قد يهمك : دليل شامل عن الين الياباني وتاريخه وكيفية التداول والاستثمار به
أداء العملات العالمية
شهدت العملات الرئيسية الأخرى تباينًا في الأداء، حيث استقر اليورو عند 1.0811 دولار، في حين انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.07% ليصل إلى 1.2963 دولار وسجل الدولار الأسترالي تراجعًا إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين.
بينما شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا مقابل اليوان الصيني بنسبة 0.2%، ليصل إلى 7.1588 يوان وارتفع الدولار مقابل اليوان بنسبة 2.53% منذ بداية الشهر، متأثرًا بتوجهات السياسة التجارية الأمريكية.
الانتخابات اليابانية
شهدت اليابان تغييرات سياسية هامة بعد أن فقد الائتلاف الحاكم أغلبيته في مجلس النواب خلال الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي، وهي المرة الأولى التي تحدث فيها خسارة كهذه منذ عام 2009.
وبحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، حصل الحزب الديمقراطي الحر، بقيادة رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، مع شريكه الأصغر في الائتلاف حزب كوميتو، على 209 مقاعد من أصل 465 في مجلس النواب، وذلك بعد فرز جميع الأصوات باستثناء 20 مقعدًا.
وكان التحالف الحاكم يمتلك سابقًا 279 مقعدًا، ما يعني أنه فقد نحو 70 مقعدًا، وهي أسوأ نتيجة يحققها الائتلاف منذ فقدانه للسلطة لفترة وجيزة عام 2009.
وقد تضطر الأحزاب في ظل هذه النتيجة إلى الدخول في اتفاقيات لتقاسم السلطة، مما قد يزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي، في وقت تواجه فيه اليابان تحديات اقتصادية ملحة.
الخلاصة : يعيش الين الياباني فترة من التذبذب نتيجة التوترات السياسية والاقتصادية الداخلية، ويظل متأثرًا بشكل كبير بالتطورات العالمية، خاصة تحركات الدولار الأمريكي. من المتوقع أن يستمر هذا التأثير في ظل انتظار المستثمرين لبيانات اقتصادية جديدة من الولايات المتحدة، والتي قد تحدد مسار العملات العالمية في الفترة القادمة.